"الدراج البشوش" قضى دهسًا... غضبٌ يضع بلدية بيروت في قفص الاتهام!
المخاطر تتزاحم: "إسرائيل"... أمن المخيمات... والخطر السوري؟
تتزاحم الملفات والمخاطر المحدقة بالساحة اللبنانية في ظل انعدام الاستقرار في المنطقة ومحاولة الولايات المتحدة «واسرائيل» تغيير وجه الشرق الاوسط وفق استراتيجية الهيمنة بالقوة او بالمزيد من القوة. وفيما لا تزال البلاد تعيش حالة من الترقب الحذر بانتظار الرد الاميركي الرسمي على «الورقة» اللبنانية، الذي ينتظر بدوره الرد الاسرائيلي على الردود اللبنانية، عادت الى الواجهة مخاطر العبث «بالورقة» الفلسطينية مع قرارات مريبة تتخذها السلطة في رام الله تفاقم حالة التوتر في المخيمات، اضافة الى ارتفاع منسوب المخاطر على الحدود الشرقية والشمالية في غياب اي تطمينات من السلطة الجديدة حيال الدور المنوط بها تجاه لبنان مع تقدم الحديث عن تفاهمات امنية وسياسية مع «اسرائيل» احد اثمانها «الثأر» من حزب الله «وتقليم اظافره» على الساحة اللبنانية، وهو تهديد تأخذه على محمل الجد قيادة الحزب.
تهديد وتهويل؟
وفي الانتظار، تخوض القوى السياسية والاعلامية المحسوبة على واشنطن حربا نفسية ضاغطة على الدولة اللبنانية من خلال تسريبات منقولة عن مصادر اميركية ترفع سقف التهويل وتتبنى سردية نفاد الوقت قريبا، واضعة المسؤولين اللبنانيين امام خيارات صعبة آجلا لا عاجلا، باعتبار ان المبعوث الاميركي توم باراك سيحمل معه خلال زيارته المقبلة مطلبا واضحا بتبني الحكومة آلية تنفيذية لملف سحب السلاح خلال 3 اشهر، واذا لم يتم ذلك ستتولى «اسرائيل» المهمة.
كما أوضحت المصادر نفسها أن مسار الإصلاحات الأساسية لا يزال معطلا، وهو ما يدفع واشنطن إلى التفكير في خطوات تصعيدية تدريجية، تشمل فرض عقوبات على شخصيات سياسية بارزة، وتجميد المساعدات المرتبطة بالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، إلى جانب إعادة تقييم دور قوات «اليونيفيل» العاملة في جنوب لبنان.
الوضع غير مريح!
في المقابل تقر مصادر رسمية بصعوبة المرحلة، لكنها تعتقد ان الهامش المتاح لمناقشة الهواجس اللبنانية المحقة لا يزال متاحا في واشنطن غير المستعجلة على حسم الملف اللبناني في ظل تقدم الملفين السوري والفلسطيني، وكذلك الملف الايراني. لذلك فان «الهلع» لا يفيد في هذه المرحلة لان جزءًا منه حملة تهويل لاضعاف الموقف اللبناني، لكن لا يمكن في الوقت نفسه القول ان الوضع مريح ويجب الاستعداد لكل السيناريوهات لان الاميركيين يرفضون تقديم اي ضمانات حيال الاعتداءات الاسرائيلية، كما يرفضون تفعيل عمل لجنة مراقبة وقف النار على الرغم من اقرارهم بعدم فعاليتها، وصولا الى نعيها من قبل براك.
غموض اميركي
وفي هذا السياق، يستمر الغموض الاميركي حيث لم تعلق الإدارة الأميركية بعد بشكل رسمي على الرد اللبناني وما زالت تدرس الرد بحيث إن الخارجية الأميركية تحفظت عن إعطاء أي موقف أو ملاحظات على الجواب اللبناني الذي تسلمه براك خلال زيارته الأخيرة لبيروت. وكل ما يقوله المسؤولون الأميركيون حتى الساعة، هو أن براك كان راضيًا بشكل كبير عن الردّ الأولي من الحكومة اللبنانية، واضافت لكننا» بحاجة الآن إلى الدخول في التفاصيل». لكن المتحدث باسم الخارجية الاميركية اشاد بعمل القوات المسلحة اللبنانية واقر بانها حققت تقدما في سحب السلاح، بيد أنه اكد ان هناك المزيد من العمل.
تحريض اسرائيلي
وفي اطار التحريض الاسرائيلي المستمر على فتنة داخلية، نقلت قناة «الحدث» السعودية عن مسؤول إسرائيلي كبير زعمه ان انهيار محور إيران وإنجازات «اسرائيل» بلبنان سيساعدان الحكومة اللبنانية على تنفيذ القرار 1701 وتابع: «لا نية لدينا لهجوم بري جنوب لبنان لكننا جاهزون لأي احتمال». ولفت الى أن « نتوقع من الجيش اللبناني الاستمرار في جمع سلاح حزب الله. وادعى انه حين يستكمل الجيش اللبناني مهمته بحسب الاتفاق سننسحب من الجنوب ونوقف الاستهدافات... وزعم المسؤول الاسرائيلي أن الحكومة اللبنانية جادة في تفكيك قدرات حزب الله العسكرية في الجنوب وأن اسرائيل تثمن جهود الجيش اللبناني لجمع سلاح الحزب في الجنوب!
تهميش فرنسا
وفيما كشف مصدر ديبلوماسي فرنسي ان الوزير جان نوال بارو التقى بالمبعوث الأميركي الخاص توم برّاك،
واتفقا على تعزيز التعاون بين البلدين سواء في الملف اللبناني أو في الملف السوري، لفت الى ان واشنطن لا نية لديها لتفعيل دور آلية مراقبة وقف إطلاق النار ولم تقدم اجابات واضحة حيال ملف التجديد لقوات «اليونيفيل». وفي السياق نفسه، استقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون السفير الفرنسي في بيروت هيرفيه ماغرو وبحث معه في نتائج زيارة براك والمحادثات التي اجراها مع المسؤولين اللبنانيين، وكان لافتا غياب المعطيات الفرنسية حيال الخطوة الاميركية المقبلة، وكان السفير مستمعا، لكنه لم يتردد في التعبير عن اجواء الحذر الضرورية لمواجهة التحديات في ظل انعدام واضح للثقة بين الفرنسيين والاميركيين الذين يصرون على تهميش الدور الفرنسي.
استفزازات «اليونيفيل» لأبناء الجنوب؟
وفي هذا الوقت، تطرح اكثر من علامة استفهام حيال اصرار جزء من قوات «اليونيفيل» على استفزاز ابناء قرى الجنوب بالدخول الى ممتلكات خاصة دون مشاركة الجيش، وذلك عشية جلسة التجديد لها عاما اضافيا، في وقت تسعى اسرائيل الى تعديل مهامها او عدم التجديد لها. و في اطار الاشكالات المتكررة، وقع إشكال امس في بلدة عيتيت – قضاء صور، بين عدد من الأهالي ودورية تابعة لقوات «اليونيفيل»، وذلك أثناء مرور الآلية العسكرية في البلدة من دون مرافقة الجيش اللبناني. وبحسب المعلومات، اعترض الأهالي على مسار الدورية، معتبرين أن مرورها بمفردها يخالف البروتوكول المعتمد، فطالبوها بالتوقف والعودة. لكن عناصر «اليونيفيل» رفضوا الامتثال، ما أدى إلى تلاسن وتوتر في المكان، تطور لاحقًا إلى اشتباك محدود. وقد تدخلت جهات محلية لاحتواء الموقف ومنع تطوّره، وسط دعوات للتمسك بالتنسيق الكامل مع الجيش اللبناني خلال تحركات قوات الطوارئ الدولية، احترامًا للسيادة ولخصوصيات المناطق الجنوبية. وتعليقًا على الحادثة، اعلن الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي في بيان ان «عدة أفراد بملابس مدنية اعترضوا صباح امس جنود حفظ سلام تابعين لليونيفيل قرب وادي جيلو بينما كانوا يقومون بدورية مخطط لها»، مشيرًا الى ان «القوات المسلحة اللبنانية وصلت إلى مكان الحادث، وتمّت السيطرة على الوضع.
الاعتداءات الإسرائيلية
وفي الاعتداءات، استهدفت مُسيرة معادية دراجة نارية عند مفترق بلدة المنصوري في قضاء صور، ما ادى الى سقوط شهيد وإصابة شخصين بجروح. كما استهدفت مدفعية العدو صباحًا أطراف بلدة شبعا. وقرابة الثانية والربع من بعد منتصف ليل الاربعاء –الخميس أغارت مسيّرة اسرائيلية، على دفعتين على مقهى ومحل لاشغال الالمينيوم ضمن مبنى في بلدة يحمر الشقيف في قضاء النبطية. وتسببت الغارتان بإلحاق أضرار مادية في المكان، ولم يفد عن وقوع إصابات.
الثار من حزب الله
وبعد ايام على تعبير الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن الحذر من دور السلطات في سورية، وحديثه عن تقارير من بعض الدول الأجنبية والعربية بأن يكون للنظام السوري الجديد وظيفة للعبث في الوضع اللبناني، كشفت معلومات ديبلوماسية عن كلام قاله مبعوث الرئيس الأميركي لسورية توماس باراك في انقرة مؤخرا عن خطة الولايات المتحدة الجديدة لتعميم الاستقرار في سورية الجديدة والتجهيز لما يسميه الثأر من حزب ألله ودوره. فسورية الجديدة وفقا لآخر المعطيات على مستوى الاستخبارات هي سورية التي قد يحال عليها عطاء مقاولة التصدي لحزب الله في لبنان. وتلك مهمة يفضلها طبعا الرئيس السوري أحمد الشرع وفقا لآخر التقييمات الديبلوماسية الالمانية او بمعنى أدق لا يمانعها ويظهر مرونة في التعاطي معها اذا ما كان الثمن المقابل صفقة اقتصادية وسياسية شاملة تعتمده رئيسا لفترة أطول وتمكنه من التفاصيل عند المال الخليجي المعروض عليه. وفكرة اصطناع أزمة ذات بعد أمني وعسكري اسمها عند السوريين حزب الله وتصفية الحساب معه والثأر منه، هي التي وضعت على الطاولة مؤخرًا.
حذر في المخيمات
وفي ضوء الواقع المتأزم في المخيمات الفلسطينية اثر القرار المتعثر لرئيس السلطة محمود عباس بتسليم السلاح، تعيش المخيمات حالة من التوتر بعد قرار مفاجئ وصادم بإعفاء سفير السلطة لدى لبنان أشرف دبور. هذا القرار لم يمر مرور الكرام، بل شهد الكثير من الاعتراضات والدعوات لعدم تطبيقه حتى وصلت الى حد التهديد بـ»العصيان التنظيمي» داخل حركة «فتح»، مما يزيد المخاوف من تصاعد الأوضاع ووصولها الى مرحلة خطرة قد تصل الى مرحلة الاقتتال الداخلي وسط اتهامات للسلطة بتقصد «صب الزيت على النار» لاسباب غير مفهومة، خصوصا ان قواعد «فتح» وكوادرها في لبنان اكدت انها لن تقف متفرجة على ما وصفته بـ»الانقلاب التنظيمي» الذي يخدم أجندات خارجية؟!
ابراهيم ناصر الدين - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|