توفي عن عمر 30 عاماً.. ليال الإختيار نعت شقيقها بكلمات مؤثرة (صور)
جعجع لـ "القوات": كأنّ ما يحصل معنا عجيبة
عندما دخل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إلى تلك القاعة في معراب، حيث كان اجتماع لعدد من قياديي الحزب في المناطق والدوائر والمصالح، استقبله الحضور بتصفيق حار وبالوقوف تحية له بعد الانتصارات التي حققتها "القوات" في الانتخابات البلدية وأعطت انطباعًا بأنّها تحولت إلى الرقم الصعب الأول في المعادلة وخصوصًا في الشارع المسيحي. تلقّف جعجع المبادرة ليردّ على التحية بالمثل قائلًا: "هيدي القوات كلّها بدّها زقفة كبيرة وتحية أكبر. تعبنا ولاقينا والتاريخ أعطانا حقنا".
في كل مشهد الانتخابات البلدية والاختيارية، التي حصلت على مراحل في أيار الماضي، كانت الأنظار مركّزة على ما ستحققه "القوات اللبنانية" من تقدّم، وعلى ما سيخسره "التيار الوطني الحرّ" في شكل أساسي. كانت نتائج الانتخابات في الشارع المسيحي تحمل الكثير من المعاني والتفسيرات والتحليلات، لكي تُبنى على أساسها صورة التحوّلات المقبلة في لبنان خصوصًا في الانتخابات النيابية في أيار 2026.
"الثنائي الشيعي" وحرب الوجود
كان من الواضح أن لا تغييرات كبرى في المعادلات والأرقام في الصفوف الأخرى. فالثنائي الشيعي، "حركة أمل" و"حزب الله"، التقى على تجديد اتفاق تقاسم الحصص وكان همّه الأساسي أن لا يتعرّض لأي تمرّد شعبي، أو أي خرق حتى على مستوى أعضاء المجالس البلدية والمخاتير. ولذلك خاض المعركة على خلفية أنّ الشيعة يتعرّضون لعملية إلغاء، وأنّ مصيرهم مرتبط بمصير سلاح "الحزب"، وأنّ هذا السلاح هو سلاح الشيعة والطائفة المهدّدة والنازفة والمجروحة التي دفعت الثمن نيابة عن اللبنانيين جميعًا، والتي على هؤلاء اللبنانيين احتضانها والاعتراف بجميلها وتضحياتها، وفق النظريات التي تم تعميمها.
ولكن على رغم ذلك عرف الشارع الشيعي حالات تمرّد ولو كانت بسيطة، وحالات اختلاف، حتى ضمن الصف الواحد. وهي حالات إن بُني عليها جيّدًا يمكن أن تؤدّي إلى نتائج لا تصبّ في مصلحة الثنائي الشيعي في الانتخابات النيابية، حيث يمكن أن تتحقّق خروقات بسبب الصوت التفضيلي على أساس النسبية في دوائر انتخابية موسعة. ويحكم هذا الجانب عاملان: أولهما نتائج الحرب المفتوحة على نظام ولاية الفقيه في إيران. وثانيهما انعكاس ذلك على سيطرة "حزب الله" المالية والعسكرية والعقائدية على البيئة الحاضنة، وبالتالي بداية تفلّت شيعي من هذه السطوة الإيرانية، وبداية تحميل الحزب وإيران مسؤولية ما تعرّضت له الطائفة في لبنان وفي العالم. فالحزب الذي كان يأمل باستعادة رشاقته العسكرية والأمنية بعد الضربات التي تعرض لها في الحرب وانتهت بقبوله باتفاق وقف النار وبنزع سلاحه، تلقّى ضربة ثانية بسقوط نظام الأسد في سوريا، وقبل أن يلتقط أنفاسه، تلقّى الضربة الثالثة بالحرب التي تشنّها واشنطن وإسرائيل ضد نظام إيران الذي يمدّ "الحزب" بكل أسباب القوة والاستمرار. وبالتالي إذا فقد هذا الدعم فإن أموراً كثيرة يمكن أن تتغيّر. حيث أن السؤال يبقى حول الوضع الذي سيكون فيه "الحزب" في استحقاق أيار 2026 النيابي.
شوارع غير متشابهة
في الشارع السني لم تختلف الصورة كثيرًا عن المرحلة السابقة خصوصًا بعدما أعلن رئيس "تيار المستقبل" الرئيس سعد الحريري العزوف عن المشاركة في الانتخابات البلدية، وفي ضوء ضبابية الموقف الذي يمكن أن يأخذه في الانتخابات النيابية. أما في الشارع الدرزي فكانت اللعبة محصورة بتفاهمات بين الرئيس السابق لـ "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" طلال أرسلان، لتجنب حصول إشكالات محلية في انتخابات ليس لها طابع سياسي حاد وكبير. ولكن لا توجد أيّ مؤشرات تدلّ إلى أنّ هذه التفاهمات يمكن أن تحترم في أيار المقبل لأنّ الحزب "التقدمي الإشتراكي" لن يتخلّى عن حصرية تمثيله النيابي، وسيعمل على استعادة المقعدين اللذين خسرهما لمصلحة النائب مارك ضو في عاليه، والنائب فراس حمدان في دائرة حاصبيا ومرجعيون، ولن يقدّم أي مقعد لأرسلان، أو لرئيس "حزب التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب.
من البلديات إلى الاتحادات
بعد انتهاء جولات الانتخابات البلدية في كل المناطق، برزت بوضوح صور المعارك الكبيرة والصغيرة التي حصلت في بعض البلدات التي يطغى عليها الطابع المسيحي وتجلّت الصورة أكثر في نتائج انتخابات الاتحادات البلدية في المتن وكسروان وجبيل وجزين والبترون والكورة وبشري وزغرتا وزحلة والبقاع الغربي والبقاع الشمالي... تلك الصورة أظهرت التحوّل الكبير الذي طرأ على المشهد المسيحي في لبنان الذي صبّ في مصلحة "القوات اللبنانية"، بحيث أنّ المراقبين الذين كانوا يدرسون نتائج الانتخابات البلدية تحوّلوا إلى استقراء نتائج الانتخابات النيابية قياسًا على ما يمكن أن تحقّقه "القوات"، الأمر الذي يمكن أن يتحوّل إلى انقلاب في المشهد السياسي: صورة "القوات" في صعودها مقابل صورة "حزب الله" في هبوطه وتداعي قوته ومعه حليفه الموضوعي "التيار الوطني الحر". وحده هذا المشهد يرسم صورة للمستقبل الذي ينتظر لبنان وللخيارات المفتوحة والمتاحة أمام اللبنانيين.
من هذه الصورة التي كانت واضحة لدى رئيس "القوات" سمير جعجع، منذ بدأت جولات الانتخابات البلدية، بدأ جعجع كلامه مع الحاضرين في ذلك الاجتماع الحزبي. "بدي هنّي كل "القوات اللبنانية" بهذا الانتصار وبهذا التحول الكبير الذي حصل. ما في حدا من "القوات" إلّا ما شارك في أي موقع كان وفي أي مكان كان. في البيت والعائلة والعمل والمجتمع. هل تتذكرون أيام عهد الوصاية السورية والذين حاولوا أن يحلّوا محله؟ خلّيني بلّش من هون. أيام صعبة مرّت علينا. حتى عندما كنّا ندخل إلى مجتمع مسيحي كانوا يخشون من وجودنا وكثيرون تنكّروا لنا. ومع ذلك بقينا مؤمنين بقضيتنا وبأنّه سيأتي يوم ويعود فيه الحقّ إلى أصحابه. وها هو يعود اليوم. فجّروا كنيسة سيدة النجاة، وحلّوا الحزب، واعتقلوني، واضطهدوا "القوات" واعتقلوا الكثيرين، وأجبروا الكثيرين على السفر والهجرة، ولكن في النهاية ما صحّ إلّا الصحيح. ما حدا كان يقول أنّو "القوات" بترجع بتصير هيك. لنعرف ليش صار هيك، لازم نعرف كل المسار اللي مرَقنا فيه. كأن ما يحصل معنا اليوم عجيبة. ولكنه ليس عجيبة. إنّه نتيجة جهد متواصل ونضال مستمر لم ينقطع لا في الزمان ولا في المكان ولا في الأجيال. المسار اللي مشينا فيه كان لازم يوصّلنا لهون، وقد وَصَلنا. وهذه ليست النهاية إنّها محطة في ذلك المسار وما ينتظرنا بعد من نضالات أكثر بكثير...".
نجم الهاشم - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|