محليات

شخصيات دينية إيرانية في لبنان... زيارات متكررة بمفعول يتجاوز 50 طاولة حوار...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

 قد تبدو تصريحات أي مسؤول إيراني رسمي يزور لبنان، أو غيره من دول الإقليم، "مبشِّرَة" بمرحلة جديدة، أو مُنذِرَة بنهج جديد ستعتمده إيران، خصوصاً عندما يُحكى عن "صفحة جديدة" مثلاً، أو عن احترام السيادة اللبنانية، والشؤون اللبنانية الداخلية، وغيرها من الأمور، وذلك قبل أن تعود الأجواء كلّها الى المربّع الأول، عند بدء التحدُّث بلغة الانتصارات، والإشادة بتلقين الأعداء أقسى الدروس، وفق لهجة إيرانية تقليدية، تُظهر مدى استسهال طهران استعمال الأرصدة اللبنانية في حروبها ومشاريعها الإقليمية والعالمية.

 العقيدة...

زار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لبنان، وسط نقاشات داخلية تدور حول وجوب حصرية السلاح في يد القوات المسلّحة اللبنانية الرسمية، وضرورة بسط الدولة اللبنانية سلطتها وسيادتها على كامل أراضي البلاد، وحدها.

ولكن ما السبيل الى ذلك، وكيف يمكن النجاح بوضع استراتيجيا دفاعية تجعل الدولة اللبنانية وحدها راعية لأمنها وحدودها، إذا بقيَت العقيدة التي نشرتها وعزّزتها إيران في صفوف جماعاتها بلبنان والمنطقة منذ أكثر من 40 عاماً، هي المحرّك الأساسي للتعاطي مع الصواريخ والمسيّرات؟

تجديد

والى أي مدى يتوجب على الإيرانيين، أن يقوموا بـ "تجديد" عقائدي لكل الفئات الشرق أوسطية التي حاربت تحت راية "الثورة الإسلامية"، على امتداد الإقليم والعالم منذ أكثر من 40 عاماً، كمقدمة تسهّل إعادة انخراط جماعاتهم في دولها، سياسياً وأمنياً واجتماعياً، وإفساحاً في المجال لعقود لاحقة من الهدوء.

فعلى سبيل المثال، إرسال طهران شخصية أو شخصيات إيرانية دينية الى لبنان، وأخرى الى اليمن، وأخرى الى العراق... من حين الى آخر، (شخصيات) تعلّم، وتحضّر الشيعة لمستقبل ما بعد الحروب السابقة... قد يساعد ذلك في تجديد المكوّن الشيعي في تلك البلدان اجتماعياً، وسياسياً، وعقائدياً... بشكل يشجّعه على التخلّي عن السلاح تبعاً لرؤية عقائدية جديدة، وهو ما قد يُغني عن طاولات حوار محلية كثيرة، لن تكون فعّالة أبداً مهما كثُرَت المحاولات بشأنها، لسبب رئيسي، وهو أن الحرب الإقليمية هي عقائدية بشكل أساسي، وبشكل موازٍ لمعارك المصالح التي ترافقها.

الحرب...

أوضح مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "الجماعات الشرق أوسطية التي حاربت تحت راية "الثورة الإسلامية" الإيرانية خلال العقود الأربعة الأخيرة، تمثّل الإيراني الذي يصنّع السجادة بالإبرة على مدى 10 سنوات، والذي يبيعها لينصرف الى تصنيع أخرى غيرها، على مدى 10 سنوات جديدة".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "عقيدة الحرب ثابتة لديهم، طالما بقيَ النظام الإيراني الحالي موجوداً. فهو نظام قائم على الحرب، وعلى مفهوم الموت استشهاداً فيها. ولكن رغم ذلك، التغيير الأساسي الذي فُرِضَ على هذا النظام في المرحلة الأخيرة، هو زوال قدرته على استغلال القضية الفلسطينية من أجل التسليح، والتمويل، والتوسّع الى خارج الحدود الإيرانية".

الخطر الصاروخي

وشدد المصدر على أن "كل التنازلات التي يقدّمها الإيراني اليوم، هي بسبب المفاوضات القائمة بينه وبين الولايات المتحدة الأميركية حالياً. وهي تنازلات اكتساب وقت، ومحاولة حصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب".

وشرح:"يُكثر الإيرانيون من ضجيجهم حول نقطة معيّنة خلال مفاوضاتهم مع واشنطن، فيما عينهم شاخصة الى الحصول على أخرى. وبالتالي، هم يمارسون لعبة معينة في مكان ما. فعلى سبيل المثال، وجّهت إيران الاهتمام العالمي بالمفاوضات الى الملف النووي، بينما ينصبّ اهتمامها الأصلي على الحديث عن النووي، إنقاذاً لبرنامجها الصاروخي الذي هو أخطر ما تملكه. فالصواريخ الباليستية هي السلاح الأساسي الذي يمكن لطهران أن تستعمله، في الوقت الذي تدرك فيه جيداً أن لا مجال لحصولها على قنبلة نووية".

وختم:"تغيير النظام الإيراني أو إطاره العام على الأقل، يتوقف على ما تريده الولايات المتحدة الأميركية أيضاً، وعلى الحوار الأميركي - الإيراني. فالأميركيون بحاجة الى حكم إيراني يكون مرتبطاً بالشيعة دينياً في المنطقة والعالم. ففي لعبة المصالح التي تبني السياسة، يسمح هذا الواقع بلَجْم دائم لأنظمة بلدان الخليج السُنيّة"

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا