أكثر من 500 لبناني عالقون في البصرة... وصرخة مدوّية إلى الدولة: أين أنتم؟
ترامب لخامنئي: GOOD LUCK
ما زال قائد "العالم الحرّ" دونالد ترامب يحبس أنفاس المعمورة حول ما إذا كان سيدخل الحرب ضدّ إيران ومتى. يستقصد الرئيس الأميركي عدم حسم موقفه علانية لأكثر من سبب وجيه، وهذا أمر مفروغ منه في مِثل هذه الظروف الدقيقة. هذا "الغموض الاستراتيجي" الذي ينتهجه ترامب يُشكّل "حربًا نفسية" مفتوحة على إيران التي تتعرّض لقصف إسرائيلي قاسٍ على مدار الساعة. أصبحت الجمهورية الإسلامية تنتظر ضمنيًا ترامب على "إجر ونص"، لكنها ظاهريًّا تأبى كشف حالة الوهن الذي وصل إليه نظام الملالي. وبعدما طالب ترامب إيران بـ "استسلام غير مشروط"، رفض المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي الاستسلام، متوعّدًا بإلحاق خسائر لا يُمكن تعويضها بالأميركيين حال دخول واشنطن الحرب. وعندما سُئل الرئيس الجمهوري عن ردّه على رفض خامنئي، أجاب: "أقول، حظًّا سعيدًا".
يُبقي ترامب "نافذة دبلوماسية" مفتوحة لطهران للقبول بالشروط النووية الأميركية وإنقاذ ما يُمكن إنقاذه، وهو جزم بأن الأسبوع المقبل سيكون حاسمًا في ما يتعلّق بإيران وربّما يحدث ذلك قبل نهاية الأسبوع، موضحاً أن الجمهورية الإسلامية ترغب في الاجتماع وأن الجانب الأميركي "قد يفعل ذلك"، بيد أنه لم يستبعد سقوط النظام الإيراني نتيجة الحرب، في وقت تدرس فيه إدارة ترامب خياراتها وتضع كلّ السيناريوات المحتملة على الطاولة للتحضير لأي قرار قد يصدر عن ترامب. تحشد أميركا أصولًا عسكرية ضخمة في المنطقة للتعامل بأكبر قدر من الكفاءة مع أي تهديدات قد تواجهها إذا ما قرّرت ضرب إيران، وسط توقعات بأن تنضمّ أميركا في أي لحظة إلى إسرائيل لضرب إيران، ما لم تسير الأخيرة بحلّ يُرضي واشنطن. تحرص الإدارة الأميركية على تأمين حضور عسكري، دفاعي وهجومي، وازن، لتحقيق أهداف الحرب، إن دقّت ساعتها، وحماية منشآتها المدنية والعسكرية من أي ردّ فعل انتقامي.
في السياق، حسم وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أمام لجنة القوات المسلّحة في مجلس الشيوخ أن جيش بلاده "مستعدّ لتنفيذ" أي قرار قد يتخذه ترامب، في وقت ستصل فيه مجموعة حاملة الطائرات الأميركية "فورد" إلى مسافة قريبة من إسرائيل الأسبوع المقبل، وفق جدول مسبق، لتصبح ثالث حاملة طائرات أميركية تتجه إلى أو تتواجد في المنطقة، إذ تتوجّه "نيميتز" أيضاً نحو الشرق الأوسط، علمًا أن "كارل فينسون" موجودة أصلًا في المنطقة. بالتوازي، بدأت السفارة الأميركية في القدس تنظيم إجلاء مواطنيها الراغبين في مغادرة إسرائيل برحلات جوّية وبحرية.
أجواء الصحافة الإسرائيلية تشير إلى أن تل أبيب متفائلة بانضمام واشنطن القريب إليها في حربها ضدّ إيران، لكن الأمر يبقى مرتبطًا بالتوقيت الذي سيختاره ترامب. ويراهن الإسرائيليون على استغلال الرئيس الأميركي الفرصة السانحة أمامه للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني لمرّة واحدة وأخيرة، خصوصًا ضرب منشأة فوردو المحصّنة في الجبال، معتبرين أن التدخل الأميركي سيحسم الحرب بشكل أسرع. وتباهى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده "تتقدّم خطوة بخطوة نحو إزالة التهديد النووي وتهديد الصواريخ الباليستية"، معربًا عن شكره لترامب ولدعم أميركا في الدفاع عن أجواء بلاده. وأظهر استطلاع للرأي لـ "القناة 13" الإسرائيلية أن 75 في المئة من الإسرائيليين يؤيّدون الحرب، بينما يُعارضها 17 في المئة فقط.
بالتزامن، كشف الجيش الإسرائيلي أنه استهدف منشأة لإنتاج أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تتجاوز الاستخدامات المدنية في طهران، بينما أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن موقعَين لإنتاج أجهزة الطرد المركزي في إيران، وهما ورشة "تيسا" في منطقة كرج ومركز طهران للأبحاث، قد تعرّضا لهجوم. وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تدمير مقرّ الأمن الداخلي الإيراني بغارات جوّية، واصفًا إيّاه بأنه "الذراع القمعي الرئيسي للديكتاتور الإيراني". وتوعّد بأنه "سنواصل تدمير رموز السلطة وضرب نظام آيات الله في كلّ مكان". وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه نفذ مئات الطلعات الجوية قصف خلالها أكثر من 1100 هدف داخل إيران منذ بدء الحرب.
وفي إطار الحرب الإلكترونية - النفسية، كشفت قناة "إيران إنترناشيونال" المُعارِضة عن اختراق بث التلفزيون الإيراني ودعوة المواطنين عبره للنزول إلى الشوارع والثورة ضدّ النظام. كذلك، جرى تدمير أكثر من 90 مليون دولار من أكبر منصّة لتداول العملات المشفرة في إيران، حيث أعلنت مجموعة قرصنة مؤيّدة لإسرائيل مسؤوليّتها عن العملية. وكانت معبّرة كلمة رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي خلال مؤتمر صحافي في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، والتي اعتبرت فيها أن "حلّ هذه الحرب وهذه الأزمة يكمن في إسقاط هذا النظام وتغييره على يد الشعب الإيراني ومقاومته".
في المقابل، استمرّ عدد الصواريخ التي تطلقها إيران على عدة موجات في اتجاه إسرائيل بالتقلّص، فيما ذكرت إسرائيل أنها اعترضت معظم الصواريخ التي أطلقتها إيران منذ ليل الثلثاء - الأربعاء. وكشف "الحرس الثوري" أنه استخدم صواريخ "سجيل" في "الموجة 12" الصاروخية ضدّ إسرائيل. وزعمت وكالة "مهر" الإيرانية بوقوع اشتباك بين قوات الأمن وعناصر خلية يشتبه في صلتهم بالاستخبارات الإسرائيلية، كانوا يخطّطون لتنفيذ "عملية إرهابية" في مدينة ري في جنوب طهران، مدعية أنه جرى إفشال المخطّط.
أمّا على الخطّ الدبلوماسي، فكان لافتاً ما كشفته وكالة "رويترز" أن وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ودبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي سيعقدون محادثات نووية مع نظيرهم الإيراني غدًا الجمعة في جنيف، فيما كشف الإليزيه أن باريس ستطلق مع الشركاء الأوروبّيين القريبين في الأيام المقبلة، مبادرة لاقتراح تسوية تفاوضية ملحّة لإنهاء النزاع بين تل أبيب وطهران. بالتوازي، تلقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد رسالة من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، علماً أن الدوحة تعمل على خطّ التهدئة بتواصلها المتواصل مع الأميركيين. كما أكد الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي، ضرورة ضبط النفس والاحتكام إلى الحوار. بدوره، تحدّث الرئيس الصيني شي جينبينغ علنًا للمرّة الأولى عن الحرب، معبّرًا عن "قلقه العميق" ومبديًا استعداد بكين للمساعدة في التوسّط لإنهاء القتال. واستدعت طهران السفير السويسري لديها بصفته ممثلًا للمصالح الأميركية في البلاد، للاحتجاج على تصريحات ترامب "الاستفزازية"، كما استدعت السفير الألماني لديها للاحتجاج على تصريحات المستشار الألماني فريدريش ميرتس "المسيئة".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|