قبل فوات الأوان ...افرام يحذر من إعصار جيوسياسي
رأى رئيس المجلس التنفيذي لـ"مشروع وطن الإنسان" النائب نعمة افرام أن "المرحلة دقيقة وخطرة إلى حد الاستثنائيّة، ولم يعد يصح مقاربتها بالأشهر بل بالمئويات، إذ دخلنا عمليًا في المئوية الثانية من عمر الكيان اللبناني، وبتنا نشعر كأن صلاحية خارطة الشرق الأوسط بأسرها تشارف على نهايتها".
وحذر من أن "الشرق بأسره يعيش في إعصار إعادة رسم خارطته الجيوسياسية وهو أمر مخيف، قائلًا: "قد رصدناه في "مشروع وطن الإنسان" قبل سنتين عند حصول الترانسفير القسري للأرمن من ناغورني كاراباخ. فتجارب الترانسفير الجماعي كانت من أبرز سمات الحرب العالمية الأولى، واليوم نشعر وكأن هذا الملف فتح من جديد. الإعصار آت، ونرى تجلياته في المأساة المستمرة في غزة، كما في تصويت الكنيست الإسرائيلي الأخير بخصوص الضفة الغربية".
وشدد افرام على أن "ما يجري في غزة غير مقبول، بل مرعب، وهو بمثابة إنذار مبكر للبنان، إذ لا ترسم خرائط جديدة إلا من خلال إزهاق الكثير من الدماء. من هنا، تأتي الدعوة إلى العقلانية، وتحديدًا إلى حزب الله في مسألة السلاح، لأن استمرار الواقع الحالي لم يعد يحتمل، والسلاح بات يشكل تهديدًا وجوديًا للكيان اللبناني، في زمن يتطلب أقصى درجات الحكمة والوعي والبصيرة. فإذا رفض حزب الله تسليم سلاحه، فذلك يعني أنه ما عاد يريد بقاء لبنان، وهنا سندخل في مراحل صعبة جدًا".
وفي موقف داعم لمؤسسات الدولة، قال افرام: "نقف إلى جانب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والدولة المركزية التي تشكل الضمانة الحقيقية للكيان. لكن الموقف صعب للغاية، والرئيسان عون وسلام يواجهان تحديًا دوليًا متعاظمًا، خاصةً في ظل تلميحات طرحت مؤخرًا عن احتمال توكيل الملف اللبناني إلى أطراف إقليمية".
ونوه بالتشكيلات القضائية الأخيرة، معتبرًا أنها شكلت قفزة نوعية بالمقارنة مع ما كان سائدًا في الماضي، لا سيما من حيث نوعية الأسماء المطروحة. كما أشاد بإقرار قانون تنظيم القضاء العدلي واستقلاله بعد سنوات طويلة من الإنتظار، كما بقانون اصلاح القطاع المصرفي، وبخطوة رفع الحصانات عن الوزراء والنواب، بوصفها مدخلًا ضروريًا لتمكين القضاء من أداء دوره الكامل في المساءلة والمحاسبة.
كما أشار إلى تقدمه، إلى جانب عدد من النواب، باقتراح قانون لإلغاء المادة التي تحصر تمثيل المغتربين بستة نواب فقط، معتبرًا أن هذا التحديد لم يعد واقعيًا ولا عادلاً، إذ بات أكثر من 30% من اللبنانيين المدرجين على لوائح الشطب من المغتربين.
ورأى أن إقصاء المغتربين عن ممارسة حقهم الانتخابي الكامل يشكل خطرًا فادحًا، واصفًا الأمر بـ"المعيب"، إذ "نحن أهل وفاء"، بحسب تعبيره، "ونعيش اليوم بفضل دعمهم المتواصل". وقال: "المغتربون هم محرك اقتصادي رئيسي للبلاد، وإن استبعدوا اليوم، فقد يقدمون بعد سنوات على التخلي عن جنسياتهم اللبنانية".
وحذر افرام، بصفته رئيسًا سابقًا للمؤسّسة المارونية للانتشار، في ظل الإبقاء على القانون الانتخابي القائم، من فقدان المنتشرين كل رغبة باقية لديهم باستعادة جنسيتهم من جهة أو بالتواصل البنيوي مع وطنهم الأم من جهة أخرى، منبهًا من أن تفاقم هذا الملف قد يشكل خطرًا على الانتخابات النيابية ككل.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|