امتحان ورقة بارّاك: الأسبوع الحاسم؟
وكأنّ أبواب الجحيم فُتحت على لبنان، إذ لم يعد التهديد مقتصراً على الحدود الجنوبية فقط في كلّ المعلومات الواردة عن تصعيد مقبل ومتوقّع بعد عودة رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من واشنطن، بل فُتحت أبواب التهديد أيضاً من الحدود الشرقية الشمالية في تقارير أمنيّة بدأت تتحدّث عن غرف عمليّات لمقاتلين في الشمال اللبناني.
يوم الإثنين نفّذ الأمن العامّ عمليّة في برج البراجنة فكشف خليّة إرهابية. بدأ يدور هذا الكلام في الكواليس السياسية بوجهين: الأوّل يخدم منطق “الحزب” بـ”تشريع سلاحه” في الداخل للدفاع عن النفس بوجه هذا الخطر، والثاني يناقض منطق “الحزب”، لا سيما بعدما أتت رسائل دولية بمساعدة لبنان على ضبط حدوده من جنوبه إلى شماله.
رسائل تطمين في وجه تهديدات مقبلة
بعد المساعي التي قامت بها السفيرة الأميركية ليزا جونسون مع القوى السياسية لتحذيرها من ضيق المهل المقبلة على لبنان، تحدّثت معلومات “أساس” أنّ جونسون ستستضيف اجتماعاً للّجنة الخماسية في السفارة الأميركية في عوكر اليوم الخميس ليتابع سفراء الدول الخمس التطوّرات اللبنانية. وفي المعلومات أنّ العنوانَين الأمنيّ والسياسيّ يسيران على خطّ موازٍ، وستعرض اللجنة الخماسية مجموع الأخطار المقبلة على البلد، على أن تلتقي اللجنة أيضاً الموفد توم بارّاك خلال زيارته لبنان.
في السياق نفسه، المبعوث السعودي الأمير يزيد بن فرحان الذي وصل ليل أمس إلى بيروت سيشارك في اجتماع الخماسية إذا عقدت اليوم وسينتقل بعدها إلى مقرّات الرؤساء الثلاث لإبلاغهم باسم الخماسية بحتمية التجاوب مع ما جاء في ورقة توم بارّاك.
إلى جانب عمل اللجنة المستمرّ واجتماعها هذا الأسبوع، تحدّثت معلومات “أساس” عن أنّ المجتمع الدوليّ سيساعد لبنان على مستويات ثلاثة: أوّلاً عودة الرعايا العرب والأجانب، ثانياً تدفّق الاستثمارات إليه وإعادة الإعمار، وثالثاً حماية حدود لبنان من إسرائيل ومن أيّ خطر يمكن أن يأتي من الحدود الشرقية الشمالية عبر مجموعات مقاتلة تنتمي إلى تنظيمات متشدّدة.
في هذه المستويات الثلاثة وعود جدّية، تقول مصادر دبلوماسية لـ”أساس”، لكنّها في الوقت نفسه تهديدات حقيقية تهدّد استقرار البلد ومستقبله في حال عدم التزامه تنفيذ الأجندة الدولية المطلوبة منه التي ترتكز على حصر السلاح وتنفيذ الإصلاحات.
خليّة برج البراجنة وتضارب في المعطى الأمنيّ
بعد إعلان تفكيك الأمن العامّ لخليّة إرهابيّة كانت تستعدّ لتنفيذ سلسلة من الهجمات في مناطق من العاصمة بيروت، تضاربت المعطيات عن حقيقة الخبر خشية استعادة خطاب سياسيّ مضى عن السلاح.
في المقابل، تحدّثت مصادر سياسية عن وصول تقارير أمنيّة إلى الكواليس السياسية تفيد بوجود مجموعات مقاتلة من جنسيّات متعدّدة على الحدود اللبنانية السورية، وتحدثّت تقارير عن غرف عمليّات بدأت تتهيّأ في الشمال اللبناني لتنفيذ عمليّات في لبنان، وتحديداً في منطقة البقاع الغربي. تقول هذه التقارير إنّ هناك تخوّفاً كبيراً من سيطرة هذه المجموعات على عدد من المعابر الحدودية غير الشرعية بين لبنان وسوريا.
تحدّثت مصادر سياسية عن وصول تقارير أمنيّة إلى الكواليس السياسية تفيد بوجود مجموعات مقاتلة من جنسيّات متعدّدة على الحدود اللبنانية السورية
صدر عن قيادة الجيش بيان نفت فيه صحّة هذه المعطيات، وقالت مصادر أمنيّة لـ”أساس” إنّها تقارير مبالَغ جدّاً فيها، ولم يُرصَد حركة غير اعتيادية، وإنّ مصلحة لبنان وسوريا معاً في ضبط أيّ عمل لهذه المجموعات. وأكّدت المصادر أنّ التنسيق مستمرّ بين السلطات اللبنانية والسوريّة، وحذّرت من جهة أخرى من أن تُستخدم هذه التقارير في الداخل اللبناني لاستعادة خطاب الخروج على الدولة وتشريع “الأمن الذاتيّ”.
بارّاك والرّسالة الأخيرة
تردّد أوساط سياسية أنّ توم بارّاك عرض في زيارته الأخيرة على المسؤولين اللبنانيّين المساعدة قائلاً: “ماذا تحتاجون لنساعدكم”. إلّا أنّ معلومات “أساس” تقول غير ذلك، لأنّ ما قاله بارّاك هو “ساعدونا لنساعدكم”، وفي هذا الكلام أراد التأكيد أنّ الكرة في الملعب اللبناني، واللعب خارج الملعب لتقطيع الوقت أصبح خطراً جدّاً.
بناءً عليه، هل سقط لبنان بين كمّاشة جنوبه وشماله مع اقتراب الكلام عن تصعيد إسرائيليّ؟ أم كلّ الاجتماعات الطويلة التي تُعقد حاليّاً ستؤدّي إلى طرح جدّي سيقدّمه لبنان قريباً؟ لن ننتظر مطوّلاً لاكتشاف ذلك.
جوزفين ديب - اساس
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|