الامتحانات الرسمية "تزمط" من مخطّطات شبكات التخريب
حتى اليوم الأخير، بقيت شبكات التخريب والتسريب داخل وزارة التربية تجهد لإفشال الامتحانات الرسمية، وآخر الفصول تأخير وصول مسابقة البيولوجيا إلى 17 مركزاً من أصل 250 مركزاً مخصّصة لشهادة الاقتصاد والاجتماع، وتوزيع مسابقة الكيمياء عوضاً عنها، أو توزيع مسابقة البيولوجيا - فرنسي بدل البيولوجيا - انكليزي وبالعكس.
مصادر وزارة التربية تقول إنّ الحادثة حصلت في عدد محدود من المراكز، وتمّ احتواء الأمر في أقل من نصف ساعة، ولم يسمح للطلاب بالخروج من مركز الامتحانات وتسريب المسابقة. ولكن، هل هو خطأ تقني فعلاً أم عمل مدبّر وفشل؟
ومَن المسؤول عنه؟ الجواب برسم وزيرة التربية ريما كرامي والمدير العام للتربية رئيس اللجان الفاحصة، فادي يرق، لفتح تحقيق ومحاسبة المرتكبين أو إصدار بيان توضيحي بالحادثة.
في اليوم الأخير أيضاً، خرق العدوان الإسرائيلي الهدوء الذي ساد الأيام السابقة.
فنفّذ العدو غارة بالقرب من ثانوية شمسطار الرسمية، وتطاير الزجاج بينما كان الطلاب يجرون مسابقة اللغة الأجنبية. وبطلب من الجيش اللبناني، نُقل الطلاب إلى الطبقات الأرضية، واستكملت الامتحانات بعد إعطائهم وقتاً إضافياً. كما أرسلت الوزارة فريقاً من الصليب الأحمر وموجّهين تربويّين للوقوف على أحوال الممتحنين.
ما عدا هاتين الحادثتين، فشلت شبكات التخريب ومن وراءها من موظفين من داخل الوزارة في تعكير صفو الاستحقاق، كما كان مخطّطاً، ولم تفلح الضغوط على رئيس اللجان الفاحصة ورئيس دائرة الامتحانات الرسمية والشائعات والترجيحات وفيديوهات التوقّعات «الملفّقة» التي كانت تخرج منتصف ليل كل امتحان، في التشويش على الممتحنين.
أمّا الناشرون فهم إمّا ناشطون على «تيك توك»، أو عرّابون لدكاكين التعليم الخاص، ومن بينهم مَن يديرون منصات تعلّمية تجارية.
وقد يكون الإعلام أدّى دوراً استباقياً في هذا المجال لحماية الطلاب والامتحانات، إذ ساهم في تغيير عدد من المقرّرين كما في لجنة الكيمياء، حيث استبعد المقرّر السابق وتولّى المسؤولية أحد أعضاء اللجنة الأكثر خبرة بالمادة وعمل اللجان، من دون تسميته كمقرّر. وعلمت «الأخبار» أنّ 4 من أصل 12 مقرّراً جرى تغييرهم على سبيل المداورة التي ستعتمد في الامتحانات.
إلى ذلك، سادت أغلب المراكز أجواء مراقبة طبيعية، فلا فوضى كبيرة، ولا تشدّد حديدي، خصوصاً أنّ طريقة توزيع الطلاب بحدّ ذاتها حدّت من عمليات غشّ فاضحة.
وساعدت الإجراءات الوقائية المتّخذة في مباني الوزارة ومعظم مراكز الامتحانات، في قطع الطريق على محاولات لتسريب المسابقات، إذ لم يسمح سوى لرئيس المركز بالاحتفاظ بهاتفه الشخصي، وجرّد الأساتذة المراقبون من أي أجهزة إلكترونية. وبناءً على توصيات التفتيش التربوي، جرى تغيير 5 رؤساء مراكز أثناء الامتحانات بسبب عدم ضبط المراكز التي تولّوها.
ومع أنّ إدارة الامتحانات هذا العام حدّت من حجم الفلتان السائد في السنوات الثلاث الأخيرة، فإنّ محاولات التشويش أظهرت مرة جديدة أنّ الاستحقاق الرسمي لا يزال رهينة تجاذبات بين أجنحة من المنتفعين في الوزارة خارج اللجان الفاحصة، لكل جناح منها حساباته ومصالحه ويحاول أن يظهر بصورة المؤثّر والفعّال، علماً بأنه ليس مسموحاً أن يوجد هؤلاء داخل مراكز التصحيح، كيلا يتكرّر ما حصل العام الماضي عندما أثّر تدخّل بعض هذه الأجنحة على نتائج بعض الطلاب.
كذلك بدا الانتفاع بأشكال أخرى أيضاً، إذ ليس مبرّراً أن يزور موظفون معاونون وغير معاونين للمدير العام رئيس اللجان الفاحصة مراكز الامتحانات ويتقاضون عليها مخصّصات مالية.
وبدا لافتاً في الجولات على مراكز الامتحانات أن يتحدّث موظفون عن أسس التصحيح وهي من مهمّة اللجان الفاحصة.
أما بالنسبة إلى مضمون المسابقات فهو، بحسب مصادر الأساتذة، أصعب من المتوقّع بالنظر إلى الظروف الاستثنائية التي مرّ بها العام الدراسي، وإن كان مقبولاً بالعموم، ما عدا مسابقتي الفيزياء واللغة الفرنسية لفرعي العلوم العامة وعلوم الحياة، والتاريخ لعلوم الحياة، والاقتصاد لفرع الاجتماع والاقتصاد، لكن المصادر أكّدت غياب الأسئلة التعجيزية. ويبقى الرهان على استكمال الإجراءات الوقائية في المرحلتين المقبلتين، أي التصحيح وإصدار النتائج، لا سيّما لجهة إدخال العلامات إلى الـ«سيستم» وأن تطبع في الوقت نفسه في سجلّات يدوية قبل الإصدار.
التعليم المهني خارج رقابة التفتيش
بخلاف التعليم الأكاديمي، نجحت الشبكات في ضرب صدقية الامتحانات الرسمية المهنية، فسادت حالات من الفوضى والهرج والمرج، إذ جرت المرحلة الثانية من الامتحانات أي الامتياز الفنّي خارج رقابة التفتيش التربوي، إذ كانت الهواتف في حوزة الطلاب في مجمّع بئر حسن المهني.
وشوهدت معلمة متعاقدة تحمل لوائح بأسماء الطلاب الموصى بهم لتزويدهم بالأجوبة المناسبة.
ووُزّع بعض أبناء النافذين في غرف خاصة، وتولّى بعض الأساتذة معالجة المسابقات وإعطاءهم إياها. والمعلمة نفسها جالت على الصفوف، عندما كان الطلاب يمتحنون بمادتها وزوّدتهم بالمساعدة المناسبة. وتكرّر الأمر نفسه في بعض مراكز طرابلس وبعلبك ورياق، علماً بأنّ معظم الطلاب استفادوا من عمليات الغشّ وفلتان المراكز.
فاتن الحاج - الاخبار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|