محليات

الإعتداء على الشيخ عودة: حزب الله يتبرّأ كالعادة...وشحرور: سأضربك أكثر

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ما جرى مع الشيخ ياسر عودة في الضاحية الجنوبية ليس حادثًا عابرًا أو خلافًا شخصيًا كما يحاول البعض التخفيف من شأنه. نحن أمام تكرار لمشهد من مشاهد التغوّل على الداخل، على كل من يختلف أو يتمرد على سلطة الصوت الواحد. أن يُعتدى على شيخ محترم، عُرف باعتداله واستقلاله، على يد المختار محمد كمال شحرور، المقرب من "حزب الله"، وشقيقه. فهذا يعكس استمرار عقلية راسخة في بعض أوساط الحزب، عقلية تعتبر كل نقد خيانة، وكل اختلاف تهديد.

الاعتداء لم يكن عاديًا، لا في شكله ولا في توقيته. شيخٌ يُضرب في الشارع، ويُشتم فقط لأنه لا يكرر ما يُراد منه حرفيًا. والأسوأ أن المعتدي يمثل سلطة رسمية يُفترض أن تحمي المواطنين، لا أن تُستخدم كأداة بيد سلطة الأمر الواقع. 

التضييق على المستقلين
مع العلم أن الشيخ عودة كان قد حُرم منذ سنوات من عضوية المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، في خطوة عكست بوضوح رفض المؤسسات الدينية الرسمية التي تُدار عمليًا من قبل الثنائي الشيعي لأي صوت يغرد خارج السرب. 

في هذا السياق، يقول محامي الشيخ ياسر عودة الأستاذ حسن بزي للمدن: "في التحقيق أعطى محمد شحرور إفادة خاطئة، فقال إن أساس الاشكال حادث بين الدراجتين الناريتين، وإن الشيخ ياسر عودة شتمه فلم يتحمل، وحصل ما حصل، إلا أن الحقيقة، وحسب شهود العيان والفيديوهات، تظهر بوضوح أن حادثة الاعتداء حصلت عن سابق تصور وتصميم، فشحرور كان يترصد الشيخ، فقد أغلق طريق الشيخ عودة بدراجته النارية، وسأله: هل أنت ياسر عودة؟ الذي لم يكن يرتدي عمامته، فجاوبه بنعم، وانهال عليه بضرب مبرح لمدة عشر دقائق، ويهدده بأنه إذا تكلم بعد عن بعض العقائد الشيعية على وسائل الإعلام التقليدية أو الاجتماعية، فسأضربك أكثر، وانهال عليه بالشتائم أيضًا، وعندما اقترب الناس ليعرفوا ماذا يحصل، بدأ بالقول إن عودة يسبّ السيد حسن نصرالله".

 من جهته، يقول محمد ياسر عودة، نجل الشيخ ياسر، لـ"المدن": "إن محمد كمال شحرور هو شخص مندس، كان يترصد والدي، وعندما خرج من عمله اقترب منه وقال له: أنت تسب السيد حسن نصرالله، وانهال عليه بالضرب والشتائم. إلا أننا لا نلوم أحدًا، بل نلوم المعتدي بشخصه فقط، فهو مدسوس، ولا نعتقد أن "حزب الله" يقوم بهكذا أعمال، خصوصاً أنه رفع الغطاء عنه، حتى ولو كان مرشحًا على لوائحه". وأضاف: "إن الحزب بصدد إصدار بيان إدانة"، وأكد: "أننا لجأنا إلى القضاء، وسنكمل بالدعوى حتى النهاية". ويضيف أن "صحة والدي أفضل اليوم، على الرغم من الضربة القوية التي تلقاها على حنكه البارحة". وعند سؤاله عما إذا كانوا يعتبرون أن الموضوع حتى الآن ليس سياسيًا، بل مرتبطًا بالشخص المعتدي فقط، قال عودة: "نعم، فالبلد ليس بحاجة لمزيد من المشاكل والتضارب، نحن أولاد طائفة واحدة ولا نريد أي تحريض".

لا خلفيات سياسية
أما المحامي بزي فيوضح: "لا أعتبر أن خلفية الهجوم على موكلي سياسية، بل أضعها ضمن خانة الاختلاف الديني، حيث إن الشيخ عودة معروف بانفتاحه الديني ويرفض بعض الروايات التحريضية والمتطرفة الصادرة عن رجال دين شيعة مقرّبين من حزب الله. وهذا ما تبينه أقوال شحرور لعودة وهو يضربه". وعند سؤاله كون المعتدي معروف بانتمائه لحزب الله، أجاب: "هذا الأمر لا يعني تحميل الحزب مسؤولية الاعتداء، والحزب الذي يحاول تدوير الزوايا لا يتحمل هذا الأمر الذي كاد أن يؤدي إلى فتنة في الضاحية، كما أن حزب الله، وخلال زيارة وفد منه للاطمئنان على صحة عودة، رفع الغطاء بالكامل عن شحرور". ويؤكد بزي: "رفعنا دعوى قضائية ضد شحرور، وقد تم توقيفه ولا يزال موقوفًا حتى الساعة"، كما نفى "وجود أي علاقة بين الشيخ ياسر عودة والمعتدي المختار محمد كمال شحرور"، ويؤكد التصميم على عدم إسقاط الدعوى خصوصاً وأن المعتدي في موقع مسؤولية، ما يشكل خطرًا على كل صاحب رأي مغاير، إن كان دينيًا أو سياسيًا".

أما الناشط السياسي والكاتب الصحافي السيد مصطفى فحص فيقول لـ"المدن": "بغض النظر إذا لم يكن حزب الله وراء الإشكال، وقد يكون صادقًا، فإن هذا الاعتداء أتى نتيجة هذه الثقافة التي تترجم بالعنف، والتي أرست أسسه قوى أمر واقع تحرض على رفض الآخر المختلف، وخصوصًا إذا كان من داخل البيئة الشيعية. كما أن ضعف الحجة يؤدي إلى استخدام العنف، لذا نحن أمام ظلامية. ظلاميون ليس بالضرورة بمعنى التنظيم، إنما بيئة صُوّر لها أنها تمتلك الحقيقة وتستطيع الدفاع عن الحقيقة من خلال العنف. من أين أتى هذا العنف؟ من التربية التي فرضها المنهج الثقافي والعقائدي لحزب الله. يمكن للحزب أن يعتذر، وأن يرفع المسؤولية عنه، لكنه يتحمل المسؤولية بالدوافع". وينهي فحص: "إن ما حصل هو نتيجة التحريض على عودة، والأخطر أن هذا الاعتداء أتى على عمامة شيعية، أي اعتداء على رجل دين". 

وأخيرا، لا بد من الإشارة إلى أن الاعتذار، وإن أتى خجولًا وغير معلن، فهو يحمل دلالات مهمة. لأنه يعكس واقعا جديدا للحزب "الإلهي" الذي بات يعتذر وينفي عن كيانه ممارسات لطالما كان يباركها ويشجع عليها. وهذا التحول يجب أن لا يُمر مرور الكرام. ليس لأننا نراهن عليه كثورة داخلية، بل لأنه يفتح الباب أمام السؤال الأهم: لماذا لا يكون هذا الاعتذار بداية اعتذارات أوسع أو حتى لسلوكيات تؤدي إلى الاعتراف بالدولة ومؤسساتها وتسليمها السلاح؟

كذلك، فإن هذا الحادث سيكون اختباراً لتنفيذ القانون، ومحاسبة المختار المعتدي كمال شحرور، وكل من تورّط في الاعتداء على الشيخ ياسر عودة، بغض النظر عن انتماءاتهم أو مواقعهم. بحيث لا تطوى الصفحة مع حفلة "تبويس لحى" وفق معادلة "لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم، كما كانت الأحوال في العهد السابق.

ابراهيم الرز - المدن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا