في الذكرى الأولى لمحاولة اغتياله... لارا ترامب مراسلة فوكس نيوز تحاور حماها: نعم كانت هناك أخطاء
أسبوعان ساخنان في انتظار الردّ
لم تُسلَّم الورقة اللبنانية هذه المرّة إلى هواة التسريب، فبقيت محجوبة عن التداول العلني، لتفتح باب التكهّنات على مصراعيه. وفي غياب النص الرسميّ، ضجّ المشهد السياسي بتحليلات متناقضة، أصابت في بعض جوانبها، وأخفقت في أخرى، وسط ضبابية متعمّدة تحيط بمضمون الورقة الأميركية، ومآلات الردّ اللبناني.
لكن ما يمكن تأكيده بثقة هو التالي:
أوّلًا، لم تتضمّن الورقة الأميركية، ولا تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أو رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أي مهلة زمنية واضحة أو إنذار مباشر بنزع سلاح «حزب اللّه». هذا التفصيل وحده كفيل بدحض الإشاعة المركزية التي بُنيت عليها حملات تهويل مضادة.
ثانيًا، رفض «حزب اللّه» ليس تفصيلًا بسيطًا. «الحزب» لم يكتفِ بعدم إعطاء جواب للدولة اللبنانية، بل طالبها صراحة برفض الورقة برمّتها، واعتبارها وثيقة استسلام. وعندما تعذّر على الدولة تبنّي هذا الموقف، حاول «الحزب» أن يربط أي بحث أو تفاوض بشرط الانسحاب الإسرائيلي الكامل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. ثم رفع سقف مطالبه مشروطًا بالموافقة المسبقة على الانسحاب من النقاط الخمس، ولما تعذّر هذا الربط أيضًا، امتنع «الحزب» عن الردّ، مفضّلًا الترقّب والتحريض غير المباشر.
في المقابل، شكّل الردّ اللبناني المبدئي، الذي صيغ داخل القصر الجمهوري بالتنسيق مع الجهات الدولية المعنية، نقطة تحوّل. إذ للمرّة الأولى منذ عقود، تضع الدولة نفسها في موقع مختلف، وترفض الخضوع لابتزاز السلاح، ما يعني رفع الغطاء الشرعي والوطني عن سلاح «حزب اللّه» بشكل واضح.
من جهة أخرى، لم يكن تصعيد «حزب اللّه» في الجنوب ضد قوات «اليونيفيل» أمرًا عرضيًا. بل بدا وكأنه رسالة ميدانية مكمّلة لموقفه السياسي، فصدامات «الحزب» مع القوات الدولية تعبّر بوضوح عن رفضه المبدئي لأيّ آلية تقود إلى تسليم السلاح أو حتى تنظيمه.
وإذ تُنتظر عودة توم برّاك إلى بيروت بعد أسبوعين لمتابعة مسار النقاشات، فإنّ ما تبقّى من وقت يبدو محوريًّا. أسبوعان حاسمان سيكشفان ما إذا كانت الدولة اللبنانية ستحسم موقفها السيادي، أم ستتراجع تحت وطأة الضغوط، المحلية منها والإقليمية.
في الحصيلة، المشهد مفتوح على تطوّرات كبيرة. الورقة ما زالت قيد الكتمان، لكنّ المواقف بدأت تظهر. أما المعركة الفعلية، فلا تزال في بدايتها، وعنوانها: من يقرّر مستقبل لبنان؟
أسعد بشارة -نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|