"العدّ العكسي للحرب معلّق"… قمة ترامب–نتنياهو تتحكّم بساعة الحرب على لبنان!

في ظلّ تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان اليوم، من غارات جوّية وقصف مدفعي واستهدافات، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن توجّه سياسي – عسكري لتأجيل أيّ عملية واسعة، بانتظار ما ستسفر عنه القمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في نهاية الشهر الحالي.

وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أنّ إسرائيل قرّرت تأجيل أيّام القتال التي كان مخطّطًا لها في لبنان، وتعليق العمليات العسكرية الواسعة في مختلف الساحات، إلى حين انعقاد اللقاء المرتقب بين ترامب ونتنياهو، في خطوة تعكس حساسيّة المرحلة سياسيًا، رغم استمرار الضغط العسكري الميداني.

في السياق نفسه، أفادت هيئة البثّ الإسرائيلية في تقرير لها، أنّ حزب الله خفّض من وجوده العسكري جنوب نهر الليطاني، ونقل أسلحته الثقيلة والمتوسطة المدى إلى المناطق الواقعة شمال النهر، في إطار إعادة تموضع ميداني يُقرأ ضمن تطوّرات المرحلة الراهنة، والضغوط العسكرية والسياسية المتواصلة.

ويأتي هذا الكلام الإعلامي الإسرائيلي في وقت شهد فيه الجنوب تصعيدًا لافتًا اليوم، تمثّل بسلسلة اعتداءات إسرائيلية طالت بلدات عدّة، أبرزها عديسة وسبلين، حيث سُجّلت غارات واستهدافات مباشرة، ما أدّى إلى سقوط شهداء وجرحى، وسط تحليق مكثّف للطيران المسيّر، واستمرار الخروقات لاتفاق وقف الأعمال العدائية الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني 2024.

وكانت تقارير إعلامية لبنانية ودولية قد تحدثت في الأيام الماضية عن تحضيرات إسرائيلية لعمليات عسكرية موسّعة في لبنان، بالتوازي مع ضغوط دبلوماسية أميركية لاحتواء التصعيد، ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة. كما برز دور لجنة مراقبة وقف النار (الميكانيزم)، وسط انتقادات لبنانية متزايدة لطريقة عملها، في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية اليومية.

وبين تعليق العمليات الكبرى سياسيًا، واستمرار الاعتداءات ميدانيًا، يبقى الجنوب اللبناني ساحة مفتوحة على كلّ الاحتمالات، رهن ما ستقرّره قمة ترامب – نتنياهو، وما إذا كانت ستُفضي إلى خفض التصعيد أو تؤسّس لمرحلة أكثر خطورة في المشهد الإقليمي.