بالفيديو: هبة طوجي وإبراهيم معلوف يغنّيان للسلام في الشانزليزيه
سيناريوهات تحاكي "مفاجآت" ترامب في القمم الخليجية!
لم ولن يجرؤ أحد من المراجع الديبلوماسية والاستخبارية على الإدّعاء بما ستحمله المفاجآت التي يخبئها الرئيس الاميركي دونالد ترامب لإطلاقها خلال زيارته الخليجية، ومجموعة القمم المتوقعة في الثلث الأخير من هذا الشهر. ذلك أنّ كثافة الملفات الدولية والإقليمية التي فتحها بالإسلوب الذي اعتمده دفعةً واحدةً منذ دخوله البيت الأبيض، جعلت التكهنات صعبة إن لم تكن مستحيلة. فهو أخفى ويخفي على فريق عمله وأقرب حلفائه ما يريد إطلاقه. ولذلك تعدّدت السيناريوهات. وهذه عينة منها.
قبل أيام على جولة ترامب الخليجية التي ستشمل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر، تلاحقت السيناريوهات التي تحاكي شكل ومضمون «الوعد» الذي قطعه بإصدار «إعلان مهمّ جداً» على هامش رحلته المقرّرة إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل، وتحديداً خلال الفترة الممتدة من 13 إلى 16 أيار الجاري.
وفي مقابل الرفض الأميركي المطلق والتعتيم الإعلامي الشامل على أي تفصيل في شأن طبيعة هذا «الإعلان»، توسعت المراجع الديبلوماسية والاستخبارية في البحث عن فحواه وما يمكن أن يفاجئ به العالم، بعدما تعددت مفاجآته في الفترة الأخيرة على أكثر من مستوى عسكري وتجاري ومالي وديبلوماسي.
وعليه، تركّزت كل التوقعات حول ما سيكون عليه الوعد، وسط هامش حصره بما يتصل بأحداث المنطقة، ولا سيما منها الوضع المتفجّر في الخليج العربي نتيجة أحداث اليمن والعمليات العسكرية الأميركية التي لم تشهدها المنطقة في مسلسل الحروب التي اندلعت منذ العام 2015 حتى اليوم، كما في دول الشرق الأوسط، حيث توسعت مساحة الحروب لتشمل غزة ولبنان قبل العراق واليمن وصولاً إلى تغيير النظام السوري، وتداعياتها الكبيرة على دولها وأنظمتها، بحيث تحولت ساحة واحدة
لمجموعة من اللاعبين، والتي رفعت من أهمية ما يمكن أن يُقدم عليه ترامب في ضوء المستجدات المختلفة.
عند هذه المعادلات تحدثت تقارير ديبلوماسية عن مجموعة من التوقعات المحتملة، وهي وإن بقيت ضمن هامش أحداث المنطقة، فقد سقط بعضها منذ لحظة الكشف عنها قبل ايام، وهو ما أكّدته مواقف الساعات الأخيرة التي انطلقت من إسرائيل وواشنطن، وتحدثت عن شكل من أشكال المواجهة المحتملة بين ترامب ونتنياهو، على رغم من تقدّم الآراء التي تتحدث عن توزيع أدوار في ما بين الدولتين.
وعند الدخول في تفاصيل الخطوات المستبعدة، والمواقف الأخيرة التي تحاكي العلاقة بين أميركا وإسرائيل، توقف المراقبون أمام بعض المؤشرات، ومنها الكشف عن إلغاء كل أشكال الاتصال بين ترامب ونتنياهو قبل الإعلان عن إلغاء زيارة وزير الدفاع الاميركي لتل ابيب التي كانت مقرّرة منتصف الاسبوع المقبل، بحجة أنّه سيكون إلى جانب ترامب في جولته الخليجية، وهو أمر لم تستسغه بعض الآراء. ذلك أنّ الحديث عن سبب إلغاء الزيارة جاء متأخّراً على تحديد مواعيد جولة ترامب الخليجية، وغياب أي مفاجأة تؤدي إلى إلغاء الزيارة. كما لاحظ المراقبون حجم الحملة الإعلامية المباشرة التي تولاها سفير الولايات المتحدة الأميركية في تل ابيب، عند كشفه عن برنامج المساعدات الأميركية لسكان قطاع غزة، مستبعداً أي دور لإسرائيل ومؤسساتها خارج ما هو مطلوب منها من دور أمني يوفر نقلها إلى 400 نقطة توزيع في القطاع على يد مجموعة من المؤسسات الجديدة التي ستتولّى قريباً مهمّة إدارة المساعدات الإنسانية وتوزيعها، في ظل منع الاحتلال دخولها إلى القطاع الذي يواجه المجاعة منذ 2 آذار الماضي، ولم يسبق لها أن تعاطت بمثل هذه البرامج الإنسانية الطبية منها والغذائية وتلك الخاصة بالمشتقات النفطية على أنواعها.
وإن استبعدت التوقعات حصول أي موقف يتناول الوضع في اليمن ومصير العمليات العسكرية الأميركية فيها، فقد أثبتت التقارير انّ الاتفاق بين واشنطن والحوثيين قد تجاوز مختلف المطبّات التي واجهها، وخصوصاً بما يتصل بالمفاجأة التي عبّر عنها المسؤولون الإسرائيليون، والتي استدرجت واشنطن إلى مواقف حادّة من تعبير الحكومة الإسرائيلية عن حجم الصدمة التي أحدثها الكشف عن الاتفاق مع الحوثيين، في وقت كانت الاتصالات لم تُنجز بعد لتسوية الإشكالات الناجمة عن النظريتين الأميركية والإسرائيلية المتناقضة في شأن المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية الجارية حول الملف النووي الإيراني، بطريقة تؤدي إلى استبعاد أي عمل عسكري كانت تريده إسرائيل أمس قبل اليوم، وسط خيارات قالت بإمكان استهداف منشآت حيوية إيرانية، ما عدا تلك التي كانت تراعي فيها الموقف الأميركي لجهة عدم المسّ بالمنشآت النووية مباشرة، ويمكن أن تقود إلى تداعيات خطيرة لا تتحمّلها واشنطن إن ادّت اي عملية عسكرية إلى انتشار «إشعاعات نووية» تتجاوز الجغرافية الإيرانية إلى دول المنطقة المحيطة بها.
وإلى هذه الاحتمالات المستبعدة، فقد اقترب بعض النظريات من احتمال ان يحمل ترامب في زيارته مبادرة ما تحاكي حلاً شاملاً للوضع في غزة، لما سيكون لها من انعكاسات على بقية ساحات المواجهة في المنطقة. وإن كان بعض العالمين بكثير من الأسرار يستبعد أن يصل ترامب إلى حدّ الإعلان عن «حل الدولتين» تلبيةً للشرط السعودي الذي كشف عنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أكثر من مرّة، قبل أي خطوة تطبيعية أياً كان حجمها. فالكشف عن قبول ترامب بـ «الخطة العربية لإعادة إعمار غزة» اعتُبر خطوة متقدّمة لوقف الحرب. وهي خطة لا تعترف بأي عملية «ترانسفير» فلسطيني من مناطق القطاع أياً كانت المصاعب التي يواجهها سكانه.
ولتبرير هذا التوقع، تضيف إحدى النظريات، انّ تراجع ترامب عن طلب تهجير أهل القطاع ونقلهم إلى أي دولة أخرى لم يعد امراً مستبعداً، بعدما عدل عن مواقفه من قضايا مماثلة. فهو تراجع عن خطته لشراء جزيرة «غرينلاند» واعتبار كندا «الولاية الواحدة والخمسين»، كما بالنسبة إلى إهماله مطلب تغيير اسم «قناة بنما»، فيما أقدم على استبدال اسم «الخليج الفارسي» باسم «الخليج العربي» عشية وصوله إلى دول المنطقة. ولا يتجاهل المراقبون أن تكون الصحوة الأميركية على الوضع الإنساني المذري للفلسطينيين في قطاع غزة مبادرة تفتح الطريق إلى خطوة أكبر منها، بدأها بالإسراع في تقديم المساعدات للفلسطينيين وإلغاء أي دور لإسرائيل في هذا البرنامج. وعندها، ما الذي يمنع بأن تكون مقدّمة يرضي من خلالها قادة الخليج العربي الذين سيلبّون دعوة العاهل السعودي إلى قمة أميركية ـ خليجية تُعقد في الرياض بعد القمة الثنائية الأميركية ـ السعودية خلال وجوده على أراضيها.
وتنتهي المراجع الديبلوماسية والاستخبارية إلى التأكيد أن ليس هناك من يحمل «كلمة السر الترامبية»، فهي لم تعد كلمة «إدارة أميركية» بقدر ما تحولت كلمة شخص قد يفاجئك بالموقف الإيجابي كما السلبي، والأيام التي تلت دخوله البيت الابيض كانت حافلة بالمفاجآت.. فلننتظر لأيام فقط.
جورج شاهين -الجمهورية
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|