الصحافة

الحوثيون "شوكة عسكرية مؤلمة" في خاصرة إسرائيل

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أثبتت جماعة "أنصار اللّه" الحوثية أنها لا تزال "شوكة عسكرية مؤلمة" في خاصرة إسرائيل التي تتلقى وتتصدّى بصورة نمطية، منذ ما يقارب السنتين، لمسيّرات وصواريخ يطلقها الحوثيون من اليمن في اتجاه أراضيها "نصرة لقطاع غزة"، الواقع تحت نيران أعتى الحروب الإسرائيلية غير المتكافئة. وبيّنت مجريات الأحداث أن الدولة العبرية التي حققت إنجازات كبيرة في مواجهة رأس "الأخطبوط الإيراني"، وأذرعه المتعدّدة في المنطقة، أخفقت حتى الآن في وضع حدّ نهائي لـ "الذراع الحوثية"، وفي تحقيق حسم استراتيجي على الجماعة التي تدين بالولاء المطلق لنظام الملالي.

الضربات الجوية الإسرائيلية الواسعة النطاق ضدّ الأهداف الحوثية العسكرية والمدنية، والتي نجحت في اصطياد رؤوس حوثية كبيرة، كانت مؤلمة بلا شك للجماعة، إلّا أنها ليست كافية حتى الآن لحسم المعركة بصورة نهائية، ولم تحدّ بصورة كبيرة من قدرة الحوثيين على إرسال المسيّرات والصواريخ بشكل شبه يومي إلى العمق الإسرائيليّ، ولكلّ مسيّرة أو صاروخ يُطلق من اليمن ويخترق الأجواء الإسرائيلية، أثر معنوي واستراتيجي واقتصادي كبير، وإن لم يتسبّب في غالب الأحيان في سقوط قتلى أو جرحى، أو في إحداث دمار كبير يضاهي ما يمكن أن يحدثه أي قصف إسرائيلي.

وبحسب "السردية الحوثية الممانِعة" يكفي أن يهرع الإسرائيليون إلى الملاجئ فور إطلاق صفارات الإنذار تحذيرًا من صواريخ حوثية آتية، وأن يتدافعوا في طريقهم إلى الأماكن الآمنة، ويكفي كذلك أن تُشلّ الحركة الجوّية في بعض المطارات، لإثبات قدرة الحوثيين على تحدّي إسرائيل، وألّا تعود الدولة العبرية الملاذ الآمن الذي يقصده يهود العالم، بل أن يتعاظم الحديث عن هجرة عكسية من الدولة اليهودية وليس إليها، بعد هجمات 7 أكتوبر.

لا ريب في أن إسرائيل تمتلك منظومة دفاع جوي متطوّرة ومعزَّزة أميركيًا، ومكوّنة من ثلاث طبقات تحاكي أنواع الصواريخ والمقذوفات التي تُطلق في اتجاهها، إلّا أن هذه المنظومة تظهر نقاط ضعف حقيقية أحيانًا، عندما تخترق المسيّرات الأجواء الإسرائيلية وتصل إلى أهدافها في عمق الدولة العبرية. وفي هذا السياق، يرى المراقبون في تل أبيب أن التحدّيات الحالية تتجاوز كونها مجرّد مواجهة هجمات فردية، ولا تندرج في سياق حروب تقليدية بين جيشين يسعيان إلى الانتصار في منطقة جغرافية محدّدة، بل أمست مرتبطة بعزلة إسرائيل الدولية بعد توقف دعم "العمّ سام" في البحر الأحمر، في أعقاب الاتفاق الذي أُبرم قبل أشهر لوقف الغارات الأميركية على اليمن، وتركَ تل أبيب "يتيمة" في مواجهة التهديد الحوثي، ما جعل التصدّي للأخطار الحوثية أمرًا عسيرًا ومعقدًا، في وقت تستغلّ فيه "أنصار الله" كلّ فرصة سانحة لإلحاق خسائر معنوية بإسرائيل، ولتهشيم صورة ردعها التي تآكلت أصلًا بعد عملية "طوفان الأقصى".

علاوةً على ذلك، يعتمد الحوثيون على موارد محلّية كبيرة، ويتمتعون بقدرة قتالية عالية، تسمح لهم بمواصلة تهديد الدولة العبرية، كما وتعزيز نفوذهم السياسي في الداخل اليمني. ويعتبر المراقبون أيضًا، أن الصعوبة بالنسبة إلى إسرائيل تكمن في عدم فهمها أهداف التنظيم وطبيعته، بمعنى أن الهجمات الحوثية لا تتبع "المنطق العسكري التقليدي" الذي يتمثل بالمواجهة المباشرة مع العدوّ، ما يترك فرضيات الردع الإسرائيلية محدودة الفعالية، حيث إن استهداف الموانئ ومحطات الطاقة واغتيال كبار قادة "المتمرّدين الحوثيين"، لم يؤثر بشكل جذري في قدرة الجماعة على مواصلة الهجمات، وهو ما يضاعف صعوبة التعامل معها.

وتبقى فرضية الهجوم البرّي الإسرائيلي على مناطق الحوثيين في اليمن مستبعدة، لا بل شبه مستحيلة، نظرًا إلى المسافة الجغرافية الكبيرة الفاصلة بين البلدين، والكلفة العسكرية والمادية واللوجستية الباهظة التي تتطلّبها أي عملية من هذا القبيل، ولا يغيب عن بال صنّاع القرار في تل أبيب، أن لليمنيين باعًا طويلًا في مقارعة الجيوش الغريبة في بلاد مترامية الأطراف، وذات تضاريس وعرة، لطالما وقفت عبر التاريخ سدًّا منيعًا في وجه الجيوش الغازية.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا