عربي ودولي

ماذا يريد فلاديمير بوتين فعليا؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ذكر موقع "Washington Examiner" الأميركي أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوضح نواياه قبل 17 عامًا من عبور الدبابة الروسية الأولى إلى أوكرانيا في شباط 2022. في كلمته أمام مؤتمر ميونيخ للأمن عام 2007، شنّ بوتين هجومًا لاذعًا على النظام الدولي ما بعد الحرب الباردة. وندد بوتين، أمام القادة الغربيين، بالأحادية القطبية الأميركية، ورفض توسع حلف شمال الأطلسي، وطالب بالاعتراف بنطاق نفوذ روسيا. لكن تهديدات الرئيس الروسي لم تُجدِ نفعًا".

وبحسب الموقع، "في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) المنعقدة في بوخارست في نيسان 2008، كان أمام القادة الغربيين خياران: إما تقديم ضمانات أمنية ملموسة لجورجيا وأوكرانيا، أو التراجع في وجه التهديدات الروسية. وفي الواقع، لم يُقدّم الحلفاء سوى خطابات ركيكة. لقد رأت موسكو هذا الأمر على حقيقته، مجرد إظهار للضعف. وفي آب من ذلك العام، دخلت الدبابات الروسية جورجيا. لم تفشل الولايات المتحدة في فرض أي تكاليف باهظة على روسيا جراء هذا الغزو فحسب، بل ذهبت إدارة الرئيس باراك أوباما إلى حد محاولة "إعادة ضبط" العلاقات الأميركية الروسية بشكل إيجابي".

وتابع الموقع، "أدرك بوتين أن إعادة النظر الأحادية في التقسيم الإقليمي لا تُكلف إلا القليل مقابل أقصى قيمة استراتيجية. ثم تبع ذلك غزو شبه جزيرة القرم عام 2014، ومنطقة دونباس جنوب شرق أوكرانيا. كانت كل خطوة مُدروسة لاختبار رد الفعل الغربي على فرض الأمر الواقع. وفي عام 2022، عندما أصبح الأمر متعلقاً بأوكرانيا بأكملها، توقع بوتين في البداية نصرًا سريعًا. أما الآن، فيستغرق الأمر منه وقتًا طويلاً وجهدًا كبيرًا. ومع ذلك، لم تقتصر مهمة بوتين النهائية على جورجيا أو أوكرانيا فقط، كما أنها لم تتعلق بتوسع الناتو أو المخاوف الأمنية. إن هدف بوتين الاستراتيجي الأول هو تقويض نفوذ الولايات المتحدة والعالم الأحادي القطب الذي أنشأته أميركا بعد الحرب الباردة. إنه يريد إقامة عالم متعدد الأقطاب تتمتع فيه روسيا بقوة وسلطة عظمى".

وأضاف الموقع، "هكذا تُمثل أوكرانيا ساحة المعركة الحاسمة لبوتين. فهو يُدرك أنه لا يمكن لدول ناجحة ذات توجه غربي أن تتواجد على حدود روسيا إذا كانت الأخيرة تأمل في تحدي الهيمنة الأميركية. ولهذا السبب يدعم أيضًا كوريا الشمالية، وسبق ودعم سوريا في عهد بشار الأسد وإيران. افترض الكثيرون في الغرب أن التكامل الاقتصادي والانخراط الدبلوماسي سيكبحان الطموحات الإمبراطورية الروسية بطريقة ما. لكنهم كانوا مخطئين. فالرغبة في تعديل نتائج الحرب الباردة كانت قائمة منذ عام 1989، لكن الوسائل لم تكن متوفرة. لم يُحسن القادة الروس التصرف إلا عندما اضطروا لذلك. ويستغل بوتين الفرصة لتحقيق مزيد من السيطرة محليًا وتعزيز قوته دوليًا، ويحلم علنًا بأن يكون بطرس الأكبر، وأن يستعيد مجد روسيا وسطوتها الإمبراطورية. بالنسبة لرجل المخابرات السوفيتية السابق، تُرسم الحدود السيادية عند تقاطع الخيال والقوة القسرية".

وبحسب الموقع، "يكشف توقيت بوتين عن غرائزه العدوانية. فقد رأى فرصةً استراتيجيةً بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن الكارثي من أفغانستان، مع تنامي المشاعر الانعزالية لدى كلا الحزبين في الولايات المتحدة، وإرهاق الرأي العام الأميركي من الحرب. لقد اكتشف ضعفًا فسارع إلى استغلاله. في الواقع، بوتين يحسب مغامراته، فيُقدم على الضربات حين يعتقد أنه قادر على النجاح دون تكلفة باهظة. لا يستسلم للقوة إلا عند مواجهته مباشرةً. فعندما أسقطت تركيا طائرة عسكرية روسية اخترقت مجالها الجوي عام 2015، مارس بوتين ضبط النفس، وعندما قتلت الولايات المتحدة العشرات من عناصر فاغنر في سوريا في شباط 2018، تراجع، وعندما انضم الفنلنديون والسويديون إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد غزو بوتين لأوكرانيا، تمتم ببضع كلمات غاضبة".

وتابع الموقع، "يراقب العالم الآن ليرى ما إذا كان الرئيس دونالد ترامب مستعدًا لإظهار قناعة مماثلة عندما يُصعّد بوتين الضغط حتمًا في مواجهة عقوبات جديدة أو إمدادات أسلحة لأوكرانيا. لكن هذا الضعف يُعزز ثقة بوتين في أطروحته التي طرحها في ميونيخ عام 2007: أن القوة الأميركية آخذة في التراجع، وأن العالم المتعدد الأقطاب يبرز مكانها. يُدرك بوتين أن أوروبا وحدها لن تُوقفه. فقد شاهد القادة الأوروبيين يُماطلون، ويناقشون، ويكتفون بلفتات رمزية مرارًا وتكرارًا. وحتى الآن، ورغم ثلاث سنوات من الحرب، لا تزال استجابة أوروبا غير كافية لحجم التهديد. هذا يعني أن المسؤولية النهائية تقع على عاتق الولايات المتحدة، شئنا أم أبينا".

وختم الموقع، "سيواصل بوتين اختبار عزيمة أميركا حتى يواجه تكاليف تُهدده حقًا. بوتين يعرف ما يُقاتل من أجله. فهل يعرف الغرب ما يدافع عنه؟"
 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا