إقتصاد

المفتي إلى سوريا لتهنئة الشرع...تهميش السنَة تحسمه ثوابت دار الفتوى

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أبعاداً كثيرة أثارها خبر زيارة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الرئيس السوري أحمد الشرع على رأس وفد من العلماء المسلمين السبت المقبل . ثمة من أعطاها خلفيات طائفية في حين ربطها البعض بكلام المفتي الأخير خلال الاحتفال الديني الذي أقامه "اتحاد جمعيات العائلات البيروتية"، لمناسبة عودة الحجاج من أداء فريضة الحج، في قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مسجد محمد الأمين وسط بيروت، اذ أكد أن "لا دولة في لبنان من دون المسلمين والمسيحيين بمختلف مذاهبهم في الحقوق والواجبات، وأي تهميش أو استبعاد للمسلمين السنة أمر مرفوض ونحن له بالمرصاد".و كلام المفتي ليس موجهاً ضد أي فريق أو طرف في البلاد، بل على العكس، يؤكد أن السنة جزء لا يتجزأ من الدولة. وفي حين اعتبره البعض موجّها ضد رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة أو أي مكون من مكونات البلد أكدت مصادر مقربة أن كلام المفتي ليس موجهاً ضد أي فريق أو طرف في البلاد، بل على العكس، وهو يؤكد أن السنة جزء لا يتجزأ من الدولة.

رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط يؤكد "أن كل الرهانات حول خلفيات زيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان لسوريا واجتماعه مع الرئيس أحمد الشرع ساقطة ولا أساس لها من الصحة. فمنطلقات دار الفتوى كانت وستبقى إيمانية وطنية وعربية بامتياز وجامعة بلا حدود، والمسلمون السنة مكون أساسي وأصيل في قيام دولة لبنان وهم الأحرص تاريخيا على نهوض لبنان السيد الحر العربي المستقل، وليس لديهم مشروع خارج إطار الدولة اللبنانية العادلة".

وعن دلالات الزيارة في هذه اللحظة التاريخية حيث الشرق الأوسط على صفيح تحولات جذرية يقول القاضي عريمط لـ"المركزية": "لا شك أن زيارة المفتي دريان على رأس وفد من مفتيي المناطق اللبنانية طبيعية، ولها مدلول تاريخي في ظل انتقال سوريا وشعبها من مظلة المحور الايراني الصفوي الى عمقها العربي الحضاري والإسلامي الأصيل. وتأتي هذه الزيارة في إطار تهنئة سوريا رئيساً وحكومة وشعباً بالتغيير السياسي الكبير الذي انعكس إيجاباً على الساحة اللبنانية والعربية. وما حصل من تغيير جذري أنهى المشروع الصفوي الإيراني الذي كان يطمح لأن يبقى متحكماً بالقرار السياسي  لبعض العواصم العربية التي كان يدّعي سيطرته عليها وعلى قرارها الوطني بحجة مقاومة المشروع الصهيوني في فلسطين والتي أكدت الاحداث الاخيرة هشاشة هذه المسرحية الدرامية  التي صيغت بأنامل دقيقه في دهاليز طهران وواشنطن وتل ابيب، ومن المؤكد ان سوريا بقيادتها الجديدة  استطاعت تحطيم هذا الحلم  الفارسي وعادت إلى الحضن العربي الذي هو عمقها الأساسي والطبيعي ، وبالتالي لبنان حكما وقريبا في طريقه إلى هذا الحضن العربي الدافئ .ويعقب ذلك عودة بغداد الرشيد، وصنعاء العرب إلى ذلك الحضن العربي المؤمن والجامع الذي يرفض وسيبقى رافضاً،  لكل المشاريع المعادية للعروبة والاسلام ،ايرانية كانت أو إسرائيلية .وانطلاقا من كل ذلك تأتي زيارة مفتي الجمهورية إلى سوريا العربية الشقيقة للبنان ولكل العرب".

ويضيف القاضي عريمط "الزيارة للتأكيد على أن لبنان السيد الحر العربي المستقل يتعاون مع سوريا كتعاونه مع أشقائه العرب انطلاقا من المصلحة المشتركة بين الشعبين. وعلى المتربصين والمحللين والمفسرين أن يعودوا إلى ثوابت دار الفتوى الاسلامية والوطنية التي أكدت أن لبنان هو وطن نهائي لجميع أبنائه وأن ليس للمسلمين فيه مشروعا خارج إطار الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية. وزيارة  المفتي تأتي في إطار الحرص على لبنان الدولة والمؤسسات وعلى العدالة والمساواة بين جميع اللبنانيين والعدالة ضمن ثقافة المواطنة الحضارية المؤمنه ".

ما رفع من حدة التحليلات حول زيارة المفتي دريان ولقائه الرئيس الشرع أنه تزامن مع مجموعة أحداث ومحطات وتوقيفات انحصرت بالمسلمين السنة. وعليه يقول القاضي عريمط  أن" من المهم جدا ان تنهض الدولة ومؤسساتها وتضع حدا لتجاوز القوانين والفوضى، وهذا خيارنا وما دعونا له وندعو اليه منذ سنوات  ، ولكن من حقنا  ان نسأل ونتساءل ببراءة المواطن الصالح، لم هذه الانتقائية في الاعتقالات وتطبيق القوانين ؟؟ هل تساءل الحكم والحكومة والقضاء اين هي المليارات من الدولارات التي أنفقت على السدود والكهرباء والدعم منذ سنوات؟... وأين هي ترجمة البيان الوزاري الذي رفع شعار الإصلاح وبناء الدولة، وإنهاء مسألة وجود السلاح غيرالشرعي،وحصره بيد الدولة ومؤسساتها؟ هل انتهى الإصلاح  عند الاعتقالات الانتقائية لبعض شخصيات المسلمين السنة سواء أخطأوا ام أصابوا ؟؟؟ وأما  الفاسدون  والمفسدون  الكبار فهم فوق القانون والعدالة؟".

ويختم القاضي عريمط مشدداً على أن الزيارة المقررة يوم السبت المقبل  للتهنئة وضمن الحرص المتبادل بين دولتين عربيتين شقيقتين. ويؤكد أن لبنان"سيبقى وطناً لجميع أبنائه ولنتذكر موقف دار الفتوى عام 1983 عندما أعلنت الثوابت الإسلامية وفيه أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه. وهذه المسلمات لا تحيد عنها دار الفتوى منذ عهد المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد، حتى يومنا هذا بعهد مفتي الحكمة والاعتدال الشيخ عبداللطيف دريان والذي أكدت مسيرته وقيادته في دار الفتوى أن صمته موقف وقوله الفصل".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا