"أبو شباب" في غزة و"الجولاني" في سوريا... ومساحيق وعمليات التجميل في لبنان
بماضيهما العسكري والسياسي المُثير للجدل، يوفّر أحمد الشرع (الرئيس الموقَّت) في سوريا، و"ياسر أبو شباب" وهو أحد أبرز المرشّحين المُحتملين لاستلام شؤون قطاع غزة في مرحلة ما بعد حركة "حماس"، أمثولة لمن يقدّمون أنفسهم كتغييريين في لبنان، توفّر عليهم الكثير من الكلام والأحلام، وتُظهر لهم نوع التغيير الحقيقي والفعّال والسريع الذي يُبحَث عنه في أي بلد، وحتى في لبنان.
وقت قياسي
فخلال وقت قياسي، فُتِح طريق "الجولاني" (أحمد الشرع) الى دمشق، فأطاح بالرئيس السوري السابق بشار الأسد، وبنظام سياسي - أمني حكم سوريا على مدى 54 عاماً، وخاض مواجهات مباشرة (ولا يزال) مع بقايا الحقبة القديمة، ومع عناصر محلية وأجنبية منضوية ضمن ميليشيات مؤسَّسَة ومدعومة من إيران، رغم احتفاظ طهران ببعض "الجيوب" لها داخل الأراضي السورية حتى الساعة، وذلك جنباً الى جنب اتّباع مسار ديبلوماسي "صاروخي" فتح أبواب أكبر المقرات الشرق أوسطية والدولية للمسؤولين السوريين الجُدُد، وصولاً الى حدّ مصافحة الشرع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبَدْء مسار رفع العقوبات الأميركية والأوروبية عن سوريا، وجذب فرص واستثمارات أجنبية بالمليارات، تشقّ طريقها الى هناك تدريجياً.
وفي غزة أيضاً، ورغم وجود عناصر "حماس" بقوة على الأرض هناك حتى الساعة، يعمل "ياسر أبو شباب" ومجموعاته في مجال تأمين المساعدات والقوافل، والتنسيق مع مؤسسات أجنبية في هذا المجال، الى جانب اضطلاعه ومجموعاته بمهام أمنية داخل القطاع أيضاً، رغم أن المستقبل السياسي لغزة لم يُبَتّ بعد.
10 سنوات
أما في لبنان، فمنذ عام 2015 (انفجار أزمة النفايات)، مروراً بما سُمِّيَ ثورة 2019، وصولاً الى اليوم، مجموعات سياسية عدة قدّمت نفسها للّبنانيين والعالم على أساس أنها تغييرية وإصلاحية ولا سلطوية... من دون أن تقوم بتحريك ولا حتى "قشّة" من مكانها، سوى الظهور على الشاشات ومواقع التواصُل بـ "كثرة الحكي"، وبمساحيق وعمليات التجميل، والثياب والمجوهرات الفاخرة، وبكثير من "عقد الاضطهاد" المُعبِّرَة عن "بارانويا" في الأساس، وعن نفاق مقصود، يؤمّن ديمومة "لطش" الأصوات بصناديق الاقتراع في كل موسم انتخابي، بأقصى حدّ ممكن.
فالتغييريون في سوريا قاموا بعمل بمقدار 10 سنوات تقريباً، خلال 6 أشهر، أي منذ 8 كانون الأول 2024 وحتى اليوم. ويبدو أن التغييريين في غزة سيلحقون بهم بالوتيرة نفسها، إذا صحّت بعض التوقّعات.
طاولة واحدة
وأما في لبنان، وبعد مرور 10 أعوام على "فَوْرَة" التغيير، والتحطيم، والتكسير... يبدو أن لا شيء تغيّر في بلدنا سوى تبخُّر ودائع أفقر وأضعف الناس على وقع تدمير معيشي مستمرّ، ومترافق مع جلوس التغييريين والسلطويين على طاولة واحدة، وانتقال البعض من مهن معيّنة الى عالم السياسة، والى مجلسَي النواب والوزراء، والى ترؤس أو رعاية بعض الجمعيات والمؤسسات غير الحكومية، التي تنشط مما "هبّ ودبّ"، وتحت ألف شكل وذريعة.
الغريب في الأمر، هو أن الطغمات التغييرية في لبنان استقطبت دعماً دولياً لا بأس به، وجذبت انتباه بعض قنوات التواصل الأجنبي الكبرى معها، خلال السنوات الماضية، من دون أن يُسفِر ذلك عن أي نتيجة فعّالة، وهو ما يدلّ على أن تغييريي لبنان يبحثون عن شيء أو عن أشياء كثيرة، غير بناء الدولة اللبنانية والإصلاح، لأن لو "بدّا تشتّي كانت غيّمت" منذ 2015، بحدّ أدنى.
تجربة فاشلة
شدد مصدر مُواكِب على أن "الدول الوازِنَة في الغرب خاضت تجربة التغيير في لبنان سابقاً، مع ما كان يُسمّى بمجتمع مدني، ولمست ما كانت عليه النتيجة".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "أنهم دعموا شخصيات متعلّمة، مثقَّفَة، تعمل مع منظمات وجمعيات غير حكومية وأجنبية. وبرز الدعم الأجنبي لتلك الشخصيات بوضوح خلال ثورة النفايات في عام 2015، وانتفاضة عام 2019. وقد أثبتت تلك التجربة فشلها، وعدم قدرتها على الاستجابة للشعب اللبناني، ولرغباته، ولحاجاته، وحاجات بناء الدولة نفسها".
وختم:"لا يمكن للسورياليين أن يبنوا دولة. وما حصل على مدى السنوات القليلة الماضية أثبت ذلك".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|