نبيل بونجم... رئيس بلدية الغابون الذي اختار أن يكون قدوة بالأفعال لا بالأقوال (صورة)

كتب سمير خداج في القناة الثالثة والعشرون
في زمنٍ تكثر فيه الشعارات وتغيب المبادرات الفعلية، يظهر رئيس بلدية الغابون، نبيل بونجم، كحالة استثنائية تجسّد المعنى الحقيقي للقيادة الشعبية. شابٌ يافع، بطل ومدرب دولي في كمال الأجسام والفنون القتالية، حائز على شهادات متعددة في مجاله، لم تمنعه مكانته ولا شهاداته من أن يُمسك بخرطوم المياه وينزل بنفسه إلى الطرقات ليغسلها من غبار الأيام، ويعيد إليها نبض الحياة.

شوهد نبيل بونجم مؤخرًا وهو يقوم بنفسه، بكل اندفاع وهمة، بتنظيف طريق في بلدته الغابون مستخدمًا صهريج المياه، غير آبه بحرّ الصيف ولا بثيابه التي لطخها الماء والطين. مشهد ترك أثراً عميقًا في نفوس أبناء بلدته الذين التفوا حوله، محبّين ومقدّرين، ليروا في هذا التصرف رسالة أقوى من ألف خطاب: "الرئيس بين الناس، يعمل معهم ولأجلهم".

نبيل بونجم ليس فقط رئيس بلدية نشيطًا، بل هو أيضًا رجل شهم كريم القلب، لا يردّ سائلًا ولا يتأخّر عن مساعدة محتاج، يبادر إلى فعل الخير بصمت، دون أن يتململ أو يسعى لعدسات الكاميرا. يُعرف بين أبناء بلدته بأنه السند لكل من ضاقت به الحال، والعون لكل من طرق بابه خجولًا أو مضطرًا. كرمُه يُروى في المجالس، وشهامته تُترجم في المواقف.

في بلدٍ يئنّ من أثقال الإهمال وسوء الإدارة، يبرز نبيل بونجم كأحد أولئك القادة الذين يثبتون أن التغيير يبدأ من المبادرة الفردية، من النزول إلى الأرض، من التعبير عن المسؤولية بالعرق لا بالكلام. لم يكن بحاجة إلى أن يُقنع أحدًا ببرنامجه البلدي، فصورته وهو يعمل كانت كفيلة بإقناع الجميع أن "العمل البلدي ليس وظيفة... بل رسالة".

الغابون اليوم ليست فقط بلدة لبنانية جميلة بين التلال، بل باتت نموذجًا يحتذى به في مفهوم جديد للسلطة المحلية، بفضل رئيس بلديتها نبيل بونجم. رجلٌ حمل بيدٍ أدوات الرياضة، وبالأخرى أدوات الخدمة العامة، ليقول بصدق: "أنا بينكم... ومنكم... ولكم".