قبلان: الجنوب والبقاع والضاحية ضحّوا للبنان ولهم دَين تاريخي بعنق الدولة عليها سداده
الضغط النفسي يسرّع تطور السرطان "في هذه الأماكن"
تشير أبحاث متزايدة إلى وجود كلفة خفية للعيش في البيئات الحضرية، تتمثل في تأثير التوتر النفسي المزمن في الصحة العامة على المدى الطويل، بما في ذلك دوره المحتمل في تطور بعض أنواع السرطان وتسارعها.
ورغم أن النقاشات التقليدية حول السرطان غالبًا ما تركز على العوامل الوراثية، وأنماط الحياة غير الصحية، والتعرض للملوثات البيئية، فإن العلماء والأطباء يحذرون بشكل متزايد من التأثيرات البيولوجية العميقة للإجهاد المستمر على الجسم.
استجابات فسيولوجية
وبحسب تقرير نشره موقع "APN News"، فإن التوتر المزمن لا يسبب السرطان مباشرة، لكنه قد يحرّك استجابات فسيولوجية تُضعف الجهاز المناعي، وتعزز الالتهابات المزمنة، ما يسهل تطور المرض.
وقال جرّاح أورام مختص للموقع "الضغط النفسي جزء لا يتجزأ من الحياة، لكن في المدن يتحول إلى ضجيج دائم لا يتوقف. لقد رأيت مرارًا كيف يواجه المرضى الذين يعيشون تحت ضغط نفسي شديد صعوبة في مقاومة المرض والتعافي منه".
البيئات الحضرية
وتُعد البيئات الحضرية، بما تحمله من إيقاع سريع، وضغوط مهنية ومالية، وعزلة اجتماعية، أرضًا خصبة لاضطرابات القلق والإرهاق النفسي.
وتشير الدراسات إلى أن هذه العوامل ترفع من مستويات هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، ما يؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة، وتحفيز الالتهابات المزمنة، وفي بعض الحالات، تسريع نمو بعض الأورام.
كما تُظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من ضغط نفسي مزمن أكثر عرضة لأنماط سلوكية خطرة، مثل التدخين، والإفراط في تناول الكحول، والإفراط في الأكل، وتجاهل الرعاية الطبية، وهي عوامل قد ترفع من احتمالات الإصابة بالسرطان.
إدارة التوتر
رغم صعوبة التخلص التام من مصادر التوتر، يؤكد خبراء الصحة أهمية تبني استراتيجيات فعالة لإدارته، تشمل التأمل، اليوغا، النشاط البدني، تمارين اليقظة الذهنية، الحفاظ على علاقات اجتماعية داعمة.
وهذه الممارسات لا تحسّن الصحة النفسية فحسب، بل تعزز أيضًا مناعة الجسم وقدرته على التعافي.
وقال الجرّاح "ثمة نمط واضح في نتائج العلاج: المرضى الذين يعتنون بصحتهم النفسية، ويملكون مرونة عاطفية، يستجيبون بشكل أفضل للعلاج، ويتعافون بشكل أقوى".
الوقاية من السرطان
ورغم أن التوتر النفسي قد لا يكون عاملًا مباشرًا في التسبب بالسرطان، فإن تجاهل أثره الطويل الأمد، خاصة في المدن ذات المستويات العالية من التوتر، قد يؤدي إلى عواقب صحية خطيرة.
ويحث الخبراء على ضرورة دمج الرعاية النفسية كجزء أساسي من استراتيجيات الوقاية من السرطان والعلاج منه، في ظل التحول المتسارع نحو أنماط الحياة الحضرية.
وختم الجرّاح حديثه قائلاً: "علينا ألا نكتفي بمحاربة المرض، بل نركّز أيضًا على بناء الصحة... جسدًا وعقلًا معًا".
ومع استمرار التحضّر في صياغة أنماط الحياة الحديثة، قد يكون التعامل الجاد مع آثار التوتر المزمن على الصحة أحد المفاتيح الرئيسة لتقليل أعباء الأمراض في المستقبل، بما في ذلك السرطان.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|