عن لقاء الخماسية في عوكر بعد لقاء براك - ابن فرحان.. إمّا جواب واضح من الحزب أو...!
عن اجتماع "البيت الأبيض" الذي بدأ في حزيران 2019 وانتهى في حزيران 2025
قد يختصر التاريخ شهر حزيران 2025 مستقبلاً، بـ 12 يوماً، أي بالحرب الإسرائيلية - الإيرانية، وبما واكبها من اتصالات ومحادثات دولية، انتهت بشنّ الولايات المتحدة الأميركية هجمات على منشآت نووية إيرانية، وبإعلان وقف لإطلاق النار.
مسيّرة أميركية
ولكن بالعودة الى حزيران 2019، أي الى ما قبل 6 سنوات، نتذكر أن "الحرس الثوري" الإيراني أسقط طائرة أميركية مسيّرة من طراز "أم كيو - 4 سي غلوبال هوك" بنيران القوة الجوفضائية التابعة له في محافظة هرمزغان بجنوب إيران، واعتبر أن إسقاطها حمل رسالة واضحة لواشنطن.
في ذلك الوقت، أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب (خلال ولايته الأولى) أن ما فعلته إيران هو خطأ جسيم، وقال إن "شكل الرد سيُحدَّد قريباً"، وإن الطائرة الأميركية المسيّرة كانت غير مسلّحة، وإنها كانت تحلّق في المجال الجوي الدولي عند إسقاطها، "ولدينا ما يوثّق ذلك".
الرد العسكري
وفي سياق متصل، ذكر مسؤول في "البنتاغون" آنذاك، أنه تمّ تقديم عدة سيناريوهات لرد عسكري ضد إيران ومنشآتها، وأن "القرار الآن بيد الرئيس ترامب".
وترافق هذا الإعلان من "البنتاغون" مع اجتماع عُقِدَ في "البيت الأبيض" بحضور كبار قادة الكونغرس، ورؤساء لجان القوات المسلّحة والاستخبارات، للاطلاع على تطورات الوضع مع إيران. بالإضافة الى اجتماع رفيع المستوى عقده مجلس الأمن القومي في "البيت الأبيض" أيضاً، حيث تمحورت المشاورات في ذلك الوقت حول ضرورة عدم التصرّف بتهوُّر يجرّ الولايات المتحدة الأميركية الى حرب، وذلك بموازاة وجوب الدفاع عن مصالح أميركا بشكل قوي واستراتيجي، خصوصاً أن الجميع رأوا أن إيران تحاول اختبار ترامب، وأنها ستتشجّع على القيام بمزيد من التصعيد تجاه واشنطن في كل مكان، وصولاً الى تهديد القواعد الأميركية في الشرق الأوسط، إذا تمكنت (إيران) من اجتياز امتحان الطائرة الأميركية المسيّرة بنجاح لها، وبضعف أميركي.
وقد دُعِمَت المواقف السياسية الأميركية تلك أيضاً، بما أعلنته القيادة المركزية الأميركية في ذلك الوقت، عن أن إسقاط المسيّرة هو عمل استفزازي، وهجوم غير مبرر على أجهزة المراقبة الأميركية العاملة في المجال الجوي الدولي.
ضربة أميركية؟
هذا كلّه حصل في حزيران 2019. وقد ترافق مع مواقف عالمية متفاوتة تجاه الحادث، بين أصدقاء وحلفاء الولايات المتحدة الأميركية من جهة، الذين دعوا طهران الى وقف استفزازاتها، وبين أصدقاء وحلفاء إيران من جهة أخرى، الذين دعوا واشنطن الى الكفّ عن التدخل في شؤون العالم.
وترافقت كل تلك المواقف مع توقّعات وتسريبات بأن ترامب لن يسكت، وبأنه سيمنح الضوء الأخضر لتوجيه ضربة أميركية لموقع عسكري داخل إيران، لا يكون حساساً بدرجة تؤدي الى إشعال حرب، لأن صمته (ترامب) عن إسقاط المسيّرة الأميركية سيسمح لطهران بالتمادي لاحقاً.
هجوم كبير
ولكن ماذا حصل في الواقع؟ مرّ حزيران 2019، ومن بعده تموز، وآب، وأيلول، وتشرين الأول، وتشرين الثاني 2019... وبدلاً من أن يوجه ضربة لإيران، راح ترامب يتحدث عن أنه ينتظر اتصالاً منها من أجل استئناف المفاوضات معها. وهكذا دواليك، وصولاً الى تشرين الثاني 2020، موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية التي خسرها (ترامب)، وخرج من "البيت الأبيض" في كانون الثاني 2021، قبل أن يدخله مجدداً في كانون الثاني 2025.
ومنذ عودته الثانية الى الحكم، وضع ترامب إيران أمامه كبلد رائع يستحق الأفضل، ومنحها مهلة زمنية للتفاوض، انتهت بإطلاق أميركا يد إسرائيل في هجوم كبير على الأراضي الإيرانية، انتهى بإلقاء قنابل أميركية ضخمة على منشآت نووية إيرانية حساسة، في حزيران 2025.
المرونة
طبعاً، لم يردّ ترامب في حزيران الفائت على ما فعلته إيران بالمسيّرة الأميركية في حزيران 2019. ولكن الأمور تُقاس بنتائجها البعيدة، وليس بردات الأفعال السريعة عليها.
فلو تمتّعت إيران بشيء من المرونة على الأقلّ، منذ حزيران 2019 وحتى أيار 2025، فلكانت ربما تجنّبت أطنان المتفجرات الأميركية التي أُلقِيَت عليها، والتي بمعزل عما أحدثته من تخريب في برنامجها النووي، إلا أنها أكدت بالملموس أن الدول لا تُقاس بالتهديدات والتشدّد، بل بالمرونة، وبإعادة التقييم المستمر لأكبر وأصغر المواقف والملفات، مهما بدت تلك الطريقة صعبة.
انطوان الفتى - اخبار اليوم
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|