محادثات لبنانية – قطرية في الدوحة... وهذا ما طلبه سلام !
قام رئيس مجلس الوزراء نواف سلام بزيارة رسمية إلى دولة قطر، مع وفد وزاري ضمّ : وزير الثقافة غسان سلامة، وزير الطاقة والمياه جو صدي، وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني ووزير التنمية الإدارية فادي مكي.
وقد استقبل الرئيس سلام والوفد المرافق في الديوان الأميري من قِبل صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، حيث عُقد اجتماع موسّع عقبه لقاء ثنائي بين سمو الأمير ودولة الرئيس.
وعبّر الجانبان خلال اللقاء عن ترحيبهما بوقف الحرب بين إسرائيل وإيران، مع التأكيد على أهمية أن ينعكس هذا التطور إيجابا على استقرار لبنان وفلسطين ودول الخليج خصوصا بعد الاعتداء الذي تعرضت له دولة قطر والذي أدانه الرئيس سلام بشدة معرباً عن تضامنه الكامل مع قطر دولة شعباً.
وأعقب اللقاء مع سمو الأمير، اجتماع موسع مع معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، بمشاركة عدد من الوزراء المعنيين من الجانبين. وتم خلال الاجتماع بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون خصوصاً في مجال الطاقة من خلال خطوات تنفيذية على المديين القريب والمتوسط، وأيضاً في مجالات الأشغال العامة والنقل، والتنمية الإدارية والثقافة.
كما تم التطرق إلى مواصلة تقديم الدعم للجيش اللبناني، وضرورة تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان، والتأكيد على المطالبة بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة وإعادة الإعمار، وبسط الدولة اللبنانية سيادتها على كامل أراضيها، بالإضافة إلى مواصلة العمل في خطة الإصلاح وإقرارها.
وفي ملف اللاجئين السوريين، ناقش الجانبان خططاً عملية تتيح عودة آمنة وكريمة الى ديارهم وقد أبدت دولة قطر استعدادها الكامل لتقديم الدعم والمساعدات اللازمة في هذا الخصوص بالتعاون مع السلطات السورية.
تأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز التعاون العربي المشترك، وتأكيداً على عمق العلاقات التاريخية بين لبنان وقطر، والحرص المشترك على تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.
بعدها، عقد مؤتمر صحافي مشترك للرئيس سلام ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وتحدث سلام، فقال: "لا أود ان أشكركم على استقبالكم لنا أنتم وسمو امير الدولة بعد الظروف الدقيقة التي مرت بها قطر بالامس، ونحن سعداء باننا كنا اول من هبط في قطر بعد العدوان الذي تعرضت له، ونجدد دعمنا لدولة قطر في وجه العدوان، كما اننا نجدد شكرنا لدولة قطر على دعمها المتواصل للبنان، ان كان من خلال اللجنة الخماسية ودعمها السياسي المستمر لأكثر من سنتين ،والذي تجلى في العديد من المساعدات بمجالات متعددة، لا سيما دعمها المستمر للجيش اللبناني، وعدد من المشاريع الانمائية الاخرى".
اضاف:"اليوم وخلال مباحثاتنا، تم الاتفاق على الاستمرار في التشاور بهدف التوصل إلى تفاهم تنفيذي بشأن مساهمة قطر في دعم لبنان في مجال الطاقة، سواء من خلال إنشاء محطة لتوليد الكهرباء أو تزويد لبنان بالغاز.
كما اننا نامل ان تستقر الامور في المنطقة وان يستأنف الأشقاء القطريون زياراتهم الى لبنان ، ونحن نامل ان يكون لدينا موسم اصطياف واعد، كما اطلعت سمو الامير ورئيس مجلس الوزراء على ما قمنا به في الاشهر الماضية في لبنان ان كان في مجال الاصلاح حيث يتم التركيز عليه مع مشاريع القوانين التي تقدمنا بها، والخطوات لاعادة تشكيل الادارة على أسس الشفافية والتنافسية، والمشاريع التي أعددناها والمتعلقة باستقلالية القضاء مما يساهم في جذب الاستثمارات ، كما ان هناك مسارا آخر نعمل عليه، وهو بسط سلطة الدولة اللبنانية بقواها الذاتية على كامل الأراضي اللبنانية كما نص عليه اتفاق الطائف ، ولكن الأساس يبقى أن لا استقرار حقيقيا يمكن أن يتحقق في لبنان ما لم تنسحب إسرائيل بالكامل من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلّها، والمعروفة بالنقاط الخمس. وكما في كل اتصالاتي السابقة مع دولة الرئيس، طلبنا مجددًا دعمه، إلى جانب أطراف المجتمع الدولي".
وتابع:"أما في ما يخص الملف الإقليمي، فقد أكدنا، كما فعلنا منذ اليوم الأول، أن العدوان الإسرائيلي على إيران هو انتهاك لسيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وللقانون الدولي.
ونحن سعداء بان الجهود التي قامت بها قطر ادت الى وقف العمليات العسكرية ونامل طي هذه الصفحة وان تسمح باعادة العمل الديبلوماسي ، وهذا الموقف لا يعبّر عن لبنان فقط، ولا عن قطر فقط، بل هو موقف عربي موحّد، عبّر عنه اليوم أيضًا دولة الرئيس، وتعبر عنه كل الدول العربية ، وهو موقف عربي ثابت.
نحن نسعى إلى شرق أوسط خالٍ من الاسلحة النووية ، وكانت هذه المناسبة فرصة لتجديد هذا الموقف العربي الجماعي والتذكير به.
وفي الختام، أتوجه بالشكر إلى سمو الأمير، وإلى دولة الرئيس، وجميع الإخوة في قطر على دعمهم الدائم للبنان.
دوره، أكّد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن قطر تسعى إلى وضع حد لأي أزمة من خلال الحوار، ولن نكون رأس حربة لأي تصعيد.
وأضاف، في مؤتمر صحفي مشترك بالدوحة مع رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، أن قطر تؤثر دوما الدبلوماسية والحكمة على أي شي آخر، وثمّن "تضامن الأشقاء معنا وإعرابهم عن الوقوف معنا"، موضحاً بأنه بعد الهجمة التي حصلت أمس الاثنين أجرت قطر الاتصالات اللازمة التي أسفرت عن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف إطلاق النار، ومعرباً عن أمله في أن يستمر وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل وفقا لما تم الاتفاق عليه.\
كما دعا وزير الخارجية القطري واشنطن وطهران إلى العودة لطاولة المفاوضات للتوصل إلى حل دبلوماسي شامل، مشدداً أن بلاده لا تعتمد سياسة تصعيدية وتدعو إلى الدبلوماسية وتلجأ إليها، معرباً عن أمله برؤية إيران "تشارك رؤيتنا لمنطقة تنعم بحسن الجوار".
وأدان الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني هجوم إيران على دولة قطر، ووصفه بالتصرف غير مقبول، معلناً عن اتصال صباح اليوم بين أمير دولة قطر والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، معبّراً فيه الأخير عن أسفه أن هدف الهجوم أمس كان دولة قطر.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|