الجيش الإسرائيلي: استهدفنا مفاعل أراك النووي الإيراني (فيديو)
تعديل في الأولويّات اللبنانيّة... فهل تصغي واشنطن؟
فشل السفارات الغربية في بيروت في ايجاد جواب على موقف حزب الله من الحرب "الاسرائيلية" على ايران، دفع وسائل اعلام محلية وعربية، معادية للحزب، الى ابتكار اجوبة عن ذلك السؤال بما يخدم الاجندة الاميركية – "الاسرائيلية" عبر الايحاء بان المقاومة في لبنان تتجه الى توريط اللبنانيين بحرب لا شان لهم بها! وهي سردية باتت مكشوفة نظرا الى هزالتها، في ظل الغموض التام الذي يحيط بالورشة التنظيمية الشاملة لهيكلية حزب الله، ما يجعل الكلام عن قدرته او جهوزيته مجرد تخمينات. وبالتالي لا معنى لكل التسريبات "الخبيثة" التي تحاول "شيطنته"، في ظل هذه الظروف الدقيقة والحساسة.
لكن خصوم الحزب يبدون مستعجلين لاستغلال نتائج الحرب، عبر استجداء واشنطن لممارسة المزيد من الضغوط على العهد لتسريع حل ملف سلاح المقاومة، وثمة تعويل على زيارة المبعوث الاميركي توم براك، وبدؤوا الترويج انه سيكون اكثر تشددا في مسألة الجدول الزمني، علما ان مصادر شبه رسمية باتت تتحدث عن تغيير واضح في الاولويات راهنا تحت عنوان الابتعاد عن الملفات الساخنة، التي يمكن ان تنقل لهيب المنطقة الى الداخل اللبناني، وهي استراتيجية يتبناها ويقودها رئيس الجمهورية جوزاف عون.
والجدير بالذكر بان المحتفلين بالضربات "الاسرائيلية" على ايران، يصرون على تجاوز الحقائق، ويحاولون من خلال الاصرار على الحديث حول احتمالات دخول حزب الله الحرب، تحميل المقاومة مسؤولية مسبقة عما يمكن ان تقوم به "اسرائيل" بعد انهاء المهمة في طهران، كما يقولون. وثمة ترويج "وقح" لتوقعات بان يقدم جيش الاحتلال على انهاء المهمة في لبنان قريبا، ويشيرون الى ان المسألة هي مسألة وقت فقط، سواء اقدم الحزب على محاولة مساعدة طهران او لم يقم بذلك، لكنهم يقومون بمهمة واضحة عنوانها التضخيم من خطر حزب الله، دون ان تكون لديهم اي معطيات حقيقية، في سبيل تبرير اي عدوان جديد.
وبعيدا عن هذه الترهات، تشير اوساط مطلعة الى ان الاولويات تبدلت في الداخل اللبناني، في ظل تفاهم يشمل كل القوى الوازنة على ابعاد لبنان عن الحرب في المنطقة، لكن في المقابل لم يحصل لبنان على ضمانات اميركية بمنع "اسرائيل" من الاقدام على عدوان واسع مجددا، وعندئذ سيكون حق لبنان والمقاومة في الدفاع عن السيادة الوطنية مشروعا وبالامكانات الموجودة، لكن لا احد يملك اي اجابات واضحة حتى الآن عن مآلات الامور في ظل غموض السيناريوهات، وعدم اليقين من دخول الولايات المتحدة الحرب، وتداعيات هذا الدخول اذا حصل. لكن الداخل اللبناني عدل من جدول اعماله بما يتناسب مع طبيعة المرحلة الراهنة، بانتظار ما سيحمله براك اليوم، لكنه لن يحصل على اجوبة مختلفة من الرئيس عون، خصوصا في ملف سلاح المقاومة. وفي هذا السياق، سيجدد الرئيس تمسكه بخطاب القسم، لكنه سيشدد على ان ملف حساس لا يمكن مقاربته الآن، في ظل الحرب الدائرة في المنطقة اليوم، لان في ذلك وصفة جاهزة للفوضى الداخلية، ولا جدوى من وضع لبنان تحت الضغط، لان النتيجة لن تكون في مصلحة احد.
وتشير تلك المصادر، الى ان الواقعية تفرض تجميد بعض الملفات مقابل تفعيل اخرى، وعلى سبيل المثال، تبين ان ملف جمع سلاح المخيمات الفلسطينية ، لم يكن بالسهولة التي توقعها الجميع، وبعد تنصل رئيس الحكومة نواف سلام من الجدول الزمني، اعلن مسؤول فلسطيني تأجيل الموعد الذي كان مقررا قبل يومين، بسبب الأوضاع الراهنة بالمنطقة، ودون تحديد موعد آخر. في المقابل تفيد اوساط الجانب اللبناني ان التأجيل لا يعني التخلي عن المشروع، بل إجراء مؤقت فرضته التطورات الإقليمية.علما ان هذه الاعتبارات الإقليمية، كان "الشماعة" لعدم التنفيذ، مع وجود انقسامات داخلية بحركة فتح، لا سيما بين مجموعات محمود عيسى الملقب بـ "اللينو" التابع لمحمد دحلان، والقيادي البارز بفتح منير المقدح، والتي عطلت التوافق داخل الحركة، ما انعكس سلبا على سير الملف.
في المقابل، يتصدر ملف "اليونيفيل" الاولويات الآن، في ظل مخاوف مزدوجة، اولا ثمة قلق من التشدد الاميركي قبل التجديد في شهر آب المقبل، اذا كانت نتائج الحرب مع ايران لمصلحة "اسرائيل". وهذا الملف مقلق جدا في ظل التهديد بسحبها اذا لم يقبل لبنان التعديلات "الاسرائيلية" التي تجعل منها قوى تحت "البند السابع". والخوف ايضا من تحول هذه القوات الى اهداف مشروعة للقوى المتحالفة مع ايران، اذا اشتركت دولها بشكل مباشر في العدوان على ايران، وكان لافتا بالامس قول المستشار الالماني ان "اسرائيل" تقوم بالمهمة "القذرة" عن الغرب!
وتبقى اولوية الامن الداخلي وتماسك الجبهة الداخلية، في مقدمة اهتمام السلطات السياسية والامنية، حيث تبذل جهود مضنية لحصر الاجواء المحتقنة سياسيا واعلاميا، ومنعها من الانتقال الى الشارع، في ظل حساسية الوضع القائم راهنا، ورهانات البعض العلنية على انتصار "اسرائيل". وفي هذا السياق، تبذل جهود امنية على مدار الساعة لسد اي ثُغر يمكن ان تؤدي الى الفوضى في الداخل.
في الخلاصة، لن يلقى الديبلوماسي الاميركي "آذانا صاغية" في بيروت اذا حاول قلب الاولويات اللبنانية، وينتظر لبنان اجوبة واشنطن على مقاربته. ففي ظل اشتعال الشرق الاوسط، يسعى العهد لابعاد هذه "النار" عن لبنان، ولن يتم الرضوخ لاي ضغط يمكن ان ينقل "اللهيب" الى الساحة اللبنانية، والوصفة اللبنانية راهنا عنوانها "النأي بالنفس". اما الاجابة عن سؤال تورط لبنان في الحرب فالاجابة عنه في "تل ابيب" وليست في بيروت.
ابراهيم ناصر الدين -الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|