محليات

مصير العام الدراسي لطلاب مخيم عين الحلوة مهدد

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

 مع بدء العدّ العكسيّ لانطلاق العام الدراسيّ العتيد 2023 – 2024، تعود النقاشات حول السّياسات المعتمدة لضمان حقّ التّعليم لكافة المقيمين في لبنان؛ إلا أنّه، ومع تصاعد وتيرة الاشتباكات في مخيم عين الحلوة، التّي أسفرت عن نزوح نحو نصف سكّانه أو أقلّ بقليل، تبرز بعض المخاوف من إمكانيّة هدر هذا الحقّ، عبر حرمان جيلٍ بأكمله من استئناف تعليمه الأساسيّ لهذا العام، إذعانًا لواقع القلاقل الأمنيّة، وخطر الاقتتال، مجدّدًا.

يضاف إلى ذلك احتلال بعض المدارس التابعة للأونروا،  ناهيك بالأحاديث التّي تروج عن تفشي أمراض وبائيّة في مراكز الإيواء المؤقتة للنازحين، والناجمة عن حال التّململ والتّشتت في العمل الإنسانيّ وفقدان الموارد الأساسيّة لتوفير العنايّة اللائقة والمؤقتة لهم، لحين التّثبت من مصيرهم المرتبط إلى حد بعيد بمصير الهدنة.

نازحو عين الحلوة
إلى الآن لا أرقام أو إحصاءات دقيقة، عن أعداد النازحين من المخيم ، الذي يأوي حوالي 80 ألف شخص، حسب الأرقام المتداولة ولا عن جنسياتهم وبينهم فلسطينيون، طبعاً، وسوريون ولبنانيون.

منذ بداية الاشتباكات، منتصف تموز الماضي حتّى تاريخ إعلان الهدنة، عادت حركة النزوح لتتصدّر المشهديّة العامة، بحيث اضطر النازحون لشغل المدارس التّابعة للأونروا في صيدا والتّي يبلغ عددها سّتة، ثلاثة منها على تخوم عين الحلوة. وقد نزح بعضهم نحو البلدات المحاذيّة، أو مركز "سبلين" التّابع للأونروا شماليّ صيدا. بعد دمار بيوت شطر واسع منهم، في المخيم.

هل من عودة للتعليم؟
وعليه، يبدو ملّحًا التساؤل، هل سيتمكن أطفال المخيم من العودة للتعليم بعد كل ذلك؟

أشارت تقديرات وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم "الأونروا"، أن هناك ثمانية مدارس تابعة لها، قد لحقها الضرر جراء الاقتتال والقذائف واحتلال الفصائل المُسلّحة لها، فيما استبعدت الأونروا إمكانيّة تشغيلها فورًا، نظرًا لحاجتها للإصلاح وإعادة التّرميم والتّأهيل الذي سيستغرق حتمًا وقتًا طويلاً لتصير المدارس الثمانية (مسجل فيها 5900 تلميذ) جاهزة لاستقبال الطلاب.

 أما المدارس الستة التّابعة لها في صيدا فيشغلها النازحون فيما خُصصت واحدة منها لاستعمالات طبيّة، وكعيادة لاستقبال النازحين. وفي ظلّ غياب أي أفق واضح لمصير النازحين ومساكنهم المؤقتة وامكانية عودتهم إلى المخيم، حاليًا، فستبقى هذه المدارس غير مؤهلة لاستقبال الطلاب النازحين والمنكوبين أساسًا، بداية تشرين الأول المقبل.

تُشير مصادر في الأونروا لـ"المدن" أنها في طور اتخاذ تدابير أوليّة، لاستيعاب ما يناهز ثلاثة آلاف طالب، في مراكز محاذيّة للمخيم، لحين استتباب الوضع الأمنيّ والتّأكد من سلامة الطلاب وذويهم. فيما قد تحتاج الأونروا لمراكز ومبانٍ مؤقتة، ولا يزال العمل جارياً في هذا السّياق. فيما استبعدت المصادر، عودة الطلاب إلى التّعليم في تشرين الأول، أسوةً بباقي المدارس اللّبنانيّة.

أطفال عين الحلوة
"ابني قد أخذ إفادة البريفيه هذا الصيف، وكان متحمسًا لاستكمال دراسته في الثّانويّة العامة، ويطمح للدخول إلى الجامعة والحصول على شهادة في الهندسة. لكن كل أحلامه تبخرت اليوم، بات لا يُطيق الحديث عن التّعليم، وعازماً على التّوقف عنه، فيما شغله الشّاغل متابعة تفاصيل الاشتباكات، للاطمئنان على مصير بعض أصدقائه الذين بقوا في المخيم. لا أريد أن يتحول ابني من فتى مُجتهد وناجح، لشخصٍ غير متعلم، لكن المستقبل الآن مبهم، ولا أملك الرفاهيّة لأثنيه عن عزمه، كلانا يجلس هنا في هذا المركز حتّى اشعارٍ آخر". تُشير أم أحمد، النازحة الفلسطينيّة من مخيم عين الحلوة، والمستقرة مؤقتًا في جامع "الموصلي".

ففي جولتها الميدانيّة على مخيم عين الحلوة ومراكز الإيواء المؤقتة (راجع "المدن")، تحدثت "المدن" مع عددٍ من الأهالي والأطفال المُسجلين في مدارس الأونروا، واستفسرت عن مصير العام الدراسيّ المقبل لهؤلاء. وقد قوبلت الأسئلة بفتور وسط ضبابيّة الواقع والمستقبل القريب ومعظمهم منهمك بمصير بيوتهم وممتلكاتهم (وبعضهم حتّى بمصير أبنائهم الذكور وأزواجهم، كأولويّة راهنة، وياتي التّفكير بمصير التّعليم لاحقا، فيما عبّر رهطٌ منهم عن تخوفه من حرمان الأطفال لحقّهم في التّعليم، وبالتّالي تفشي آفة الأميّة في صفوفهم، ما يؤدي بدوره لانحرافاتٍ اجتماعيّة، يخافها أساسًا هؤلاء اللاجئين.

هذا فضلاً عن التّخوف من تأجيل بداية العام الأكاديميّ في الجامعة اللّبنانيّة فرع صيدا، بحيث أن فرع الجامعة محاذٍ وقريب من المخيم، وبالتّالي فإن مصير الجامعة من مصير المخيم.

الوضع الصحيّ
وعلى صعيد مواز، وفي جولة "المدن" بدا الوضع الصحي مقلقاَ. وقد أكدّت الفرق الطبيّة الميدانيّة على انتشار بعض أنواع الإنفلونزا الخفيفة بين الأطفال. وقد فاقم الوضع الصحي، قلّة الموارد والمساعدات الإنسانيّة والنقص في الغذاء ببعض المراكز غير التّابعة للأونروا، . وأشارت عدّة سيدات من توجسهن من بعض الأمراض التّي تتعلق بالالتهابات البوليّة والجلديّة، خصوصًا أن بعض مراكز الإيواء التّي يشغلها مئات النازحين، يتوافر فيها حمامٌ واحد أو حمامان، فيما صرّحت أخريات عن انتشار الفطريات والالتهابات وقمل الرأس، الذي بدأ بالانتشار بين الأطفال.

وقد تواصلت "المدن" مع الفرق الطبيّة التّابعة لكل من الأونروا وأطباء بلا حدود، وأكدّت أنها تتابع مع كافة القيمين على مراكز الإيواء، أوضاع النازحين، وأنها نشرت فرقها الطبيّة على امتداد هذه المراكز. وستصدر تقاريرها في وقت قريب.

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا