الصحافة

اللقاء القاتل: جنبلاط - الأسد

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

نشر الدكتور هادي وهّاب قبل أشهر محضر الجلسة الأخيرة بين حافظ الأسد وكمال جنبلاط، والتي امتدّت لسبع ساعات، في 27 آذار، 1976 (العنوان: اللقاء القاتل. دار نوفل. 246 صفحة). لم ينف أيّ مرجع صحّة المحضر. ونظرًا لأهميّته، سأخصّص له سلسلة مقالات، بدءًا بجزء أوّل عن العلاقة بين سوريا الأسد والحركة الوطنيّة بزعامة كمال جنبلاط.

هناك سرديّة في لبنان مفادها أن السوريّين دخلوا إليه "على دماء كمال جنبلاط". سأضع جانبًا الظروف الداخليّة والخارجيّة التي رافقت الاجتياح السوري عام 1976، أي في العام السابق لاغتيال جنبلاط، وأكتفي بما ورد بالمحضر. توضح معلوماته ما يلي: أوّلًا، تدخّل الأسد في حرب لبنان سبق دخول جيشه إليه. ثانيًا، هذا التدخل صبّ أصلًا لمصلحة جنبلاط. ثالثًا، التقى جنبلاط بالأسد والأمل يحدوه بأن يحصل منه على المزيد من السلاح. اللقاء لم يكن بين عدوّين، بل بين حليفين يتفاوضان كي لا يفترقا.

طوال اللقاء، ذكّر حافظ الأسد كمال جنبلاط بما فعلته سوريا لدعمه بالحرب. قال الرئيس السوري لضيفه: "كنتم مضروبين، وجينا وأنقذناكم. ويومها ليلًا كانت الحركة الوطنيّة في سورية، ليلًا كانت في سورية واتخذنا قرارًا وغامرنا من أجل أن ننقذ الحركة الوطنيّة وأنتم ما كنتم في وضع تحسدون عليه" (صفحة 214). أضاف: "اتصلتم بنا للدخول. أنا لم أكن راغبًا بأن اصطدم بسليمان فرنجيّة...الحركة الوطنيّة والمسلمين، وكأنهّم في هزيمة عسكريّة...كان في إلحاح من قبلكم" (الصفحة 51). أضاف أيضًا: "نحن في وقت من الأوقات غامرنا عندما شفنا أن الأمور مستحيلة وأن الآخرين سيحققون نصرًا عسكريًّا" (صفحة 116). قال الأسد: "بصراحة ما في بارودة مرّت من خلال سورية أو تمرّ إلى الجانب الآخر. كلّ ما يمرّ هو للحركة الوطنيّة" (صفحة 112). واشتكى: "في كلّ مرّة كانت الحركة الوطنيّة راح تنهزم نحن كنا الذين نأتي وندعمها...لعبنا دورًا كبيرًا جدًّا في وصول الحركة الوطنيّة إلى هذا المستوى. ولكن أيضًا في أمور أخرى يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار. فهل هناك واحد في الدنيا له حليف ولا يراعيه؟ ما معقول ما نقدر نمون عليكم بكلمة" (صفحة 236).

ردود جنبلاط على الأسد لم تنف ما سبق، بل طلبت استمرار الدعم وصولًا لسحق الموارنة. في بداية المحضر، قال محسن دلّول لجنبلاط: "بدّك مصادر للسلاح. بدّك تفتح البحر". ردّ جنبلاط : "لا مش من البحر. من هنا" ( أي من سوريا. صفحة 73). هذا الردّ وحده ينسف نظريّة العداء بين جنبلاط والأسد لأن أحدًا لا ينتظر السلاح من عدوّه. اشتكى جنبلاط للأسد: "نـأخذ مأذونيّة من سورية حتى نجيب الأسلحة إلى آخره... وكان الوضع أنه نحن وإيّاكم والمقاومة كلّ ما نقول بدنا نضربهم ضربة قويّة يصير وقف إطلاق نار. ووقف إطلاق النار قوّاهم. ولو أكلوا ضربة قويّة من أوّل يوم أو ثالث يوم كنا خلصنا منهم بشهر" (صفحة 78). أضاف: "بس بينكسروا بيصير تحوّل. بدهم ضربة ماكنة. وبدنا معونتكم في هذا الأمر" (صفحة 136). كما ذكّر جنبلاط الأسد: "منذ ستة أو سبعة أشهر سيادتك كنت تقول لنا: إذا انكسرتم أنتم وفي خوف من هذا الشيء، أنا أدخل الجيش السوري بلباس مدني وأحارب معكم" (صفحة 113). قال جنبلاط: "بعض التأخير في وصول السلاح إلينا كنا نشعر أن فيه يد سورية من المخابرات تضغط على أبي عمّار لكي لا يسلّمنا سلاحًا". (صفحة 103). وتابع أن التضييق بمسألة السلاح لا يجوز "وخصوصًا مع كمال جنبلاط الذي مهما صار فهو صديق لسورية" (صفحة 105).

المحضر واضح. غير صحيح أن كمال جنبلاط رفض تدخل حافظ الأسد بالحرب اللبنانيّة. في البدء، هو أيّده، واستفاد منه. استطراد: الصورة الشائعة عن جنبلاط أنه تعامل مع الفلسطينيّين ضدّ أبناء بلاده غير منصفة. الحقيقة أنه تعامل ضدّهم مع الفلسطينيّين والأسد أيضًا.

هشام بو ناصيف - نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا