الدوحة تُهدّد الطائف… و"الأمني" يُزعج قائد الجيش
في السباق بين الدول الخمس المهتمة بالشأن اللبناني تحت إسم "اللقاء الخماسي"، تظهر دولة قطر متقدمة على شركائها فرنسا وأميركا والمملكة العربية السعودية ومصر.
ذهب بعض المحللين والمتابعين لما يجري في كواليس اللقاء المذكور، إلى اعتبار المبادرة القطرية بمثابة الفرصة الأخيرة، بينما يعتبر آخرون أن قطر وقعت بما وقعت به فرنسا قبلها.
الفرق بين قطر وفرنسا، هو أن الأولى اتّبعت تكتيكاً عنوانه عدم التمترس وراء مرشّح محدد وهو قائد الجيش العماد جوزف عون، وأبدت مرونةً في الذهاب نحو خيار آخر، بينما فرنسا قادت مبادرتها بتبنّي رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، المرفوض من عدة أطراف لبنانية دون النظر في أسماء أخرى ما أدى إلى سقوط مبادرتها.
وبما أن قطر تتصدّر المشهد السياسي في لبنان اليوم، ليس واضحاً حتى اللحظة، ما إذا كانت الدوحة تتفرّد بصياغتها الحل اللبناني، وما إذا كانت على تنسيقٍ دائم مع المملكة العربية السعودية، في ظل تباينات واضحة ظهرت بين الدول الخمس، إذ لكل منهم رؤيته الخاصة ومصالحه التي تختلف بين دولة أخرى.
من هنا، لا بدّ من العودة إلى العام 2008 والدور الذي قامت به دولة قطر بدعوة القادة اللبنانيين إلى الدوحة حيث جرى التوافق على انتخاب الرئيس ميشال سليمان، إنما بتلازم مع تفاهمات تناولت ولو بصورة ضمنية، تعديلاً لبعض الأسس التي حددتها وثيقة الوفاق الوطني التي أُقرّت في الطائف (الثلث الضامن والوزير الملك وسواهما).
ويظهر أخيراً دخول قطري مباشر وقوي على الإستحقاق الرئاسي، مع أخبار يتمّ التداول فيها حول احتمال الدعوة إلى لقاءٍ مماثل لذاك الذي حصل في الـ 2008، مع إيحاء عن مسعى لتفاهمات قد تتناول بنوداً أخرى من وثيقة الطائف، والعمل على إقرارها أيضاً بشكل ضمني في إطار الإستحقاق الرئاسي المذكور وبمعرض المناقشات التي تتمّ بشأنه، بحيث تكون بالإعادة إفادة لمن يدير هذه المناقشات.
في السياق عينه، تسري أخبار حول تبدلٍ في الموقف القطري بشأن الإستحقاق الرئاسي حيث استبدلت قطر قائد الجيش العماد جوزف عون، بمدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء الياس بيسري، مع إيحاءٍ بأن الثنائي الشيعي وتحديداً الرئيس نبيه بري يقبل به، وهو غير مستغرب، لأن برّي كان الداعم الأول لتولّي البيسري الإنابة كمدير للأمن العام نظراً للعلاقة الوطيدة بآل المر، وخصوصاً أن الغاية الأساس لدى برّي كانت عدم التمديد للمدير السابق اللواء عباس ابراهيم.
بناءً عليه، لا بدّ من طرح تساؤلات هامة، هل الدوحة أضحت البديل عن الطائف، وهل المرشح الأمني أصبح البديل عن العسكري؟ لا سيّما أنه بعد مجيء الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني إلى لبنان، لوحظ تحرك واضح من اللواء البيسري بإتجاه رئاسة الجمهورية، ما أثار حفيظة قائد الجيش الذي كان يعتبر نفسه المرشّح الأوحد على الطاولة القطرية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|