بين التصريحات المتناقِضَة... اتفاق أميركي - إيراني أو خراب كبير؟
مزارع شبعا… لبنانيّة أم سوريّة؟!
عند كل منعطف سياسي أو أمني، يعود السجال حول هويّة مزارع شبعا، هذا من يتمسّك بلبنانيّتها وذاك من يعتبرها سوريةً، حتّى يأتي حدث جديد يُعيد هذه القضية إلى الدرج.
لا يتكلم الزعيم وليد جنبلاط من فراغٍ، ولا يستطيب له التخلّي عن لبنانيّتها بسبب لا شيء، وليس له من بين أهلها أعداء ولا تأخذ “لبنانيّتها” من درب زعامته شيئًا… يتحدّث بموضوعيةٍ عن وقائع قانونية، تحتاج حتمًا إلى تعديل.
وفي المقابل، تجد النائب قاسم هاشم، حاملًا لواء “لبنانيّة” مزارع شبعا، مُستندًا إلى وثائق وإلى أصحاب أملاك وإلى وجود مخفر درك لبناني ذات يوم.
الإسرائيلي يعتبرها سوريةً، والسوري (النظام السابق) يتكلم عن لبنانيّتها حينًا وعن سوريّتها أحيانًا، لأسباب جيوسياسية، تتعلّق بمصالح “حزب الله” الذي يحتاجها “لبنانيةً” للإبقاء على سلاحه بحجّة تحريرها.
وإن عدنا سنوات إلى الخلف، نكشف التالي: حين زار رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان سوريا على رأس وفدٍ رسميّ يومَيْ 13و14/8/2008، والتقى الرئيس السوري بشار الأسد، وطلب منه من خلال جملة المطالب “إنشاء علاقات دبلوماسية بين البلدين”، وهذا ما تحقّق، لأن العهود السابقة كانت تعتبر أن تبادل السفارات بين البلدين، مسألة غير ذات أهمية، أي “لزوم ما لا يلزم”.
وقتذاك، وافَق الأسد على تبادل السفارات، وأجاب نظيره اللبناني الذي طلب تسليم شاكر العبسي (زعيم تنظيم فتح الإسلام الإرهابي) للسلطات اللبنانية، بأنّه قُتِل على حاجز للجيش السوري على بوابة دمشق.
وعندما وصل الحديث إلى مزارع شبعا، طلب الرئيس سليمان التشديد على لبنانيّة مزارع شبعا، ليأتيه الجواب إن هذه المسألة يجب ان تأتي بعد ترسيم الحدود ويُستحسن أن يبدأ الترسيم من الشمال إلى الجنوب، لكن البيان المشترك ركّز على لبنانيتها.
جزء من بيان مشترك للقمّة اللبنانية – السورية
أجرى الجانبان مباحثاتٍ تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات وأكدا حرصهما على تعزيزها وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين.
أكّد الجانبان من جديد التزامهما بالعمل على ترسيخ علاقات سورية – لبنانية تقوم على الاحترام المتبادل لسيادة واستقلال كل منهما، والمحافظة على العلاقات الأخوية المميزة بين البلدين الشقيقين. وسعيًا لتحقيق هذا الهدف، اتفق الرئيسان السوري واللبناني على ما يلي (ستة بنود):
1 – إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدَيْن الشقيقَيْن على مستوى السفراء وفقًا لما جاء في الإعلان الخاص الذي صدر في دمشق بتاريخ 13/8/2008 لهذا الغرض.
2 – استئناف أعمال اللجنة المشتركـة لتحديـد وترسـيم الحـدود اللبنانية – السورية وفق آلية وسلّم أولويات يتفق عليهما الجانبان، وبما يخدم الغاية المرجوّة من قبلهما على أن يصار إلى اتخاذ الإجراءات الإدارية والتقنية اللّازمة للمباشرة بذلك.
وتطرق الجانبان إلى الأوضاع الإقليمية ببحثٍ مستفيضٍ، حيث جدّدا التزامهما بالعمل العربي المشترك والسعي لتحقيق التضامن العربي الفعّال، خاصّةً في ضوء الدور الذي تضطلع به سوريا في رئاسة القمّة العربية، وأكّـدا علـى أهميـة التنسيـق بيـن البلديـن فـي القضايـا السياسـية ولا سيما الصراع العربي ـ الإسرائيلي انطلاقًا من أنّ حالة عدم الاستقرار في المنطقة تعود إلى استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية.
وفي هذا الصدد، شدّد الجانبان على ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، ومرجعية مؤتمر مدريد، ومبادرة السلام العربية، بما يضمن استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة بما في ذلك التأكيد على حقّ العودة ورفض التوطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلّة وعاصمتها القدس، وانسحاب إسرائيل التامّ من الجولان السوري المحتل حتّى خط الرابع من حزيران 1967، ووضع حدٍّ لاستمرار إسرائيل في انتهاكها الفاضح لسيادة لبنان وسلامته الإقليمية حيث أكّد الجانبان ضرورة انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا اللبنانية وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر، كما تقضي قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة (انتهى مقتطف البيان).
وقتذاك، تحدثت المعلومات عن عدم ارتياح “حزب الله” لإقرار البيان المشترك بلبنانيّة مزارع شبعا، في إشارةٍ واضحةٍ أن مصلحة “الحزب” الإبقاء على “المزارع”، كما هي اليوم، تحت الاحتلال، ولا معلّقة ولا مطلّقة. ولهذه الأسباب تم التهرّب في مجلس الوزراء من البدء بترسيم الحدود تحت حجج واهية.
اليوم، كل شيء تغيّر، وبات من الضروري حسم هذه المعضلة بين لبنان وسوريا، عبر البدء بترسيم الحدود، وتثبيت هوية “مزارع شبعا”، والاستعانة بالأمم المتحدة لضمان الانسحاب الاسرائيلي منها.
بشارة خيرالله -”هنا لبنان”
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|