مسعى اسرائيلي غير مرحب به اميركيا...اسقاط سايكس بيكو تفلت للضوابط
تؤشر الاحداث المتسارعة في المنطقة الى شرق اوسط جديد يجد طريقه الى التنفيذ حسب ما اعرب رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو ، والى ان خرائط جديدة ترتسم وتحديدا لسوريا ولبنان في مرحلة أولى على ان يليها في مراحل لاحقة الأردن والعراق . الهدف الأساس من ذلك دفن اتفاق "سايكس بيكو " لمصلحة قيام دويلات طائفية للأقليات الدرزية والكردية والعلوية في سوريا ستضرب بنتائجها الكارثية ما يعرف ببلاد الشام لمصلحة إسرائيل بغض نظر أميركي وتجاهل أوروبي وعجز عربي . وبالتالي، يبدو لبنان امام تحديات كبرى واوضاع استثنائية تهدد وجوده تتعامل معها الطبقة السياسية اللبنانية بخفة عكستها الجلسات النيابية الاخيرة لمناقشة سياسة الحكومة والتي اقتصرت على مناكفات سياسية نفعية ضيقة غاب عنها ما يحدق بالبلاد من مخاطر . وما يزيد الأوضاع صعوبة ورغم النجاح في منع تمدد ما جرى في السويداء الى لبنان هو ما كشفته التطورات الأخيرة من ميل إسرائيلي الى إيجاد مناطق عازلة والتعامل مع الأقليات بدلا من الدول .وان تل ابيب بقيادة نتنياهو تريد الفوضى والتفتيت للمنطقة والقيام بعمليات عسكرية ساعة تشاء مع السيطرة الكاملة على مقدراتها وثرواتها النفطية والمائية .
النائب السابق لرئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي يقول لـ "المركزية" : على رغم كثرة الحديث والنظريات عن اسقاط اتفاق سايكس - بيكو لا اعتقد ان من السهولة خروج المنطقة من دائرة الضبط . المؤشر الى ذلك التمايز او التباعد في التوجهات ما بين واشنطن وتل ابيب والذي تظهّر واضحا في عدم مجاراة الإدارة الأميركية الراهنة بقيادة الرئيس دونالد ترامب للمساعي الاسرائيلية بتأجيج الاحداث الطائفية التي دارت أخيرا بين الدروز والعشائر العربية السنية . نتنياهو لا يخفي مخططه لتقسيم سوريا الى دويلات سنية وعلوية ودرزية وكردية متنازعة . إضافة هو يتطلع الى تعميم هذه المشهدية على لبنان والعراق وسواهما من الدول اذا ما تسنى له ذلك بالطبع . في اعتقاده ان هذه الوضعية من الاشغال الطائفي والمذهبي وبالتالي من اللا استقرار لدول وشعوب الجوار وحدها الكفيلة بتأمين الأمن والأمان المستدام لاسرائيل وليس السلام . من هنا من الأهمية بمكان تحصين لبنان عبر تعزيز الوحدة الوطنية والوقوف خلف رئيس الجمهورية العماد جوزف عون في جهوده للحفاظ على وحدة الوطن وقيادة سفينة البلاد بجميع المكونات الى شاطئ الأمان .
ويتابع : لبنان جرب شتى أنواع الحكم والصيغ بدءا من القائمقامية الى المتصرفية والولايات وصولا الى احداث العامين 1864 و1975 وما بينهما من اقتتال وإشكالات . في النتيجة عدنا الى العيش معا وفقا لصيغة الطائف، وما التقى عليه سابقا العقلاء من البطريرك عريضة وعبد الحميد كرامي وعبد الحسين شرف الدين وسواهم . لبنان النموذج في تعايش الأديان . قال فيه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني لبنان الرسالة الواجبة التعميم .
المركزية - يوسف فارس
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|