هل غادر المرشد الإيرانيّ إلى عُمان؟
معلومات مثيرة للجدل عن مغادرة المرشد الإيراني علي خامنئي إلى عُمان، فهل غادر فعلاً؟ وهل تسعى أميركا إلى إسقاط النظام وإلى شطب المرشد من المعادلة؟
كشف الصحافي الأميركي المخضرم سيمور هيرش أنّ الطائرة الخاصّة لخامنئي غادرت مطار طهران متّجهة إلى عُمان صباح يوم الأربعاء الماضي، برفقة طائرتين مقاتلتين، لكن من غير المعروف ما إذا كان على متنها. وقال نقلاً عن مصادر أميركية وإسرائيلية إنّ “إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تدعم بشكل كامل خطّة إسرائيل الحاليّة لتخليص إيران من أيّ أثر لبرنامجها النووي، لكنّها تأمل أيضاً الإطاحة بالحكومة التي يقودها آية الله في طهران، وتعتبر أنّ كلّ شيء سيكون تحت السيطرة إذا اختفى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. أمّا كيف قد يحدث ذلك، باستثناء اغتياله، فهو أمرٌ غير معروف. ويبدو أنّ الإسرائيليين يأملون أيضاً أن يفرّ خامنئي من البلاد”.
أكّد هيرش أنّ “الفرصة اليوم هي للقضاء على النظام الإيراني نهائيّاً، ولذلك قد نُنفّذ عمليّة عسكرية واسعة النطاق ستتضمّن قصفاً أميركيّاً مكثّفاً “لن يكون قصفاً سجّاديّاً”، وسيستهدف أهدافاً جديدة أوّلها: قواعد الحرس الجمهوري، ومراكز الشرطة الإيرانية والمكاتب الحكومية، على أمل أن تُوفّر هذه التفجيرات وسيلة لإشعال انتفاضة ضدّ هذا النظام”.
دمية سياسيّة
أشار هيرش إلى أنّ تأجيل البيت الأبيض لقصف الأهداف النهائية، وهي أجهزة الطرد المركزي المدفونة على عمق ثمانين متراً على الأقلّ تحت سطح الأرض في فوردو، نهاية هذا الأسبوع، كان بسبب إصرار ترامب على تخفيف صدمة القصف قدر الإمكان مع افتتاح تداولات وول ستريت يوم الإثنين، ولإتاحة الفرصة للقواعد العسكرية الأميركية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسّط للاستعداد لردّ إيرانيّ مُحتمل.
وفقاً لهيرش، لم تكن إعادة نجل الشاه، الذي يعيش الآن في المنفى بالقرب من واشنطن، مطروحة مطلقاً من قِبل المخطّطين الأميركيين والإسرائيليين. لكن يدور اليوم حديثٌ بين مجموعة التخطيط في البيت الأبيض، التي تضم نائب الرئيس جيه. دي. فانس، عن تنصيب زعيم ديني معتدل لإدارة البلاد في حال عزل خامنئي. وقد اعترض الإسرائيليون بشدّة على الفكرة. وبحسب المسؤول الأميركي المخضرم: “لا يكترث الإسرائيليون للقضيّة الدينية، لكنّهم يطالبون بدمية سياسية للسيطرة”. وقال هيرش: “نحن نختلف مع الإسرائيليين في هذه النقطة. وستكون النتيجة استمرار العداء والصراعات إلى الأبد. يحاول نتنياهو يائساً جذب حليفته الولايات المتّحدة ضدّ كلّ ما هو مسلم، مستخدماً مصير المواطنين طعماً دعائيّاً”.
انتفاضة ديمقراطيّة ضدّ “آيات الله”
لفت هيرش في تقريره إلى وجود علاقات سرّية طويلة الأمد بين كثير من الأذريّين في إيران، وهم أكبر الأقلّيّات فيها، ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وإلى كون أذربيجان مقرّ قاعدة سرّية كبيرة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تدير عمليّاتها في إيران.
نقل عن مصادره قولها إنّ أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية تأمل أن تنضمّ عناصر من المجتمع الأذربيجاني إلى ثورة شعبيّة ضدّ النظام الحاكم إذا تطوّرت خلال القصف الإسرائيلي المستمرّ. وهناك أمل أن ينضمّ بعض أعضاء الحرس الثوري إلى ما قد يكون “انتفاضة ديمقراطيّة ضدّ آيات الله”، وهو طموح راسخ للحكومة الأميركية.
بالنسبة إلى هذه المصادر تشكّل “الإطاحة المفاجئة والناجحة ببشّار الأسد في سوريا نموذجاً محتملاً، على الرغم من أنّ زوال الأسد جاء بعد حرب أهليّة طويلة. ومن الممكن أن تترك نتيجة الهجوم الجوّي الإسرائيلي والأميركي الضخم إيران في حالة من الفشل الدائم، كما حدث بعد التدخّل الغربي عام 2011 في ليبيا، حيث أسفرت الثورة عن قتل وحشيّ لمعمّر القذّافي الذي كان قد أبقى القبائل المتباينة هناك تحت السيطرة. أمّا دول سوريا والعراق ولبنان، فستظلّ ضحايا لهجمات خارجية متكرّرة، وبعيدة كلّ البعد عن الاستقرار.
وفقاً لهيرش يريد دونالد ترامب انتصاراً دوليّاً يمكنه تسويقه. ولتحقيق ذلك، يأخذ هو ونتنياهو أميركا إلى أماكن لم تصل إليها من قبل.
* القصف السجّاديّ Carpet bombing هو تكتيك يهدف للتدمير الكامل للمنطقة المستهدفة على صورة القنابل التي تغطّي كامل المساحة بالطريقة نفسها التي يغطّي فيها السجّاد الأرضيّة.
إيمان شمص - اساس ميديا
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|