هل من خطة فرنسية لانقاذ لبنان؟

تسعى فرنسا الى تعزيز دورها على الساحة اللبنانية الى جانب الدورين الاميركي والسعودي، ويعمل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على إبقاء خطوط التواصل مع الدول المجاورة للبناني وتحديدا اسرائيل وسوريا لتجنب أي صراع مستقبلي قد يعزز من فرص تقسيم البلاد أو تدمير مؤسساتها.

يضع ماكرون لبنان على أجندة الدول التي تربطها بفرنسا مصالح مشتركة وتاريح ثقافي مؤثر لاسيما على الساحة المسيحية. من هنا يرى الفرنسيون أن الاحتفاظ بالورقة اللبنانية أو المشاركة بالقرار الداخلي لبيروت، خطوة نحو تعزيز الدور الاوروبي في منطقة الشرق الاوسط. ويؤكد مقربون من دوائر الاليزيه أن الدولة اللبنانية بالنسبة لفرنسا غير مرتبطة بادارة الرئيس الفرنسي، بل بالسياسة الخارجية الفرنسية بغض النظر عن هوية الرئيس الفرنسي، اذ أن القاعدة الاساسية في الاليزيه هو التأثير الفرنسي الدائم على الدول القريبة من الثقافة الفرنسية.

ولا يخفي المقربون من دوائر الاليزيه حرص الرئيس الفرنسي على حماية الدولة اللبنانية وتقديم الدعم للتركيبة السياسية الجديدة، لاسيما مع الجانبين الاسرائيلي والسوري انطلاقا من ضرورة ترسيم الحدود الجنوبية أو الشمالية الشرقية مع سوريا، وهذا الامر كرره ماكرون على مسمع الرئيس السوري أحمد الشرع في لقائهما قبل أيام، حيث شدد على ضرورة أن تبادر السلطات السورية الى التعاون مع السلطات اللبنانية من أجل ضبط الحدود ومنع أي اشتباكات بين الطرفين، مشيدا بدور الجيش اللبناني الذي حافظ في الفترة الاخيرة على وحدة لبنان ويُبادر اليوم في أكثر من اتجاه لتجنيب لبنان أي صراع داخلي. أما تواصل ماكرون مع اسرائيل فيركز أيضا على ضرورة تنفيذ القرار 1701 والانسحاب من النقاط التي احتلتها تل أبيب بعد الحرب الاخيرة اضافة الى ترسيم الحدود البرية واعطاء الدور الاكبر للجيش اللبناني الى جانب قوات اليونيفيل.

وفي الداخل اللبناني تسعى الدبلوماسية الفرنسية الى محاورة جميع الاطراف انطلاقا من حرص باريس على تجنيب لبنان المزيد من الانقسامات، كما تلعب دورا بارزا في دعم العهد والحكومة السلامية عبر تسهيل التواصل مع الصناديق الدولية لدعم خطة الانقاذ في لبنان وتوظيف الامكانات ضمن الاطر المتاحة، من أجل الاقلاع بخطة صندوق النقد الدولي التي توفر مناخا مؤاتيا لمؤتمرات دولية تعمل باريس عليها من أجل توظيف الدعم المالي للبنان.

علاء الخوري