ما سرّ تدخل إسرائيل لدعم دروز سوريا؟

يثير التدخل الإسرائيلي اللافت لدعم الدروز في سوريا تساؤلات عن أسباب اهتمام تل أبيب بحماية هذه الطائفة وحرصها على مراقبة الوضع عن كثب، مع تصاعد التوتر في مناطق درزية في ريف دمشق.

وذهب خبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى القول إن إسرائيل تخطط لإنشاء دويلة درزية تحمي مجالها الحيوي مع سوريا.

وبعد ساعات من مواجهات مسلحة بين قوى وُصفت بـ"المتطرفة" وأخرى درزية في ريف دمشق، هاجم مسؤولون إسرائيليون، على المستويين السياسي والأمني، سوريا.

وقال خبير الشؤون الإقليمية اللواء وائل ربيع إن إسرائيل ترفض تفويت الفرصة لإحداث التغييرات الجيوسياسية التي يتحدث عنها رئيس وزرائها دائمًا خلال الفترة الأخيرة.

وأشار إلى أن ملابسات المواجهات هذه المرة كان دافعها "فتنة دينية مكشوفة"، وفق وصفه، تزامنًا مع الأعياد الدرزية التي أحياها حوالي 650 رجل دين درزيًا في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل.

ورأى أن هذه التطورات تؤكد أن هناك على الأرض من يريد تسريع وتيرة الأحداث، في مقابل محاولات أخرى لإقرار مشروع مقابل.

وذكر ربيع أن الرئيس السوري أحمد الشرع يحاول الدفع مع الغرب للتهدئة والسيطرة على المواجهات العرقية والمذهبية، لكنه لا يستطيع التحكم في كثير من المناطق، ومنها ما يقع بالقرب من العاصمة نفسها، كما أن محاولاته لرفض تقسيم سوريا لا ترضي الكثيرين بما في ذلك إسرائيل.

ولفت ربيع إلى أن الشرع يتعرض الآن لضغط الرد، وإن إسرائيل تؤكد أنها لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة التهديد الذي يواجهه المجتمع الدرزي في سوريا.

ومن ناحيته يرى خبير الشؤون الإسرائيلية، الدكتور حسن علي، أنه من غير المعتاد أن يصدر بيان ثنائي من مكتبي رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيليين، وهذا يعني أننا ندخل مرحلة جديدة.

وذكر علي في تصريح لـ"إرم نيوز" أن الربط الإسرائيلي بين التحرك للدفاع عن الطائفة الدرزية في سوريا، وتكريم القتلى الدروز في الجيش الإسرائيلي، رسالة إسرائيلية واضحة لما هو قادم من "دويلة درزية" تخطط لها إسرائيل، وفق تعبيره.

وأشار إلى عبارة جاءت في البيان الإسرائيلي، وهي: "إننا نفي بالتزاماتنا تجاه الدروز وتجاه إخوانهم عبر الحدود."

وإلى جانب الهجوم العسكري، انتهى البيان الإسرائيلي بتهديد صريح للنظام السوري، بقوله إن إسرائيل تتوقع من سوريا أن تتحمل المسؤولية، وإلا فإنها ستضطر إلى التحرك مرة أخرى.

وعلق الإعلام العبري بالقول إن البيان الإسرائيلي الاستثنائي يؤكد على العلاقة الوثيقة بين الدروز في إسرائيل و"إخوانهم" في سوريا.

ويبرر الإسرائيليون موقفهم بأن روابطهم مع الدروز مبنية على العائلة والتقاليد والمصير المشترك.