باسيل والعودة إلى “بقايا الممانعة”
حاول رئيس التيار العوني جبران باسيل الخروج من عزلته السياسية على إثر انتخاب جوزاف عون رئيسًا للجمهورية وتكليف نوّاف سلام رئاسة حكومة لم يشارك التيار فيها، عبر استغلال فرصة الانتخابات البلدية التي لم تحصل منذ تسع سنوات، والتي لم يعلن التيار رسميًا خوضها مباشرة بلوائح خاصة وإنّما دعمًا في معظم الحالات لمرشحّين فرديّين هنا وهناك. غير أن النتائج كانت مخيّبة للآمال على اعتبار أن هذا الامتحان يختلف عن الانتخابات النيابية التي يدخل فيها العامل السياسي وحسابات القوى السياسية والتحالفات، وهو الأصعب شعبيًا لأنه يكشف النفوذ والقوّة الفعلية لأي حزب أو طرف سياسي كونه انتخابًا محليًا تتقدم فيه الاعتبارات العائلية والشخصية على ما عداها، ويُترك للناس أن تعبّر عن اهتمامات عائلية ومصالح وعلاقات شخصية.
إلا أنّ باسيل لجأ إلى اختراع بطولاتٍ وهميةٍ من خلال إعلان انتصار أو فوز لائحة له فيها عدد من الأعضاء وليس الأكثرية، وبالتالي رئيس البلدية. وقد تجلّى هذا الأمر بدءًا من الدائرة – القضاء الذي ينتمي إليه باسيل، حيث اضطر هذه المرة إلى أن يتمثل في مدينة البترون عقر داره بأربعة أعضاء فقط في لائحة ائتلافية من أصل خمسة عشرة مقابل مشاركة القوات اللبنانية لأوّل مرة في البلدية بالتساوي بأربعة أعضاء، في حين ذهبت الأكثرية إلى رئيس البلدية الذي أصبح الأقوى بعد أن كان على مدى ثلاث دورات حليفًا مُلحقًا بباسيل.
ولم يتمكّن التيار من السيطرة على أكثر من خمس بلديات في قضاء البترون من أصل 33 بلدية، في حين دانت له في السابق السيطرة على أكثرية البلديات وبالتالي أيضًا رئيس اتحاد البلديات الذي سيذهب هذه المرة على الأرجح إلى حزب القوات أو إلى الخصم الآخر مجد حرب. وكذلك في مدينة جبيل التي تتقدم فيها القوات بعد الخلاف الداخلي وخروج النائب سيمون أبي رميا من التيار، وفي جونية خرج التيار من البلدية التي ذهب إليها شخصيًا ميشال عون خلال الانتخابات الماضية دعمًا لائحة جوان حبيش، حيث واجه التيار العوني وحليفه حبيش تحالفًا عريضًا ضمّ القوات والكتائب ومنصور البون ونعمت أفرام وفريد الخازن.
أمّا الفضيحة الكبرى فتتمثل في آخر مسرحية خاضها باسيل في آخر مرحلة من الانتخابات البلدية التي جرت في الجنوب في 24 أيار الماضي، والتي حاول فيها رئيس التيار وصهر ميشال عون استرجاع بعض نبض تياره الذي اختفى في انتخابات زحلة التي سيطرت عليها القوات بالكامل، بتوجّهه إلى جزّين بطبْل وزمْر نهار الانتخابات بالذات موهمًا الرّأي العام المسيحي أنها له، ليحتفل مساءً بنصرٍ وهميّ هو عبارة عن ستة أعضاء من أصل ثمانية عشرة تمثل تحالفًا ثلاثيًّا بينه وبين خصم التيار النائب السابق ابراهيم عازار الذي حصل على الأكثرية الممثلة بعشرة أعضاء، وحليف نبيه بري الذي ينشط باسيل ليعود إليه سياسيًا وانتخابيًا، ناهيك عن سعيه الحثيث للعودة إلى حلفائه السابقين – الدائمين من صفوف الممانعة.
وكانت مشاركته في لائحة بيروت “التوافقية” إلى جانب “حزب الله” مثل الآخرين بحجّة الحفاظ على “المناصفة” الإسلامية – المسيحية. والمعلومات التي تسرّبت عن لقائِه مع وفيق صفا مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في “حزب الله” الذي يقف في مقدمة الرّافضين لتسليم السلاح، والذي هدّد مؤخرًا بقطع يد مَن يحاول مدَّها إليه. كما أنّه عاد للتعاون في الشمال مع خصم عمّه وخصمه الرئاسي اللّدود سليمان فرنجية في البترون والكورة، تحضيرًا للانتخابات النيابية المقبلة في أيار 2026 التي يخشى أن تؤدّي إلى خسارته مقعده النيابي.
سعد كيوان -”هنا لبنان”
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|