الصحافة

جرسُ إنذار... هل نخسرُ لُبنانَنا الأخضر؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يتكرّر مشهد الحرائق كلّ عام، ملتهمةً مساحاتٍ شاسعة من الأراضي الخضراء التي نتغنّى بها. وقد شهد لبنان في تشرين الأول 2019 إحدى أضخم موجات الحرائق التي "ابتلعت" أحراج الشوف وإقليم الخروب وعكّار وعدداً كبيراً من المناطق الحرجيّة.

اليوم، لبنان أيضاً يحترق، مع تصدّر القبيات "المشهد الأحمر" واندلاع سلسلة حرائق في شدرا والوديان بين سيسوق وبزال وغيرها. في هذا الإطار، يعرض الخبير في الشؤون البيئية مصطفى رعد تقييماً أوليًّا لحريق القبيات، لافتاً إلى "خسائر كبيرة تكبّدتها منطقة بيئيّة حساسة".
أظهر التقييم الأولي لحريق القبيات الأخير، وفق ما يُشير رعد في حديثٍ لموقع mtv، أنّ المساحة المتضرّرة تجاوزت الـ 20 هكتاراً في منطقةٍ ذات حساسيّة إيكولوجيّة عالية جدًّا، حيث أنّ قدرة الغطاء النباتي على التعافي بعد الحريق محدودة للغاية بفعل طبيعة الموقع وظروفه المناخيّة والبيئيّة". ويُضيف رعد أنّ "مثل هذه الحرائق تُعدّ جرس إنذار يؤكّد الحاجة الملحّة لوضع إدارة مخاطر حرائق الغابات والأحراج في صدارة أولويات الدولة، بدءاً من الوقاية والتخطيط المسبق وصولاً إلى الإستعداد السّريع ورفع جهوزيّة فرق الإستجابة، وإعادة التأهيل واستعادة النظم البيئيّة المتضرّرة".

وإذا عدنا إلى حرائق الغابات خلال عام 2024، يُبيّن تقرير جامعة البلمند الصّادر في كانون الأول من العام نفسه، أنّ الحرائق تسبّبت في خسائر كبيرة وتدمير أكثر من 10,800 هكتار من الأراضي، أي ما يُعادل 4 أضعاف مساحة بيروت. وهذه الخسائر توزّعت بين الغابات والأراضي الزراعيّة، مع تركّز الأضرار في المناطق الجنوبيّة مثل النبطية وجنوب لبنان، حيث امتدّت الحرائق على مسافة تصل إلى 10 كيلومترات داخل الأراضي اللبنانيّة.

ماذا عن التوصيات؟ يُطالب الخبير رعد بتعزيز التعاون الدولي لتوفير الدّعم الفني والمالي لمُكافحة الحرائق وإعادة تأهيل المناطق المتضرّرة، بالإضافة إلى تطوير استراتيجيّات الوقاية من خلال إنشاء مناطق عازلة وتنظيف الغابات من المواد القابلة للإشتعال. والأهمّ هو التوعية المجتمعيّة لزيادة الوعي حول مخاطر الحرائق وطرق الوقاية منها.

كذلك، تترافق العوامل المناخيّة المتطرّفة مع "مجزرة بيئيّة" بالفوسفور الإسرائيلي الذي أحرق غابات الجنوب وأحراجه وأراضيه الزراعيّة، وسط خطرٍ حقيقيّ يُهدّد بتغيير معالمه الطبيعيّة. ووفقاً لتقرير صادر عن معهد عصام فارس في الجامعة الأميركية في بيروت، تسبّبت الهجمات الإسرائيليّة بما في ذلك استخدام قنابل الفوسفور الأبيض، بتدمير أكثر من 2,000 هكتار من الأراضي، بما في ذلك الغابات والمحاصيل الزراعيّة. وتؤثّر هذه الخسائر بشكلٍ مباشر على الأمن الغذائي والإقتصاد المحلي خصوصاً في المناطق الجنوبيّة التي تعتمد بشكلٍ كبير على الزراعة.

ولأنّ الحفاظ على غاباتنا ومساحاتنا الطبيعيّة مسؤوليّة جماعيّة تتطلّب إرادة واضحة، وتعاوناً فعّالاً بين الجهات الرسميّة كافة والمجتمع المحلي، تبقى هذه الثروات الطبيعيّة عرضةً لمزيدٍ من الحرائق، ما يُفاقم أزمة فقدان التنوّع البيولوجي ويؤثّر سلباً على حياتنا ومستقبل أجيالنا.

كريستال النوار
خاص موقع Mtv

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا