الصحافة

هل انتهي شهر العسل القواتي مع العهد؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يكثف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من اطلالاته رافعا في خلالها سقف المواجهة ضد سلاح حزب الله من بوابة حصريته بيد الدولة. ولا يتوانى الرجل في مقاربته في دفع الحكومة الى اتخاذ قرارها الحاسم في هذا الموضوع. في تصريحاته يصف جعجع الحزب بأنه "ضد الدستور وضد اتفاق الطائف وضد ميثاق العيش المشترك"، معتبراً أنه "أوقع لبنان في كارثة منذ 25 عاماً".

يبني جعجع معركته على محاور عدة أبرزها شرعية الدولة وسيادتها، حيث يؤكد الرجل أن قيام الدولة بنزع سلاح أي فصيل مسلح ليس حرباً أهلية، بل ممارسة طبيعية لسلطتها، مشيراً إلى أن أكثر من 70% من اللبنانيين يريدون دولة حقيقية. ويعتبر أن استمرار سلاح حزب الله يحول دون إخراج إسرائيل من الأراضي اللبنانية أو إعادة بناء العلاقات العربية والدولية للبنان. اما المحور الثاني فهو الضغط الدولي حيث يكشف الرجل عن تحذيرات الموفد الأميركي توم براك الذي قال بوضوح: "هذا البلد هو بلدكم، وملف السلاح شأن لبناني. وإذا لم تتحركوا، فإن الولايات المتحدة ستنسحب من الملف اللبناني وتتركه لمصيره". كما حذر من أن "أي تردد في نقل لبنان إلى وضع الدولة الفعلية قد يعيد البلاد عقوداً إلى الوراء". اما المحور الثالث لمعركته ضد السلاح فهو المعركة الداخلية حيث وجه في هذا الاطارانتقادات مباشرة للحكومة والعهد، مطالباً بـ"الإسراع في الخطوات التنفيذية لسحب السلاح". كما هاجم التيار الوطني الحر واصفاً إياه بأنه "يدرس أساليب الخداع وتزوير الوقائع". في المقابل، يواجه جعجع تحديات جسيمة في معركته ابرزها حكما من قبل حزب الله الذي يرفض بشكل دائم أي نقاش حول تسليم السلاح إلا في إطار شروط مرتبطة بالسيادة الوطنية، مع اصراره على أن المقاومة في لبنان هي رد فعل على احتلال إسرائيل. اضافة الى ذلك فان موجة التفاهم مع العهد الجديد بدأت تنحسر نسبيا، حيث كشف جعجع في اطلالته التلفزيونية الاخيرة عن خلافاته مع الرئيس عون، معترفاً بوجود "اختلاف في مقاربة الملفات"، حيث يرى أن الرئيس "يخاف أكثر من اللزوم من احتمال اندلاع حرب أهلية.

وسط نار التصريحات الملتهبة يطرح أكثر من سيناريو أو مخرج يمكن لحزب القوات اللجوء اليه في حال استمرت المراوحة المرتبطة بسلاح الحزب. أحد المخارج الانسحاب التدريجي من الحكومة في الاشهر القليلة المقبلة مع اقترابنا أكثر من الاستحقاق النيابي لعام 2026 وهو ما يُناسب حزب القوات الذي يرى أن خوض المعركة على الجبهة المعارضة يرفع نسبة الفوز مقارنة مع البقاء في السلطة واستغلال خصمه اللدود التيار الوطني الحر هذه الفرصة، وهو ما يرفضه جعجع قطعا اذ يطمح الرجل لكتلة نيابية من ثلاثين نائبا وما فوق في مجلس نواب الـ 2026.

وفي حين يحذر جعجع من أن استمرار التردد في اتخاذ القرارات المصيرية قد يعيد لبنان إلى مربع التبعية الخارجية، مستذكراً كيف تم تلزيم لبنان لسوريا في تسعينيات القرن الماضي، يبني حزبه معركته ضد سلاح حزب الله كصراع يتجاوز الجانب الأمني ليمس هوية لبنان كدولة ومستقبله ككيان مستقل. بينما يصر جعجع على أن "الدولة يجب أن تتصرف كدولة"، يواجه واقعاً معقداً تتشابك فيه الاعتبارات الداخلية مع التدخلات الإقليمية.

علاء خوري -ليبانون فايلز

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا