لبنان والعهد يفتقدان ادوات النهوض....حزب الله يتعاون ولكن!
عكست المواقف التي اطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب من المملكة العربية السعودية في مستهل جولته الخليجية المنحى الذي ستتخذه الأوضاع في المنطقة في قابل الأيام ، منها بالطبع الوضع في لبنان الذي خصه ترامب باشارات واضحة من حديثه الذي ركز على رفع العقوبات عن سوريا . كذلك إصراره على التوصل الى اتفاق مع ايران . في وقت شدد فيه على العلاقة التاريخية مع السعودية التي تربط بين الولايات المتحدة والمملكة .
لاشك في ان جولة الرئيس ترامب الخليجية والمبادرات التي طرحت خلالها من شأنها ان تؤثر مباشرة على الملفات الساخنة في المنطقة . منها الملف اللبناني، لذلك في رأي المتابعين تريثت الوسيطة الأميركية مورغان اورتاغوس قبل اقالتها، في القيام بزيارتها لبيروت بعدما كانت متوقعة قريبا . الاميركيون يعتبرون ان اي تطور لم يطرأ على الملف اللبناني منذ اتفاق وقف النار في تشرين الثاني الفائت وتاليا لا جديد يمكن للوسيط الأميركي تقديمه ما دام كل من الطرفين اللبناني والإسرائيلي على موقفه . لا الدولة اللبنانية قادرة على الوفاء بكل التزاماتها لجهة حل مسالة السلاح غير الشرعي ولا الإسرائيليون مستعدون للانسحاب الكامل من لبنان ووقف ضرباتهم المتواصلة في مختلف المناطق . هذا يعني ان شيئا ما يجب ان يتحقق في السياسة لتغيير المناخات على مستوى أوسع في الشرق الأوسط لتحريك المياه الراكدة كحصول اتفاق بين واشنطن وطهران او دخول العرب وإسرائيل في مسار مفاوضات تسوية على أسس جديدة .
النائب التغييري ملحم خلف يقول لـ "المركزية" : صحيح انه بانتخاب ريس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة طوينا صفحة الفراغ الدستوري والمؤسساتي في البلاد لكن حتى الان لم نتمكن بعد من فتح صفحة جديدة على طريق النهوض . الملفات الشائكة التي حالت دون قيام الدولة ومنها قضية السلاح التي تصر على نزعه واشنطن وتريد مهلة زمنية للانتهاء منه لا تزال قائمة . بداية جمع السلاح من المخيمات الفلسطينية في بيروت ستشكل ولا شك المختبر الأول لامكانية استكمال هذه الخطوة على امتداد مساحة لبنان . اما بالنسبة الى تسليم حزب الله سلاحه اعتقد ان الأمور تسير على الطريق الصحيح وفق النهج الذي يعتمده رئيس الجمهورية . جنوب الليطاني كان الحزب متعاونا مع الجيش اللبناني في التخلي عن مراكزه ومخازنه للجيش اللبناني وقد كان ذلك موضع تقدير . كذلك بالنسبة الى سلاحه شمال الليطاني تم القبول بالمبدأ ويجري البحث في الالية . حزب الله ادرك ومعه أبناء الطائفة الشيعية الكريمة ان هناك مرحلة انتهت والبلاد والمنطقة برمتها امام حقبة جديدة يفترض التعامل معها بعقلانية .
ويتابع : لبنان ككل يمر بمرحلة انتقالية تتطلب وقتا قبل بلوغ النهوض وهو ما بدأت الإدارة الأميركية تدركه . لبنان نظرا لتركيبته الطائفية والسياسية لا يستطيع معالجة مشكلاته الا بالحوار والتفاهم . البديل هو الاقتتال والخراب .الدولة تتقدم ببطء والظروف الإقليمية والدولية لا تساعدها اكثر . إسرائيل لم تلتزم بالقرار 1701 . أميركا الراعية للاتفاق لا تضغط عليها لتنفيذه والانسحاب الكامل من الجنوب وهو ما يعيق عملية النهوض والالتحاق بالمسيرة الجديدة التي اطلقها الرئيس ترامب ابان زيارته الخليجية .
ويختم لافتا الى ان لدى العهد إرادة النهوض لكنه يفتقد الى الأدوات اللازمة على الصعيدين الداخلي والخارجي .
المركزية – يوسف فارس
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|