ذكر لبنان ضمن اتصال أجنبي يُصبح حدثاً في بلادنا... زمن القحط اللبناني الكبير

تمضي الأيام اللبنانية في زمن القحط السياسي والاقتصادي والمؤسساتي والقضائي والإصلاحي. ومن أبرز الأدلة على زمن القحط هذا، هو أن ورود لبنان ضمن اتصال بين شخصيتَيْن أميركية وأوروبية، أو أميركية وخليجية، أو أوروبية وخليجية، أو خليجية - خليجية... يُصبح حدثاً مهمّاً في بلادنا، ومسألة ذات أهمية كبرى، ودليلاً على أن بلدنا لا يزال موجوداً.

متفرّج سلبي

مؤسف طبعاً أن ينخفض مستوى لبنان الى هذا الحدّ، وأن يُختَصَر بجانب من اتصالات خارجية، في وقت أن الداخل لا يُزعج نفسه سوى بانتظار نتائج تلك الاتصالات كالمتفرّج السلبي، لا أكثر.

ومؤسف طبعاً أنه في أوان العمل الكثير، تبدو أكبر وأعلى الأصوات المحلية، أقرب الى من يراقب ويحلّل ويعتقد ويظنّ... لا أكثر.

توازن بين الجميع

رأى مصدر سياسي أن "لبنان قادم الى توازن بين كافّة المكونات فيه. فهو قد لا يتأثّر كثيراً الآن بما يجري في المنطقة، نظراً الى أن الفريق الذي كان ينخرط بالمشاكل والصراعات الإقليمية سابقاً، لا سيما في سوريا، لم يَعُد قادراً على اتّخاذ مبادرات من هذا النوع الآن".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "لا وجود اليوم أيضاً لقوى سوريّة تريد دخول لبنان، ولا لقوى محلية تعمل على صدّها، ولا على الانتقال الى داخل سوريا لمحاربتها. وهذا سبب رئيسي لعدم تأثّر لبنان كثيراً بما يحدث في سوريا. فخريطة القوى اللبنانية تغيّرت، الى جانب التغيير الذي طال سوريا أيضاً".

صعوبات تقنية

وشرح المصدر أن "التوازن الذي سيشهده لبنان بين كافة المكونات فيه، سيؤسّس لمرحلة جديدة. فكل الطوائف والمكونات المحلية ستشعر بأنها لم تَعُد ضعيفة، وبأنه لم يَعُد هناك طائفة مسلّحة وتتمتّع بفائض قوّة زائدة عن غيرها. وبالتالي، كل أنواع الصراعات الداخلية ستُخاض بالكلام والتصريحات والمواقف والخطوات السياسية مستقبلاً، فيما لا مصلحة لدى أي طرف لبناني داخلي بحصول أي تغيير جغرافي في البلد قريباً".

وختم:"صعوبة التغيير الجغرافي في لبنان تنبع من واقع رئيسي، وهو أنه لا يوجد أقاليم لبنانية مفروزة طائفياً ومذهبياً وحتى سياسياً بالكامل، ويمكن فصلها عن الباقين بسهولة. وبالتالي، التغيير الجغرافي ليس متاحاً أو سهلاً في لبنان حتى من الناحية التقنية".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"