الصحافة

هل قال ماكرون للشرع "كمّلوا باللّي بقيوا" وما هو مصير لبنان في تلك الحالة؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

حضر ملف اللّجوء السوري كـ "طبق ضعيف" على مائدة المحادثات التي جمعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالرئيس السوري أحمد الشرع في باريس، بحسب أكثر من مصدر مُطَّلِع، ومن ضمن سلّة مصالح الشعب السوري بشكل عام، بينما كان يتوجب تخصيص مساحة أكبر بكثير لهذا الملف.

"باللّي بقيوا"؟...

ويتخوف مراقبون من أن تكون إيجابيات التقدّم الذي يشهده الملف السوري منذ أشهر، والذي يحرّك ملفات الاقتصاد السوري وإعادة الإعمار والتطبيع بين تل أبيب ودمشق، قائمة على عدم نظر سوريا الى الوراء كثيراً، أي التسليم بأن ملايين السوريين خرجوا منها بين عامَي 2011 و2024، وبأنهم غُرِسوا في ديار أخرى، وبأن التفكير بالمستقبل سيكون على طريقة "رح نكمّل باللّي بقيوا".

تقصير لبناني

لفت الوزير السابق رشيد درباس الى أن "موضوع اللاجئين ذُكِرَ خلال زيارة الشرع فرنسا، ولم يَكُن مهمَلاً، وقد رُبِطَ بالملفات التي تتعلّق بإعادة الإعمار وبمستقبل البنى التحتية السورية، وكل ما يقع تحت تلك العناوين".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هناك تقصيراً كبيراً من الدولة اللبنانية الآن. فهي لا تتناول موضوع اللاجئين كما يجب، خصوصاً بعد التطورات الأخيرة. وبالتالي، يظهر هذا الملف في الثلاجة، فيما ينحصر التعليق عليه بمزاج المُعلِّق، ولا موقف للدولة، علماً بأنني صرت أخجل من أن أذكّر بأنه خلال وجودي في وزارة الشؤون الاجتماعية، أخذت الحكومة اللبنانية قراراً في شهر كانون الأول 2014 بالإجماع، بشأن السياسة اللبنانية تجاه اللّجوء السوري. والورقة تلك وُضِعَت وفق مبدأ التقيُّد القانوني الدولي بمفهوم اللّجوء، وتطبيق الأنظمة اللبنانية والدولية، بحيث لا يعود اللجوء السوري ثقلاً كبيراً".

"داتا" ضرورية

وأكد درباس أن "الأمور تغيّرت كثيراً اليوم. ففي البداية، كان يمكن الحديث عن لجوء. وأما الآن، فقد سقط مفهوم اللّجوء، سواء بالعرف الدولي أو اللبناني أو السوري. لماذا؟ لأنه بحسب إعلان جنيف، اللاجىء هو ذاك الذي لا يستطيع أن يذهب الى بلده. بينما كلّهم يرغبون بالعودة الى سوريا اليوم، ويستطيعون ذلك، وهو ما يعني أن تعريف اللجوء لم يَعُد موجوداً لهم في لبنان. وهذا يقتضي أن تبدأ الدولة اللبنانية بوضع يدها على الملف من هذا المنظور، ووفق معطيات واضحة".

وشدد على "وجوب أن تستعيد الحكومة اللبنانية ووزارة الشؤون الاجتماعية المحاولة التي كنا نقوم بها لمسح الوجود السوري وفق عمليات تحقيقية جدية، وعبر فرق متخصصة تابعة للحكومة اللبنانية. ففي تلك الحالة، سيُصبح لدى الدولة "داتا" وطنية تمكّنها من فهم الوجود السوري في لبنان أكثر، وانتشاره، ومن منهم يمكث في منازل أو في مخيمات، ومن منهم يعمل أو لا، قانونياً أو خلافاً للقانون. فهذه "الداتا" ضرورية لوضع خطة رسمية".

غير موجودة

ونصح درباس "بعدم الانتظار لتطالب الدولة السورية باللاجئين. فهي لن تفعل ذلك، ويجب على الدولة اللبنانية أن تدافع هي عن نفسها، وعن بنيتها الديموغرافية والجغرافية، وهو ما يقتضي أن يكون لديها خطة، هي غير موجودة حتى الساعة. وبالتالي، ما يُخشى منه بالأكثر، هو هذا الغياب اللبناني المستمر عن هذا الملف".

وأضاف:"عندما كنتُ وزيراً للشؤون الاجتماعية، استقبلتُ الكثير من المسؤولين الدوليين، وكنت أطالبهم بكثير من الأمور، وأقول لهم إنني سأفعل هذه الخطوة أو تلك لحلّ المشكلة. في البداية، كانوا يعترضون على أمور كثيرة، وذلك قبل أن يعودوا ويقبلوا، ويقولون لي افعلوا ما ترونه مناسباً لكم أنتم في لبنان، فهذا بلدكم في النهاية. وبهذه الطريقة، أظهرتُ لهم حضور الدولة اللبنانية في هذا الملف، ونجحتُ في أمور عدة".

وختم:"على الدولة أن تكون موجودة أكثر، مع عدم التسليم بإبقاء الاهتمام بهذا الملف مشتّتاً بالحالة التي هو فيها الآن".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا