اجتماع لمجلس القضاء الأعلى في يوم العيد... فمتى التشكيلات القضائيّة؟
هل نجح ابن فرحان في إنجاز مُهمّته؟
ساعات حاسمة تفصل لبنان واللبنانيين بعد مغادرة الامير يزيد بن فرحان، عن وصول توماس براك، لتسلم الرد اللبناني الرسمي، ومن ضمنه موقف حزب الله الذي اكد نوابه في كل خطب عاشوراء، ان السلاح خط احمر.
في كل الاحوال وبعيدا عن الشكل النهائي "للوثيقة اللبنانية"، تكشف المعطيات ان خطوطها العريضة باتت واضحة وسط تركيزها على: فتح باب الحوار والنقاش، المطالبة بضمانات وتقديم تعهدات، على أن يكون الرد مختصرا بـ "نعم ولكن"، كاشفة أنه يفترض أن تكون بصمات "الأمير" واضحة على الورقة، التي تردد أنه اطلع على مسودتها، وسط تأكيده على أن لا خيار أمام لبنان سوى القبول بها، وان التفاوض ممكن أن يكون حول ٱليات التطبيق، وهامش زمني ضيق.
مصدر ديبلوماسي عربي كشف ان زيارة مساعد وزير الخارجية السعودي الامير يزيد بن فرحان المفاجئة الى بيروت، جاءت في اطار مسعى فرنسي - اميركي لتامين "المساعدة التقنية والسياسية" للسلطة اللبنانية في اطار صياغتها لردها، خصوصا ان علاقة وثيقة تربط بين براك وبن فرحان، ما جعله على دراية بخفايا الورقة الاميركية وخلفياتها، والاهم جديتها، وهو ما لفت الشخصيات التي التقته ، واجمعت على لهجته الصريحة و "القاسية"، خلافا لزياراته السابقة والديبلوماسية التي اعتمدها في كلامه، خلال مفاوضات انتخاب رئيس للجمهورية.
وتابع المصدر بان دعوة السفيرة الاميركية اعضاء "الخماسية" الباريسية الى الاجتماع، مواكبة للتطورات، انما ارادت من خلالها واشنطن اظهار مدى الجدية الدولية في مقاربة الملف اللبناني، والاجماع حول المقاربة الاميركية، كاشفا ان لقاء جانبيا بعيدا عن الاعلام جمع بين الامير بن زايد والسفيرة ليزا جونسون، بعيد انتهاء اللقاء بين السفراء الاربعة في عوكر.
ووفقا للمعلومات، فان السفارة الاميركية في عوكر ستنقل ورقة الرد اللبناني فور تسلمها الى واشنطن، لعرضها على الفريق الاميركي - "الاسرائيلي" المشترك، الذي يضم كلا من المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط ستيفن ويتكوف، ووزير الشؤون الاستراتيجية "الاسرائيلية" رون ديرمر، على ان يلتحق بهم توماس براك الاربعاء، مشيرة الى ان تصورا اوليا سيوضع على طاولة ترامب - نتانياهو في البيت الابيض، تمهيدا لصدور موقف اميركي رسمي من الملف اللبناني.
واشارت المعلومات الى ان الورقة اللبنانية ستسلم الى الجانب الاميركي باللغتين العربية والانكليزية، تلافيا لاي اشكالات مستقبلية حول الترجمة، كما كان يحصل في المرات السابقة، مبدية اعتقادها بان براك لن يدخل في نقاش التفاصيل الواردة فيها، بل سيعيد التأكيد على المواقف التي سبق واعلنها، تحديدا لجهة فشل اتفاق ٢٧ تشرين الثاني، الراعي لوقف النار حاليا، وبالتالي ضرورة الذهاب لارساء قواعد جديدة وفقا لاتفاق "متطور"، يسمح بتحقيق الاهداف المطلوبة.
اوساط سياسية مقربة من المقرات الرئاسية، اكدت ان التحرك اللبناني في مواجهة "الهجمة الاميركية " وان جاء بطيئا، الا انه كان بخطوات ثابتة، نظرا الى حساسية الملف الاستثنائية ودقته، في ظلّ المتغيرات الاقليمية التي حصلت في المنطقة، التي تفترض ايجاد الصيغ التي تحفظ المصلحة الوطنية والاستقرار والسيادة اللبنانية من جهة، والمطالب الدولية "القاسية" من جهة ثانية، انطلاقا من ان الوضع اللبناني الهش لا يحتمل اي خطأ، وبالتالي ضرورة ان تستفيد بيروت من المناخ الاقليمي والدولي، من خلال تخفيف الضغوطات عليها واستقطاب المساعدات والاستثمارات إليه، وهو جوهر الرسالة التي حملها الامير بن فرحان.
وعليه، رأت الاوساط ان هناك أمورا مطلوبة من حزب الله ولبنان، لكن في المقابل ثمة ما هو مطلوب أيضا من الخارج، تحديدا واشنطن و"اسرائيل"، من وقف للاعتداءات على الاراضي اللبنانية والانسحاب من الاراضي المحتلة، و "فك للحصار" الاقتصادي والمالي، ما يحقق التوازن من الجهتين، وهو اساس النجاح لاي حل، آملة ان يتفهم العالم "الخصوصية اللبنانية"، وحاجة السلطة للوقت لانجاز الملفات خوفا من اي دعسة ناقصة.
وختمت الاوساط آملة ان تتفهم واشنطن الموقف اللبناني ومنطلقاته، بدعم من اصدقاء لبنان في باريس والرياض تحديدا، لتمرير المرحلة الحالية، اذ تمت صياغة الرد بشكل مدروس، كيلا يؤدي إلى تصعيد في المرحلة المقبلة بالتنسيق مع حزب الله، في ظل ضبابية الحلول في المنطقة وتسوياتها، مؤكدة ان الاختلاف مع الخارج يبقى في كل الحالات، افضل من اي صدام داخلي ايا كان نوعه واطرافه.
عليه، وعشية وصوله الى بيروت، وجّه المبعوث الرئاسي الأميركي طوم باراك رسالة واضحة الى المسؤولين اللبنانيين، الذين يدرسون خريطة الطريق التي سلّمها لسحب سلاح حزب الله قائلًا: "الفرصة الآن".
الهوامش تضيق، و "سياسة العصا" حاضرة عبر استمرار الضربات "الإسرائيلية". والمطروح الآن: هل يتفق المسؤولون على مخرج يحمي لبنان؟ وهل يعود باراك بضمانات؟ أم بجولة مكوكية جديدة؟
ميشال نصر -الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|