رغم إلغاء حظر السفر... سيّاح أجانب وعرب قد يحظّرون على أنفسهم السفر الى لبنان...

رغم العثرات السياسية والأمنية التي لا تزال تعصف بلبنان، تنتظر بعض القطاعات التوغّل في فصل الصيف أكثر فأكثر، رغبةً منها بـ "غرف" الملايين، من جراء موسم سياحي يُراد له أن يكون واعداً، بأي ثمن.

امتناع ذاتي

فالانفتاح اللبناني - العربي الجزئي المتبادل منذ مدة، والفرص الموعودة بعد رفع الإمارات حظر السفر عن مواطنيها الى لبنان، وبعض التغييرات الشكلية والقليلة التي باتت متوفرة في البلد، قد تبدو كافية لتوقُّع موسم سياحي أكثر من ممتاز، خلال الأشهر القليلة القادمة. ولكن يبقى حظر السفر هذا حبراً على ورق بنسبة 60 أو 70 أو 80 أو 90 في المئة ربما، أو أكثر، لأسباب سياسية، واستناداً الى أن لبنان لا يتغيّر في الجوهر والعمق، لا سياسياً، ولا أمنياً.

وما نقوله هنا يتجاوز القرارات الرسمية، إذ قد تُبقي الإمارات على قرارها بإلغاء حظر السفر كما هو، بشكل رسمي، فيما يُتَّخَذ القرار بالامتناع الذاتي عن السفر الى لبنان من جانب عدد كبير من الإماراتيين، من تلقاء أنفسهم، نظراً لعدم توفُّر حاضنة واضحة من الاطمئنان فيه.

صيف 2026؟

ذكّر مصدر مُطَّلِع بأن "الأجانب والعرب الذين امتنعوا عن السفر الى لبنان خلال السنوات السابقة، لم يفعلوا ذلك بسبب قرارات رسمية من مستوى حظر سفر فقط، ولا تبعاً لتحذيرات صادرة عن سفارات دولهم أو عن وزارات الخارجية في بلدانهم، حصراً، بل لأنهم كانوا خائفين على أنفسهم، خصوصاً بعدما تعرّض البعض لأعمال متفلّتة أمنياً في لبنان آنذاك".

ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الظروف اللبنانية الحالية، قد تجعل السائح العربي تحديداً، يفكر بالسفر الى أوروبا أو الى أي وجهة أخرى، خلال الصيف القادم، بدلاً من لبنان، لا سيما أن الأوضاع اللبنانية غير مستقرة على مختلف أنواع المستويات، ومستقبل وقف إطلاق النار فيه غير واضح حتى الساعة".

وأضاف:"قد ينفع إلغاء حظر السفر الإماراتي الى لبنان خلال الصيف القادم، بنسبة 10 في المئة مثلاً، أو أكثر أو أقلّ، ولكنه قد يُصبح فعالاً أكثر في صيف 2026، إذا انتهت الحرب وظروفها على الأراضي اللبنانية كلياً من الآن وحتى ذلك الوقت. والى أن يحصل ذلك، لا مجال لانتظار قدوم سياح أجانب أو عرب الى لبنان، إلا أولئك الذين يقصدونه على مسؤوليتهم الشخصية".

وختم:"طالما أن لا قرار رسمياً ونهائياً بحصر السلاح في يد الدولة اللبنانية، وبإمساك الدولة كل شيء بنفسها، فهذا يعني أنه لا يمكن انتظار حركة صيفية من خارج المغتربين اللبنانيين بشكل أساسي، وذلك تماماً كما كانت عليه الأحوال خلال السنوات القليلة الماضية".

أنطون الفتى -أخبار اليوم