المجتمع

"بتعصّب إنت وعم تحضر Basketball؟"... هذه السّطور لكَ!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

"أخدت علبة دواء قبل ما بلّش أحضر الـGame"، "هيك لعب ما بينحضر بلا دواء أعصاب"... هذه عيّنة عن منشورات على مواقع التّواصل الاجتماعي، خلال المباريات التي تشهدها بطولة لبنان لكرة السلّة. لا شكّ أنّ اللّبنانيّين متعلّقون باللّعبة الأحبّ على قلبهم، الـBasketball، لكن قد يصل الأمر بالبعض، إلى التّوتّر أو الغضب الزّائد، حتّى أنّ هناك من يلجأ منهم إلى الأدوية للتحكّم بمشاعرهم. خلال المرحلة النّهائيّة من البطولة، والتي تشهد "ديربي" الرياضي بيروت والحكمة، إليكم بعض النّصائح للتّحكّم بمشاعركم وانفعالاتكم، في حال خسارة فريقكم المفضّل.

تشرح المتخصّصة في علم النّفس الرّياضي الدّكتور نتالي جبيلي، التّفسير النّفسيّ لهذه الظّاهرة، مشيرةً إلى أنّ "ما يحصل من ردود فعل خلال المباريات من قبل المشجّعين هو نتيجة الهويّة والانتماء. ففي البلاد التي تعتبر فيها المؤسّسات الرّسميّة غائبة، مثل لبنان، تصبح الرّياضة والفرق الرّياضيّة، لا سيّما في كرة السّلّة التي تُعتبر الرّياضة الأولى، رمزاً بديلاً للهويّة والانتماء والفخر لدى اللّبنانيّين، ليُؤكّد التّعلّق بفرق معيّنة هويّتهم وانتماءهم، وفي لبنان، مُمكن أن تشجيع فريق كدفاع عن قضيّة أو طائفة أو حتّى كرامة شخصيّة، لأن الفرق، تمثّل ديناً معيّناً أو فريقاً سياسيّاً معيّناً".

وتُضيف، في حديث لموقع mtv: "التّفسير الثّاني لهذه الظّاهرة يصبّ في إطار تحويل المشاعر المكبوتة، فاللّبنانيّ يعيش في ضغط نفسيّ مزمن وفي إحباط سياسيّ وفي ضغوط اقتصاديّة وحروب، وهذه الأزمات امتدّت لـ 6 سنوات متواصلة، ما يجعل اللّبنانيين يفتّشون عن طريقة لتفريغ هذا الضّغط، فيصبح تفريغ المشاعر في مساحات أكثر أماناً، مثل الملاعب، لتظهر المباراة وكأنّها أكثر من مجرّد لعبة، وتكون مساحة نادرة للتفاعل الجماعيّ والتّنفيس عن مشاعر عميقة ومكبوتة".

ويعود هذا الغضب الكبير والتّوتّر أيضاً، وفق جبيلي، إلى "التّعلّق المفرط بالفريق حيث يرتبط المشجّع بشكل كبير بفريقه فتضيع هويّته بالفريق الذي يحبّه، وتتعدّى الخسارة، كما في مباريات الحكمة والرياضي، خيبة الأمل فقط، لتشبه ضربة أو جرحاً في الهويّة".

وتُتابع: "التّفسير الرّابع لهذا الأمر هو غياب الأدوات التي تسمح بإدارة المشاعر، وقلّة الدّعم النّفسيّ والمهارات العاطفيّة اليوميّة التي ممكن أن يكتسبها المشجّعون، لتصبح ردود الفعل أكبر لدى المشجّعين، وممكن أن تمتدّ لأيّام عدّة، فيبقى الغضب كبيراً، ويسبّب ردود فعل هائلة، وقد يؤدّي ذلك، في حالات معيّنة، إلى اللّجوء لأدوية الأعصاب".

كيف يمكنكَ تنظيم المشاعر، لا سيّما أنّنا على أبواب "ديربي" ناريّ بين الرياضي بيروت والحكمة؟ تقول جبيلي: "في علم النّفس الرّياضيّ نركّز على المشجّعين، إلى جانب الفرق والمدرّبين"، مشيرةً إلى أنّ "ضبط مشاعر الجمهور يُساعد اللاعبين في أداء أفضل في الأوقات الحرجة، لا سيّما في المباريات الكبيرة كالتي نشهدها بين الرياضي والحكمة، والتي تكون مليئة بالمشاعر".

وتُقسم جبيلي تنظيم المشاعر إلى 3 مراحل: 

قبل المباراة، من المهمّ ضبط التّوقّعات من الفريق وتذكير أنفسنا أنّ نتيجة المباراة غير مضمونة والفوز أو الخسارة لا يُحدّدان قيمة الفريق أو الفرد أو شخصيّته، كما يجب تغيير رؤيتنا والتّفكير بأنّنا لا نخوض معركة، ولسنا جنودها، ودور المشجّع يأتي في إطار دعم الفريق وتأمين مساحة أمان له، ويجب عدم محاربة الخصم، والأهمّ هو بثّ الرّوح الرّياضيّة، كما من الضّروريّ، قبل بدء المباريات، ممارسة تمارين تهدّئ الأعصاب، أبرزها التّنفّس الذي يعطينا مساحة للتّفكير قبل التّصرف، وتطبيق تقنيّة الـ Box Breathing (شهيق والتّوقّف لـ 4 ثوانٍ، ثمّ زفير والتّوقّف لـ 4 ثوانٍ أخرى).

أمّا خلال المباراة، فيجب أن يكون هدف الجمهور الاستمتاع بها والتّركيز على مهارات اللاعبين وعلى التّكتيك والجهد، فلا يكون التّركيز فقط على النّتيجة، كما حصل في مباريات بيروت والحكمة، حيث استفاد الجمهور واستمتع، بغضّ النّظر عن الخسارة، وفق جبيلي. 
وعند الشّعور بأي توتّر أو غضب على خطأ معيّن، يجب التّنفّس بعمق قبل التّصرّف، أو الضّغط على قارورة مياه مثلاً والتّذكر أنّ ما نشاهده مجرّد لعبة وليست معركة حياة أو موت، وتلفت جبيلي إلى "حقّنا الطّبيعيّ في الغضب أو الحزن أو خيبة الأمل، لكن يجب العودة إلى الهدف الأكبر وهو التّرفيه والاستمتاع بالمباراة، وضرورة التّشجيع بحماس وليس بغضب وصراخ". 

وبعد المباراة، تُشدّد جبيلي على "ضرورة مشاركة المشاعر بدل كبتها والتّحرك والمشي وتطبيق حركات رياضيّة، أو الكتابة للتّعبير، في حال كانت مشاعر الغضب كبيرة".

وتختم جبيلي، مشدّدةً على أنّ "الفريق مهمّ وحبّ الرياضة رائع، لكن الأهمّ الصّحة النّفسيّة، والشّغف والرّاحة لا يعنيان الألم، بل هما للاستمتاع"، وتقول: "شجّعوا فريقكم من قلبكم وكونوا فخورين مهما كانت النّتيجة، لا سيّما إذا بذل الفريق أقصى جهده".

رينيه ابي نادر -mtv

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا