محليات

الخيار الثّالث مُعطّل... عقدٌ خفية ومقاربة المجهول

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مع دخول الشغور الرئاسي شهره الثاني عشر، تغيب المبادرات والمحاولات كما الجلسات النيابية لانتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية، وتقف الساحة السياسية أمام حلقة جديدة من الإنتظارات في الوقت الضائع، بحيث أنه ما من ملامح تدعو للتفاؤل، بعدما غرقت الأطراف الداخلية في مستنقع السجالات والإتهامات بالتعطيل، وانسحبت المبادرة الفرنسية بنسختها الأولى، والتي قد تعود مجدداً بنسخة جديدة، وربما تندمج مع الحراك القطري الذي ما زال غير مكتملٍ حتى الساعة.

وإذا كان الخارج قد اجتمع على خارطة طريق واحدة تجاه أزمة الشغور الرئاسي، فإن معلومات مستقاة من زوار عاصمة خليجية، تكشف بأن المقاربة الخارجية إلى "معضلة" الرئاسة في لبنان، هي مقاربة للمجهول، حيث ما من عوامل أو أسباب واضحة ومقنعة تبرِّر عجز المجلس النيابي عن انتخاب الرئيس.

وبالتالي، فإن عِقَداً خفية لم تظهر بعد إلى العلن، ما زالت تتحكم بمسار هذا الإستحقاق، وهي المسؤولة عن سقوط المبادرات، الواحدة تلو الأخرى، وصولاً إلى استدراج بحثٍ في النظام السياسي، في ظل انتقال الأزمة الرئاسية إلى أزمة نظام ودستور، وبالتالي خروج عملية انتخاب الرئيس من ساحة النجمة إلى مكانٍ آخر، وهو طرح نقاشٍ طائفي بامتياز على مستوى الداخل وبغطاء خارجي، وتحديداً إقليمي.

والواقع بحسب زوار العاصمة الخليجية، أن لا منافسة بين الموفدين الديبلوماسيين إلى بيروت، بل تعاون وتزخيم للمبادرة التي ترعاها اللجنة الخماسية لحثّ النواب على "حلحلة" العقدة الرئيسية التي لا تزال تحول دون أن يبصر أي حلٍ النور.

وبمعزلٍ عن الجهة التي ستقدِّم نفسها على أنها تمتلك مفتاح الحل الرئاسي، فإن الأجواء في العاصمة الخليجية المعنية، تشير إلى فراغٍ وعجز عن وضع حدٍ لاستمرار الشغور الرئاسي، طالما أن المحاولات الخارجية تصطدم دائماً بلائحة أولويات ومطالب وشروط، وضعتها الأطراف الداخلية على الطاولة، لكنها لم تقنع أي موفدٍ من اللجنة الخماسية، على الأقل حتى الساعة.

لذلك، فإن أي تسوية أو نقاش أو حوار يطرحه موفدو "الخماسية" لانتخاب رئيس تحت عنوان "الخيار الثالث" من خارج الإنقسامات السياسية، يصطدم بحائط مسدود، ولا يبدو أن المعطيات المحلية، تزكّي السيناريوهات المتفائلة التي تردّدت أخيراً، بل على عكس ذلك، فإن تقاطع الوساطتين الفرنسية والقطرية، قد استدرج "تصلّباً" من أفرقاء الداخل، ما يُلغي أي إمكانية لإحداث خرق في الملف الرئاسي، ويفتح الإستحقاق على واقع الإنتظار والمجهول، وباختصار "العتمة الشاملة".

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا