رسائل نارية في الجنوب... و"الخوف مبرّر" من إعتداء يوم غد!
شكّلت الاعتداءات الإسرائيلية الواسعة على الجنوب ليل أمس رسالة واضحة المعالم حول الأهداف، لا سيّما أنها جاءت عشية الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة الجنوب، وفي ذكرى التحرير في 25 أيار من العام 2000، فهل هي للضغط على الجنوبيين في موضوع خياراتهم من المقاومة؟
لا يُخفي العميد المتقاعد حسن جوني،أن الجميع كان يترقّب أن يقوم العدو الإسرائيلي بأمر ما خلال هذا الأسبوع المفصلي في حياة الجنوبيين فيما يتعلق بالعملية الانتخابية، إن كانت ذات بعد إنمائي، لينغّص في الدرجة الأولى على الجنوبيين هذا الاستحقاق. وبرأيه، يريد أن يذكّر الجنوبيين بضرورة الانتباه إلى خياراتهم السياسية والبلدية، بما قد يجلب عليهم الحرب والخراب، كما هو حاصل الآن.
ويوضح في هذا الإطار أن العدو لا يهتم بتعطيل العملية بقدر ما يهمه التأثير على رأي الناخب الجنوبي، كما ظهر جليًا من خلال ما كانت تبثه الطائرات المسيّرة من تحريض على المقاومة. كما أن طبيعة العمليات العدائية التي نفذها هي هجمات مبعثرة لتغطية أكبر مساحة ممكنة، أكثر منها عملية استهداف مركّزة يُراد منها كشف أي نشاط مشبوه، وبالتالي الغاية من الهجمات هي التأثير على مساحة واسعة من الجنوب.
ولا يعتبر أن ما قام به العدو مجرد رسالة تتعلق بالانتخابات، بل هو استمرار لنمط الاعتداء وخرق الاتفاق، لأن هناك استراتيجية معتمدة من العدو الإسرائيلي بموضوع مواصلة الهجمات لتحقيق أهداف بعيدة تتعلق بإخضاع الدولة اللبنانية وجرّها إلى التفاوض لترتيبات معينة، فهذا سياق متصل ببعضه. إنما هذه الاعتداءات بالأمس كان لها مهمة إضافية، برأيه، تتعلق بالانتخابات، إضافة إلى السياق المعتمد وصولاً إلى أهداف سياسية لاحقًا.
أما عن احتمال أن يُقدِم العدو غدًا على الاعتداء على الناخبين، فلا يستبعد هذا الأمر، فكل شيء وارد، لأنه لا معلومات مؤكدة عن وجود ضمانات دولية بتمرير اليوم الانتخابي على خير، والاكتفاء بهذا التصعيد قبل الانتخابات، ويعتقد أن الدولة تسعى للحصول على ضمانات من الدولة الضامنة للاتفاق، وقد يحصل هذا الأمر في الساعات المقبلة.
وعن احتمال أن تؤثر أي ضربة يوم غد على العهد الجديد وسقوط هيبته، فيُنبّه إلى أن كل الخروقات كانت موجهة للعهد، لأنها تعيق انطلاقة العهد، لا سيّما أن عدم الانسحاب من النقاط الخمس ومحيطها لا يساعد العهد على معالجة موضوع السلاح في الداخل، لأن ذلك يُبرر للحزب والمقاومة الاحتفاظ بالسلاح، والمنطق يقول إن على إسرائيل الانسحاب قبل الخوض في موضوع حصر السلاح، وهذا الأمر برسم الولايات المتحدة التي تدّعي أنها داعمة للعهد، ويجب أن تضغط على إسرائيل للالتزام بالاتفاق.
أما عن الخوف من العودة إلى الحرب واحتلال جديد في حال لم يرضخ لبنان للضغوطات، فيعتبر العميد جوني أن هذا الأمر محتمل ووارد، حيث يشتد الخناق السياسي عبر الولايات المتحدة الأميركية، ويتم حشر الدولة والعهد بعملية تطبيق ما أُعلن في بداية العهد، وهو احتكار السلاح، وبالمصطلح الأميركي "نزع السلاح"، والضغط الذي يزداد سياسيًا من الولايات المتحدة يتزامن مع ضغط عسكري إسرائيلي في تطور لافت للاعتداءات، فمنذ بداية خرق اتفاق وقف إطلاق النار، هناك خط بياني تصاعدي للاعتداءات عبر استهداف مبانٍ سكنية، والأمر مرشّح للتصعيد أكثر، وصولًا إلى المزيد من الضغط على الدولة.
ويرى أن الدولة بجميع مكوناتها اليوم محشورة، وعليها اتخاذ خيارات، وعليها الإجابة على التهديدات، فهي لن تستطيع أن تبقى كذلك، لأن ذلك ليس لصالح الدولة أو لصالح حزب الله، لأن الإسرائيلي يشعر حتى الآن أنه لم يستثمر جيدًا في اختلال موازين القوى التي ذهبت لصالحه، أو في التفوق العسكري والميداني.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|