وزير الداخلية استقبل وزير الصناعة وفرايجسن ومحافظ بيروت ووفدين من "لادي" و"جاد"
لماذا السكوت على اختراق تنظيم الدولة لطرابلس
ماذا يعني استحواذ مجموعة تعلن الولاء لتنظيم "الدولة الإسلامية" على مسجد القادرية التابع لدار الفتوى والواقع في الأسواق القديمة، وإلقاء خطبة العيد فيه من قبل أحد أبرز رموز هذه المجموعة علي القرحاني، ولتنتشر مقاطع منها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقد تضمّنت هجوماً عنيفاً على الرئيس السوري أحمد الشرع وعلى مساره الذي يسلكه في الحكم، باعتبار ذلك "خروجاً عن شرع الله وموالاة للكفار من اليهود والنصارى"، بالإضافة إلى الترويج لأفكار هذه المجموعة على المستوى الديني، وسط صمتٍ مسيطر على دار الفتوى وعلى هيئة علماء المسلمين تجاه خطوة غير مسبوقة سجّلتها هذه المجموعة في طرابلس، في وقتٍ يُفترض فيه أن يكون صوت الاعتدال أقوى وأقدر على التصدي لهذه الطروحات.
لم يقل علي القرحاني شيئاً جديداً، فهذا هو خطابه المعتاد، لكنّ المشكلة أنّه انتقل إلى حالة الخطاب المعلن وفي عقر دار دار الفتوى، فهل هذا الخطاب من المسكوت عنه في الدار؟ وهل هيئة علماء المسلمين ترضى بأن يسود هذا السلوك؟
نكتب هذه السطور ونحن نعلم أنّنا سنتعرّض لحملة تكفير وإخراج من الدين من قبل من نعترض على مشروعهم الذي نراه هداماً للمجتمع المسلم، كونه يجعل الجميع تقريباً كفاراً، بل إنّه يتوغّل ويتطوّر في عمليات التكفير فيزايد بعضهم فيه على بعض في الغلوّ والتطرف، والخطورة هي أنّ هذا المشروع ليس حالة فكرية فقط، بل إنّ تنظيم الدولة له عمل عسكري وأمني لم يدخل مجتمعاً إلاّ وعاث فيه الفوضى والخراب.
ثم ماذا تفعل هيئة علماء المسلمين إزاء هذا الوجود المعلن لجماعة تنظيم الدولة في طرابلس؟
إنّ ما نحذّر منه لا يشمل تدخّل الأجهزة الأمنية، فنحن نرفض محاكمة الأشخاص على أفكارهم، إلاّ عندما يتحوّلون إلى مصدر خطر على المجتمع من خلال أعمالٍ أمنية لا يمكن السماح بحصولها، فقد دفع أهل السنة أثماناً باهظة جداً بسبب التجارب الطائشة والمشبوهة والمخترقة منذ أحداث الضنية مروراً بكارثة تنظيم "فتح الإسلام" (السوري الأمني)، وانتهاءً باستدراج الشيخ أحمد الأسير وما سبق ذلك من أحداث في طرابلس والمنية...
ومن أخطر تجليات هذا الفكر اعتماد مجموعات من حامليه وسيلة "الاحتطاب" لتأمين التمويل، وللتعريف، فإنّ هذا المصطلح يعني جواز الاستيلاء على أموال المسلمين باعتبارهم كفارهم، وبهذا نكتشف أنّ كثيراً من عمليات السلب التي تحصل تكون في طرابلس وجوارها، وآخرها شاركت فيها فتاة منقبة.. تعود إلى أشخاص يمارسون "الاحتطاب"، وهذا أمر شديد الخطورة، لأنّه يمثّل عدواناً مباشراً على الآمنين ويفتح باب فتن وصراعات داخلية إذا لم تتدخل الدولة لتأمين حماية المواطنين.
ومن أبشع الأساليب التي يعتمدها أصحاب الفكر غسل الأدمغة التي يقومون بها للفتيان والفتيات، واستلاب عقولهم واستدراجهم للالتحاق بصفوف تنظيم الدولة، كما حصل مع الصبية (ل.ص) التي غادرت منزل ذويها مع مجموعة من الفتيات إلى سوريا للالتحاق بالتنظيم في مناطق انتشاره، وهذا يكشف استمرار وجود الثغرات الأمنية الحدودية التي يعبرون منها، كما يكشف الانكشاف الأسري أمام هذا الاختراق الذي يحصل لشبابنا عبر هواتفهم وهم بين أهلهم.. وهذا النموذج يتكرّر مع الكثير من الشبان الذين يلتحقون بتنظيم الدولة في سوريا والعراق وعدد من الدول الأفريقية ليكونوا وقود الصراعات التي يخوضها.
لا نطلق هذا الخطاب من خصومة شخصية ولا من كراهية للمجموعات التي تحمل الفكر المنسوب إلى تنظيم الدولة، بل ندعو إلى تنظيم حوارات شرعية تمتدّ إلى سجن رومية الذي يبدو أنّه عاد إمارة من جديد، ليصل الجميع إلى القناعات الشرعية الصحيحة، بعيداً عن التكفير والطعن والتشهير، وللتذكير فإنّ الأزهر الشريف رفض تكفير تنظيم الدولة حتى لا يقع في محنة التكفير فيتساوى مع من يحملون فكرها.
لقد دفع المسلمون ثمن السكوت على التطرف أثماناً باهظة، وهم اليوم يكرِّرون الخطأ نفسه، بينما المطلوب التحرّك وفق مسارين متوازيين: الحوار مع هؤلاء الشباب بالتزامن مع منع مفاعيل أي تحرّك أمني أو ميداني يضرّ بالأمن الاجتماعي.
أحمد عياش - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|