الصحافة

أورتاغوس إلى الجنوب الأحد...دعوة "حزب الله" السعودية لـ "صفحة جديدة" تَشاطُر أم... تَحَوُّل؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عزّزتْ التطورات المتلاحقة في لبنان، خصوصاً استعادة إسرائيل وتيرة الاستهدافات التصاعدية في منطقة الجنوب بالتوازي مع «يوميات» الاغتيال لكوادر من «حزب الله»، أهمية الإطلالة «الأممية» الأولى المرتقبة لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من نيويورك التي انتقل إليها للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وفيما غادر عون أمس ترافقه اللبنانية الأولى السيدة نعمت، حيث سيلقي، بحسب المكتب الإعلامي للقصر الجمهوري كلمة لبنان «كما يَعقد سلسلة لقاءات واجتماعات مع مسؤولين من مختلف الدول تتعلق بالوضع في لبنان والأوضاع التي تشهدها المنطقة والتي تطول تأثيراتها كل دول الشرق الأوسط والدول الغربية»، فإن هذه المحطة اكتسبتْ دلالات أكثر أهمية في ضوء ارتفاع المخاطر في «بلاد الأرز» وعليها بعد ثبوت اصطدامِ قرار بيروت بسَحْب سلاح «حزب الله» بإصرارِ الأخير على أجندته وأولوياته، التي يرى خصومه أنها تتماهى مع مقتضياتِ «معاودة تجميع القوى» التي تَعتمدها إيران بعد ضمور محورها في ضوء نتائج «طوفان الأقصى» على أذرعها، ولا سيما الحزب وصولاً لانتقالِ «كرة النار» إلى عمقها في «حرب الـ 12» يوماً الإسرائيلية - الأميركية عليها.

وفي حين تستعدّ طهران لأسبوع يُتوقّع أن يَشهد معاودة تفعيل العقوبات الاقتصادية الأممية عليها (في 28 الجاري) ما لم يتم التوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة وسط رهان على اتصالات رفيعة على هامش اجتماعات الجمعية العامة، فإنّ لبنان سيبقى في الأيام الطالعة عيْناً على نيويورك وأخرى على ضَغْطِ تل أبيب المتصاعد «على زنادِ» الضرباتِ المتواليةِ لحزب الله وفي نَسَقٍ يَشي بأنه يحمل إشاراتِ مزدوجة:

أوّلها اعتراضية على مسار سحْب السلاح و«تبطيئه» من الحكومة على إيقاع خطةِ الجيش التي حُصرت حتى نهاية ديسمبر في جنوب الليطاني.

وثانيها «تحفيزية» للدولة اللبنانية للإسراع في هذه المَهمة التي «تُواكِبها» إسرائيل بالنار وتأكيد أنها غير معنية بمخاوف بيروت ومعادلاتها التي تحاول المواءمة بين ضرورات صون السلم الأهلي وبين محاكاة الرغبة الخارجية في حصر السلاح بيد الدولة كمدخل لعودة «بلاد الأرز» من الباب العريض إلى خريطة الاهتمام العربي – الدولي الذي يُترجم دعماً متعدد البُعد.

وإذ سيخيّم التسخينُ الإسرائيلي على فاعليات الذكرى الأولى لاغتيال الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله وخلَفه هاشم الصفي الدين التي تنطلق يوم الخميس، وسط دعوة الحزب إلى المشاركة في الحفل المركزي الذي يقام عصر السبت في كل من الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع، من دون أن يُعرف هل سيُبْقي على المحطة التي تحوّلت إشكالية والمتمثلة في إضاءة صخرة الروشة (في 25 الجاري) بصورتيْ نصرالله وصفي الدين بعد اعتراضٍ عارم من نواب وقوى سياسية على خصومه معه، فإنّ بيروت انهمكتْ أمس بمسألتين:

* الأولى الزيارة المرتقبة للموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس لبيروت اليوم حيث ستشارك في اجتماع «الآلية» (الميكانيزم) المولجة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل (27 نوفمبر) واستطراداً متابعة عملية تنفيذ الجيش اللبناني خطّته لسحْب سلاح «حزب الله»، في ظل رَصْدِ هل ستكون هذه الزيارة كفيلة بتخفيفِ اندفاعة إسرائيل النارية أم أن تل أبيب ستمضي في «النأي بنفسها» عن «السرعة اللبنانية» في تفكيك ترسانة الحزب وتُعْلي إيقاعَها الذي يُخشى أن يستجرّ «مفاجآتٍ متوهّجةً» في التوقيت الذي تختاره.

* والثانية اللقاءاتُ التي يَعقدها الموفد السعودي يزيد بن فرحان في بيروت التي وصل إليها الجمعة، حيث التقى عون عشية مغادرته إلى نيويورك.

وفي حين كُشف أن يزيد بن فرحان التقى في مقر السفارة السعودية في اليرزة المعاون السياسي لرئيس البرلمان النائب علي حسن خليل، حيث عقد لقاء مطوّل جرى فيه بحث مختلف العناوين السياسية، وسط تقارير عن أنه تخلّله ايضاً اتصال بالرئيس نبيه بري، فإنّ جدول لقاءات الموفد السعودي يشتمل بحسب معلومات على محطتين مع كل من رئيس الوزراء نواف سلام ورئيس الحكومة السابق تمام سلام، إضافة الى العديد من السفراء الشخصيات السياسية.

مواقف قاسم

وكان بارزاً أن محطة يزيد بن فرحان، وهو المكلف الملف اللبناني في الخارجية السعودية والتي أفيد أنها تتّسم بإيجابيةٍ ورغبةٍ في دعم بيروت على صعيد «العبور الآمِن» من نفق الأزمات والتحديات، سَبَقَها موقف للأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم ظاهِرُه تهْدويّ تجاه المملكة التي دعاها إلى «فتْح صفحة جديدة مع المقاومة» ولكن جوهره وفق خصوم الحزب ينمّ عن «سوء فهْم» للتحولاتِ العميقة في واقعه بعد «حرب لبنان الثالثة» كما المتغيرات الجيو - سياسية في الإقليم والأهمّ أنه يَعكس إما «سوء قراءة» وإما «تَعَمُّد» إساءة قراءة مجمل مقاربة الرياض للوضع في «بلاد الأرز» وللتطورات في المنطقة.

وتقاطعتْ تقارير في بيروت عند أن رسائل قاسم «لم تَلْقَ صدى» عند مَن يعنيهم الأمر، وسط نَقْلِ قناة «LBCI» عن مصادر أن «المملكة حريصة على استقرار لبنان وازدهاره، وهي تتعامل معه من منطلق دولة إلى دولة»، بالتوازي مع ما أوردتْه «سكاي نيوز عربية» عن مصادر مطلعة على الموقف السعودي من أنه «إذا كان حزب الله جدياً بشأن فتح صفحة جديدة مع المملكة فعليه أن يلتزم بقرارات الدولة اللبنانية» و«أن العلاقة هي من دولة إلى دولة».

ورأت مصادر على خصومة مع الحزب أن جوهر موقف قاسم كما الشكل الذي اتخذه، يؤشر من زاوية إلى أن الحزب يضع نفسه بمصاف الدولة، كي يتوجّه إلى دولة أخرى، وهنا السعودية، كي «تفتح صفحة جديدة مع المقاومة»، كما يَعكس من جهة أخرى اعتمالَ حالِ «الإنكار» للمتغيرات في الداخل والخارج وصولاً إلى «اشتراط» الأمين العام أن تكون الصفحة الجديدة على قاعدة حوار مع المملكة حدّد مرتكزاته الـ 6 التي حملتْ إحداها «امتحاناً» للرياض تحت عنوان «حوار مبني على أن إسرائيل هي العدو، وليست المقاومة»، ناهيك عن تمسُّكٍ ثابت برفْض تسليمِ السلاح واعتبار المقاومة حاجة أكبر في ضوء العدوان الاسرائيلي على قطر «فما بعد ضربة قطر ليس كما قبْلها».

ورأت أن الحزب يَعتقد في ضوء الاعتداء السافر من إسرائيل على قطر وتشظياته متعددة الاتجاه، أن بالإمكانِ الخروج من عزلته وتوظيف التشدد العربي - الخليجي خصوصاً تجاه تل أبيب كـ «درعٍ» لحماية ما بقي من مشروعه الذي يشكّل في عمقه امتداداً لإيران، وسط وَهْمِ أن الدولَ الخليجية في وارد خوض حوارات حول عناوين ذات صلة بسيادة لبنان ودولته مع حزبٍ أياً يكن، أو أن المملكة بعد ما تعرّضتْ له الدوحة يمكن أن تعتمد ما هو أقلّ من خيارات «الدول المحورية في العالم» وفق ما عبّرت عنه اتفاقية الدفاع المشترك مع باكستان التي شكلت بكل المعايير تَطوّراً جيو- سياسياً تفهم إسرائيل مغزاه جيداً.

وكان قاسم، الذي حض «كل مَن في الداخل اللبناني، حتى الذين وصلت الخصومة بيننا وبينهم إلى ما يُقارب ‏العداء»، على «عدم تقديم خدمات لإسرائيل،‏ وألّا يكونوا خُدّاماً لإسرائيل، من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون»، اعتبر «أن ما قبل ضربة قطر يختلف عما بعدها لأن كل شيء انكشف وأصبح واضحاً»، مشدداً على أنّ «البعض جعلوا المقاومة عدواً و«اسرائيل»هي الصديق».

وقال «أدعو المملكة العربية السعودية إلى فتح صفحة جديدة مع المقاومة، ضمن الأسس الآتية:

أولاً: حوار يعالج الإشكالات، ويُجيب عن المخاوف، ويؤمِّن المصالح.

ثانياً: حوار مبني على أن إسرائيل هي العدو، وليست المقاومة.

ثالثاً: حوار يُجمِّد الخلافات التي مرت في الماضي، على الأقل في هذه المرحلة الاستثنائية، من أجل أن نتوجّه ‏لمواجهة إسرائيل ‏ولجمها.

رابعاً: نؤكد لكم أن سلاح المقاومة وجهته العدو الإسرائيلي، وليس لبنان، ولا السعودية، ولا أي مكان، ولا أي ‏جهة في العالم، وهذا بالتجربة العملية، ونحن مستمرون على هذا النهج.

خامساً: إن الضغط على المقاومة هو ربح صافٍ لإسرائيل، وعندما لا تكون المقاومة موجودة، فهذا يعني أن ‏الدور سيأتي على الدول.

سادساً: حتى المقاومة في فلسطين هي جزء من هذه المقاومة، التي تعتبر سداً منيعاً أمام التوسع الإسرائيلي، ‏حتى لا يعود أحد يقول: علاقاتكم كيف؟ وأنتم تقتربون ولا تبتعدون؟ هناك مَن يريد أن يقترب، وهناك من يريد ‏أن يبتعد، هذا على المكشوف وعلناً، نحن ندعو إلى تصفية العلاقات، وإلى أن نكون معاً على قاعدة أن العدو ‏هو إسرائيل، ولسنا أعداء، حتى ولو اختلفنا في مرحلة من المراحل». 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا