من سوريا سينطلق التقسيم؟

انطلاقاً مما بدأ يظهر في سوريا منذ أن سقط نظام بشار الأسد، يتداول الخبراء 3 سيناريوهات مستقبلية تبرز في بعضها هواجس التقسيم أو إعادة«تشكيل الجغرافيا السياسية »، للمرّة الأولى بهذا المقدار من الجدّية. والسيناريوهات هي الآتية:

-1 إعادة ترتيب الوضع السوري من خلال تسويات كبرى، برعاية إقليمية ودولية.
« -2 التقسيم الناعم والواقعي ». ووفق هذا السيناريو، تترسخ مناطق النفوذ.

-3 الدخول في مرحلة تفكيك حقيقية. ووفق هذا السيناريو تنفجر المواجهات بتداخلات إقليمية مباشرة، إسرائيلية - تركية – إيرانية.
ولكن، حتى اليوم، هناك تباين أميركي- إسرائيلي إزاء خيار الوصول إلىالتقسيم الرسمي. فالولايات المتحدة تدعم وحدة سوريا والعراق، ولو شكلاً، خوفاًمن فراغ يؤدي إلى فوضى تستغلها إيران وتركيا. وأما إسرائيل، فلا تخفي ترحيبها بتفكّك الدولتين لإضعافهما وبروز دويلات طائفية أو إثنية.

والأفكار التقسيمية المتداولة لسوريا والعراق معروفة عموماً. وهي تتوزع كالآتي:
-1 كردستان، وتشمل العراق وسوريا، وتمتد إلى تركيا وإيران.

-2 دولة سنّية في العراق تشمل محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى.
-3 دولة شيعية في جنوب العراق.
-4 دولة سنّية في سوريا. والبعض يتحدث عن دولتين، إحداهما تقع تحت تأثير تركيا.
-5 دولة علوية في الساحل السوري. وثمة من يعتقد أنّ الفكرة تحظى بدعم روسيا ضمناً.

-6 دولة درزية في محافظة السويداء. وملامحها تتبلور بدعم إسرائيلي مباشر.
مسار هذه السيناريوهات يبقى حتى اليوم غامضاً. لكن بعض المحللين يعتقد أنّ التحولات التي ستُقبل عليها المنطقة ستبلورها الحروب الإسرائيلية في دول الشرق الأوسط، من غزة والضفة الغربية إلى لبنان وسوريا واليمن، وربما ساحات أخرى متعددة. وفي أي حال، يبدو حتمياً أنّ الشرق الأوسط لن يبقى كما كان، واحتمالات التقسيم فيه لم تعد ضعيفة. وعندما يبدأ التفسخ في سوريا والعراق، فمن الحتمي التفكير في الانعكاسات المؤكّدة على لبنان وكل الكيانات التي رسمها الثنائي سايكس وبيكو ذات يوم، قبل أكثر من 100 عام.

طوني عيسى -" الجمهورية"