الحدود اللبنانية–السورية إلى الواجهة... مخطط إرهابي يُحبط قبل التنفيذ؟
"ما تقوله كلماتك عنك".. مؤشرات خفية على اضطرابات الشخصية
تشير أبحاث علمية حديثة إلى أن الكلمات التي يستخدمها الأفراد في حياتهم اليومية، سواء في الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني أو المحادثات العابرة أو التفاعلات عبر الإنترنت، قد تحمل مؤشرات خفية على أنماط تفكيرهم ومشاعرهم وعلاقاتهم بالآخرين، بل وقد تعكس في بعض الحالات سمات اضطراب في الشخصية.
ويؤكد باحثون وفقا لموقع "ساينس أليرت" أن لكل إنسان سمات شخصية طبيعية تتعلق بطريقة التفكير والشعور والسلوك، إلا أن هذه السمات قد تتحول إلى مصدر إشكال عندما تصبح جامدة أو مفرطة أو معيقة للحياة اليومية، وهو ما قد يؤدي إلى صعوبات مستمرة في العلاقات والصورة الذاتية والاستقرار العاطفي.
وفي الحالات الأكثر حدة، تظهر اضطرابات الشخصية المعروفة مثل اضطراب الشخصية النرجسية أو الحدّية أو المعادية للمجتمع.
اللغة بوصفها مرآة للحالة النفسية
لطالما لاحظ علماء النفس أن اللغة تكشف الكثير عن العالم الداخلي للفرد. فالأشخاص الذين يعانون ضغوطاً نفسية، على سبيل المثال، يميلون إلى استخدام لغة تركز على الذات وتتضمن مفردات ذات طابع عاطفي سلبي.
كما تشير دراسات إلى أن أصحاب السمات الشخصية الأكثر حدة يستخدمون لغة أكثر عدائية أو انفصالاً اجتماعياً، مع حضور أقل لمفردات تعكس الانتماء أو الشراكة.
ويرى الباحثون أن هذه الأنماط لا تكون في العادة مقصودة، بل تظهر تلقائياً لأن اللغة ترتبط بالانتباه والعاطفة وطريقة التفكير.
ومع تطور أدوات تحليل النصوص الحاسوبية، بات من الممكن رصد هذه الإشارات الدقيقة على نطاق واسع وبزمن قياسي.
نتائج دراسات متعددة
في سلسلة من الدراسات المعتمدة على التحليل الحاسوبي للنصوص، توصل فريق بحثي إلى وجود علاقة واضحة بين اضطراب الشخصية وأنماط لغوية محددة في التواصل اليومي.
ففي دراسة شملت أكثر من 500 مشارك، تبيّن أن الأفراد ذوي المستويات الأعلى من اضطراب الشخصية استخدموا لغة تتسم بالإلحاح والتركيز على الذات، إلى جانب مفردات عاطفية سلبية، مع حضور أقل لمصطلحات تعكس الحميمية أو القرب الاجتماعي.
وفي دراسة أخرى تناولت مقالات مكتوبة ومحادثات بين أزواج، لوحظ أن الأشخاص الذين يعانون اضطرابات في الشخصية عبّروا عن مشاعر سلبية بصورة أكثر كثافة واتساعاً، حتى في التفاعلات اليومية العادية، ما يشير إلى انشغال داخلي مستمر بالمشاعر السلبية.
أما في الفضاء الرقمي، فقد أظهر تحليل عشرات الآلاف من المنشورات على منصات النقاش أن مستخدمين عرّفوا أنفسهم بأنهم يعانون اضطرابات شخصية استخدموا لغة أكثر انغلاقاً وسلبية، وأسهمت هذه السمات مجتمعة في تكوين نمط لغوي يتسم بالتوتر العاطفي والانسحاب والتفكير الجامد.
وفي مشروع بحثي موسع لا يزال مستمراً، وجد الباحثون أن الأشخاص المصابين باضطرابات شخصية يميلون إلى التعبير عن معتقداتهم الذاتية بصورة أكثر تكراراً واختلافاً مقارنة بعامة الناس، فقد اتسمت صياغاتهم بطابع أكثر تطرفاً وسلبية وتركيزاً على المعاناة النفسية والعلاقات الأساسية في حياتهم.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|