محليات

روما تمدّ يدها لبيروت: دعم ثابت ورسائل استراتيجية في توقيت حرج

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

جاءت زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى إيطاليا في لحظة مهمة ودقيقة يمر بها لبنان، داخليا وخارجيا، لتشكل محطة سياسية بالغة الأهمية في مسار إعادة تثبيت العلاقات اللبنانية – الأوروبية، وتعزيز موقع لبنان في خارطة الاهتمامات الدولية، وسط تحديات داخلية متشابكة وأخطار خارجية متنامية.

فالاستقبال الذي خصّ به الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا نظيره اللبناني في قصر "الكويرينالي"، لم يكن بروتوكوليا فحسب، بل حمَل في طياته رسائل دعم سياسي واقتصادي واضحة، عبّر عنها ماتاريلا بصراحة عبر تأكيد التزام بلاده الثابت بدعم لبنان والوقوف إلى جانبه في المحافل الإقليمية والدولية، وبخاصة من خلال المشاركة الفاعلة في قوات اليونيفيل المنتشرة في جنوب لبنان. كما شكّل إعلان استعداد شركة "إيني" الإيطالية لاستئناف نشاطها في التنقيب عن النفط في الحقول البحرية اللبنانية تطورا استراتيجيا، يعكس رغبة إيطاليا في الاستثمار في الاستقرار اللبناني وتحفيز اقتصاده المنهك.

رئيس الجمهورية بدوره، حرص على التعبير عن امتنان لبنان الرسمي والشعبي لهذا الدعم المتواصل، مؤكداً أهمية تعزيز العلاقات الثنائية وتفعيل التعاون في مختلف المجالات. ولعل رمزية هذه الزيارة إلى روما، حيث التقى أيضاً البابا لاوون الرابع عشر، تحمل دلالة روحية وسياسية في آن، وترتبط بمكانة لبنان كمركز للتنوع والحوار.

أما اللقاء مع رئيسة الحكومة الإيطالية جيورجيا ميلوني في القصر الحكومي كيجي في العاصمة الايطالية، فقد أضفى بعدا تنفيذيا على التفاهمات السياسية، حيث أكدت ميلوني مجددا وقوف بلادها إلى جانب الشعب اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة، مشددة على ضرورة استكمال برنامج الإصلاحات كشرط ضروري لانتشال لبنان من أزماته المتراكمة. وقد برز اهتمام مشترك باستقرار جنوب لبنان، حيث تتواجد قوة إيطالية كبيرة ضمن اليونيفيل، وتعاونها الوثيق مع الجيش اللبناني من خلال اللجنة الفنية العسكرية، بما يعكس رغبة إيطالية في دعم استقرار الحدود وتعزيز حضور الدولة اللبنانية.

كما تناولت المحادثات الوضع السوري، حيث توافق الجانبان على ضرورة الدفع باتجاه حل سياسي شامل يتيح شروط العودة الطوعية والآمنة والكريمة للاجئين السوريين، وهي نقطة تمثل تقاطعاً بين هواجس لبنان الأمنية والاجتماعية وبين الرؤية الأوروبية لملف النزوح.

الزيارة إذًا لم تكن مناسبة رمزية فحسب، بل حملت دلالات واضحة حول تموضع لبنان في أولويات إيطاليا، ليس فقط كدولة مضيفة لجنودها في الجنوب، بل كشريك استراتيجي في شرق المتوسط، يستحق الدعم والرعاية في طريقه نحو الاستقرار. كما تعكس هذه الجولة حرص الرئيس العماد جوزاف عون على إعادة لبنان إلى الخارطة السياسية الأوروبية، انطلاقاً من دولة صديقة كإيطاليا، تشكّل صلة وصل بين الاتحاد الأوروبي والمنطقة، وتتمتع بوزن معنوي وعسكري واقتصادي في الملفات الشرق أوسطية.

داود رمال – "اخبار اليوم"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا