"هوس الإعجابات".. ما العلاقة بين النرجسية وإدمان وسائل التواصل؟

في تحذير علمي جديد، كشف فريق من علماء النفس في جامعة غدانسك البولندية، أن الإدمان المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي قد لا يكون مجرد عادة سيئة، بل قد يُشير إلى وجود سمات نرجسية عميقة لدى بعض المستخدمين.

الدراسة التي نُشرت في مجلة أبحاث الشخصية، شملت 665 مستخدمًا لمواقع مثل "إنستغرام" و"تيك توك"، وركّزت على تحليل العلاقة بين أشكال النرجسية وسلوكيات الإدمان الرقمي.

وخلص الباحثون إلى أن الأفراد الذين يسعون باستمرار وراء الإعجاب والتقدير ويظهرون ميولًا تنافسية أو حاجة ملحة للثناء، هم الأكثر عرضة للإدمان على هذه المنصات.

لكن المثير في النتائج أن الإدمان لا يقتصر على المظاهر السطحية فحسب، بل قد يقود إلى العزلة، والعداء، واضطرابات نفسية أخرى، مثل اضطراب النوم وتراجع الأداء الدراسي أو المهني.

ويعرّف الباحثون النرجسية بأنها سمة شخصية تتضمن الشعور بالعظمة والأنانية ونقص التعاطف، والحاجة الدائمة للإعجاب، وهي خصال تُغذيها بيئة مواقع التواصل، التي تضع "الصورة الذاتية" في صميم التفاعل الاجتماعي.

ورصدت الدراسة ستة أنماط من النرجسية، أبرزها الإعجاب والتنافس والعداء، والعزلة والبطولة والقداسة (أي الترويج للذات بوصفها ذاتًا مثالية). وتبيّن أن معظم هذه السمات ترتبط بإدمان مواقع التواصل، باستثناء "القداسة".

وأشار الباحثون إلى أن أعراض الإدمان تشمل التدقيق القهري، الاعتماد العاطفي على التفاعلات الرقمية، وصعوبة التوقف رغم العواقب السلبية. كما حذّر الفريق من أن الأشخاص النرجسيين قد يُظهرون سلوكيات سيطرة وتلاعب وتقلبات مزاجية، ما يؤثر في علاقاتهم الاجتماعية والأسرية.

تأتي هذه الدراسة لتسلط الضوء على ضرورة فهم البُعد النفسي الخفي وراء سلوكياتنا الرقمية، وتدعو إلى مزيد من الوعي الذاتي في عالم تتداخل فيه الهوية مع عدد الإعجابات والمشاهدات.