اختبار بسيط.. ما علاقة قوة قبضة اليد بمؤشر طول العمر؟
كشفت دراسة جديدة نشرتها مجلة ”Prevention“ أن قوة قبضة اليد، وهي مقياس بسيط يمكن اختباره في المنزل أو العيادة، قد تكون مؤشرًا فعّالًا لطول العمر، في نتيجة تعزز الأدلة المتزايدة على أن قوة العضلات تؤدي دورًا محوريًا في الصحة العامة وطول الحياة، خاصة لدى كبار السن.
وتتبعت الدراسة أكثر من 12,000 شخص تزيد أعمارهم على 50 عامًا على مدى 12 سنة، باستخدام أجهزة ديناموميتر لقياس قوة القبضة بشكل منتظم. ووجد الباحثون أن الأفراد الذين يتمتعون بقبضة أضعف كانوا معرضين لخطر الوفاة بنسبة 45% أكثر خلال فترة الدراسة مقارنةً بأقرانهم أصحاب القبضة الأقوى.
وقال الدكتور رايان ماغراث، المؤلف الرئيس للدراسة وأستاذ مشارك في جامعة ولاية داكوتا الشمالية: "إن صحة العضلات جزء من الصحة العامة، وطول العمر هو نتيجة صحية مهمة. وفهم كيفية ارتباط عناصر صحة العضلات، مثل القوة، بنتائج الصحة يساعد على توجيه البرامج الصحية وتحسين جودة الحياة على المدى الطويل".
مؤشر موثوق للهشاشة الجسدية
ولا تُعد اختبارات قوة القبضة أمرًا جديدًا في الممارسات الطبية، إذ يستخدمها الأطباء لتقييم مستوى الهشاشة الجسدية لدى كبار السن، خصوصًا قبل العمليات الجراحية أو أثناء الفحوص الدورية.
وعلّق الدكتور ديفيد كتلر، طبيب الأسرة في مركز بروفيدنس سانت جونز الطبي في كاليفورنيا: "نستخدم قوة القبضة كجزء من قياس الهشاشة الجسدية طوال الوقت لتقييم المخاطر الجراحية والوضع الصحي العام للمريض".
ويشير خبراء إلى أن قوة القبضة ترتبط بكتلة العضلات ووظيفتها في الجسم بالكامل. وأوضح الدكتور نيخيل ساتشيداناند، اختصاصي فسيولوجيا التمارين في كلية الطب بجامعة بوفالو، إلى أن هذا الاختبار يُعد وسيلة غير جراحية ومنخفضة التكلفة لتقييم صحة العضلات الهيكلية، وأضاف: "لا يُقاس به فقط مدى القوة العضلية، بل يساعدنا أيضًا على فهم الوظائف الجسدية العامة للفرد".
من جانبه، شدد الدكتور ألفريد تالّيا، أستاذ طب الأسرة في كلية روبرت وود جونسون للطب بجامعة روتغرز، على الدور الأساسي لقبضة اليد في الحياة اليومية، قائلاً إنّ "القدرة على الإمساك بالأشياء ضرورية لجميع الأنشطة اليومية، مثل الأكل والاستحمام واللباس والمشي. لذا ليس من المفاجئ أن يرتبط تراجع قوة القبضة بتدهور في الحالة الوظيفية العامة وقد يكون مؤشرًا على اقتراب الوفاة".
تقوية قبضة اليد.. هل تكفي؟
ورغم أن نتائج الدراسة تعزز من قيمة قوة القبضة كمؤشر صحي، فإن الخبراء يحذرون من الاعتماد عليها بشكل منفرد.
وأوضح الدكتور كتلر انّ "قوة القبضة هي مجرد واحدة من عدة مقاييس نأخذها بعين الاعتبار. لا نعلم إن كان تحسين قوة القبضة وحده يؤدي إلى إطالة العمر، يجب النظر إليها إلى جانب مؤشرات أخرى، مثل الأمراض المزمنة أو فقدان الوزن غير المبرر".
ومع ذلك، فإن تقوية القبضة يمكن أن تُحسن من قدرة الفرد على أداء مهامه اليومية.
ويقترح الدكتور ماغراث تمارين بسيطة، مثل عصر كرة مطاطية بشكل متكرر أو استخدام أجهزة تدريب قوة القبضة، قائلاً: "هذه الأدوات يمكن أن تكون مفيدة، خاصة لمن يسعى للحفاظ على استقلاليته الجسدية".
أداة بسيطة ذات دلالات صحية واسعة
ورغم بساطتها، تكتسب اختبارات قوة القبضة أهمية متزايدة كأداة وقائية فعالة في مجال الصحة العامة، إذ تُعد وسيلة عملية، منخفضة التكلفة، ولها علاقة مثبتة بالمؤشرات الصحية، ما يجعلها مفيدة في العيادات وحتى في المنازل.
ومع تقدم أعمار السكان حول العالم، يدعو مؤلفو الدراسة إلى اعتماد اختبارات القوة العضلية كفحوص روتينية، إلى جانب تعزيز الوعي بدور قوة العضلات في التقدم بالسن.
وتخلص الدراسة إلى أن تعزيز القوة العضلية عبر النشاط البدني ونمط حياة صحي قد لا يسهم فقط في إطالة العمر، بل في تحسين جودة الحياة أيضًا.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|