إلى منتقدي رجي... هل تذكرون الحاج فؤاد؟

في معرض سؤالها عن اسباب الحملة الشرسة التي تستهدف وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي من جهات سياسية وحزبية معروفة، تكشف اوساط من داخل الوزارة لـ"المركزية" عما كان سائداً خلال العهود السابقة، قبل تحرير السياسة الخارجية اللبنانية، وكيف كان حزب الله يسيطر كلياً على الوزارة. وتقول لم تكن هناك سياسة خارجية لبنانية، بل سياسة خارجية لحزب الله تُمرّر عبر الدولة اللبنانية،وتجعلها معبراً لمواقفها،ليس إلا.

أما الآلية فكانت عبر شخصٍ يدعى الحاج فؤاد كان يتردد الى الوزارة كأنها مكتبه الخاص. يحضر أحياناً مع أحمد مهنا، وأحياناً أخرى واستخفافاً بالوزير ، يرسِل مهنا وحده.

كل مؤتمر صحفي، كل تصريح، كل بيان في مؤتمر دولي أو اجتماع عربي، كان يسبقه اجتماع مع الحاج فؤاد. يدخل الى مكتب الوزير، يحدد له الخط السياسي بالضبط، يملي عليه الموقف المطلوب، يرسم له السقف والمضمون.

وتضيف: كان الحاج فؤاد وأحمد مهنا (الطبيب في مستشفى الرسول الأعظم ) يدخلان الى الوزارة كما يشاءان، وساعة يريدان. يأخذان نسخاً من المراسلات السرية، يعطيان التعليمات، يوجهان الوزارة. لا يمر كتاب واحد أو قرار واحد دون علمهما وموافقتهما، والمواقف تتبدل بحسب أوامر الحاج فؤاد، لا بحسب المصلحة اللبنانية. والنتيجة سياسة خارجية مرتهنة للخارج وقائمة على الضبابية وعدم الوضوح.

والأمثلة على ذلك كثيرة آخرها ما سوّقه وزير الخارجية بأمر من الحاج فؤاد عن أن لبنان كان موافقاً على اتفاق وقف إطلاق النار قبل اغتيال حسن نصر الله. والتي اتضح بحسب أكثر من مصدر غربي وعربي أنها "كذبة" واضحة، ومدروسة.

وتردف الاوساط : ظنّ الحاج فؤاد أن الأمور ستستمر كما كانت ، مع وصول الوزير الجديد يوسف رجي. فحاول أن يزور الوزارة غداة تسلم رجي منصبه، الا انه اصطدم بالواقع الجديد: طُلب منه المغادرة. لا عمل له في الوزارة.
زمن احتلال حزب الله لوزارة الخارجية انتهى.

فلا عجب من كثرة الحملات التحريضية على الوزير الذي حرر "الخارجية" واعادها الى لبنانيتها.