مرقص: اعتبار العناصر الفارّة من قوى الأمن الداخلي منذ العام 2019 بحكم المطرودة من الخدمة الفعلية مع التنازل عن بعض حقوقها

الإسرائيلي الأسبق يوآف غالانت الجمعة، رسالة مفتوحة غير مسبوقة وجّهها مباشرة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، واضعًا فيها كل أوراق إسرائيل الأمنية والعسكرية والسياسية على الطاولة.

وجاءت الرسالة بعد مساهمة غالانت في الإعداد لخطة الهجوم الإسرائيلي-الأميركي على البنية النووية الإيرانية، والتي بلغت ذروتها في حرب استمرت 12 يومًا في حزيران 2025.

"نراكم.. نسمعكم.. ونعرف عنكم كل شيء" بهذه العبارة المباشرة، بدأ غالانت رسالته، مشيرًا إلى أن إسرائيل تملك معرفة معمّقة بكل تفاصيل المنظومة الإيرانية، من قادتها، إلى مواقعها الإلكترونية، وحتى محادثاتهم مع الحلفاء في بيروت ودمشق وطهران.

وقال: "لم نلتقِ من قبل، لكننا نعرف الكثير عن بعضنا البعض. تابعت قيادتك، بنيتك الإقليمية، ووكلاءك في المنطقة. لقد اخترقنا حلقة النار التي أعددتموها، ودمرنا بنيتكم الصاروخية والدفاعية."

وأضاف أن إسرائيل، بالتعاون مع

الولايات المتحدة، شنّت سلسلة من الهجمات المنسقة التي شلّت الدفاعات الجوية الإيرانية، وأفقدت البرنامج النووي زخمه، مشيرًا إلى أن الهجمات طالت علماء وقادة عسكريين بارزين.

وأشار غالانت إلى أن ما جرى في حزيران لم يكن مجرد حملة عسكرية، بل "انهيارًا استراتيجيًا لمنظومة إيرانية تطوّرت على مدى أربعة عقود". وأوضح أن خطة "حلقة النار" التي عملت إيران على ترسيخها عبر وكلائها من حماس وحزب الله والحوثيين وسوريا تفككت تحت ضربات دقيقة ومباغتة، اخترقت الطوق كما "السكين في الزبدة".

وفي لهجة تحذيرية صريحة، خاطب خامنئي قائلاً: "إذا قرّرت الاستمرار في برنامجك النووي، فستدفع ثمنًا باهظًا... نحن نرى كل شيء، نسمع كل شيء، ونعرف كل تحرك قبل أن تقوم به."

وربط غالانت بين دعم إيران لحماس ولهجوم 7 تشرين الأول 2023، مؤكدًا أن "العواقب ارتدّت مباشرة على إيران". وقال: "ردّنا لم يكن خوفًا، بل عزيمة... اغتلنا القادة، دمّرنا منشآت الصواريخ، وتجاوزنا دفاعاتكم الجوية.. طهران لم تكن خارج المدى."

وأضاف: "نصرالله لم يلبِّ نداءكم.. حزب الله مُنهك، حماس مُحيّدة، بشار الأسد رحل، والخليج والعراق ابتعدا عنكم.. أنتم اليوم أضعف مما كنتم عليه منذ عقود."

في واحدة من أكثر الفقرات حدة، قال غالانت إن "بناء سلاح نووي في عصر الذكاء الاصطناعي، والأقمار الصناعية، والاختراقات السيبرانية، بات وهمًا"، وتابع: "لا أسرار لديكم.. نعرف خرائطكم، مواقعكم، اجتماعاتكم... أصدقاؤكم لم يعودوا معكم، وبعضهم صار معنا."

وفي رسائل مشفّرة إلى داخل النظام الإيراني، ختم غالانت: "أنت تعرف الآن أن كل ما تبنيه سنراه، وكل ما نراه سندمّره، وما ندمّره لن تعوّضه بسهولة... لا يزال أمامك وقت، لكنه لا يطول... اختر مستقبلك، فإسرائيل تنتظر."