"غسيل سمعة" سوريّة من الشرق الأوسط وصولاً الى أستراليا ولكن...
تجهد سوريا منذ عام وحتى الساعة، أي منذ سقوط نظام آل الأسد، في القيام بعملية "غسيل سمعة"، و"تنظيف" الذاكرة السورية والعالمية من حقبة اشتهرت بالعنف والدموية، وبفرض السلطة والحكم والانتظام بالترهيب والتخويف... بين عامَي 1970 و2024.
ووصلت الأحوال بالدولة السورية الى درجة الانضمام الى "التحالف الدولي" لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، وعدم الاكتفاء بتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبا، ولا بالعمل على العودة الى النظام المالي العالمي فقط.
دولة تطرُّف...
ومنذ نحو عام، لم تَعُد سوريا تماماً كما كانت في الماضي، وذلك رغم أنها لم تتغيّر إلا بالأسماء، وببعض أنواع الترتيبات الداخلية، وبالعلاقات الخارجية. ولكنها تحصد تدريجياً سمعة عالمية طيّبة، بدءاً من الشرق الأوسط وصولاً الى العالم الأوسع، إذ إن الشخص (أحمد الأحمد) الذي تصدّى لمُسلَّح خلال الهجوم الذي شهده شاطئ بوندي في أستراليا، والذي أُصيب بجروح خطيرة من جراء ذلك، هو سوري الجنسية. وهذا يساهم ولو بالصّدفة، بالإمعان في تلميع صفحة وصورة سوريا عالمياً، سواء على مستوى سوريا الدولة، أو على صعيد ملفات اللّجوء السوري أو الهجرة السورية حول العالم، أي في الوطن السوري والاغتراب على حدّ سواء.
ولكن رغم كل ما سبق، لا تزال سوريا في أذهان الكثير من أبناء شعبها، وتحديداً الأقليات السورية، دولة تطرُّف، مدعومة من متطرّفين أو من داعمين ومموّلين لتنظيمات متطرّفة على امتداد الشرق الأوسط والعالم. فهل تتغيّر تلك الصورة؟ متى؟ وكيف؟
ليس بتحالُف الأقليات...
شدد منسق عام "التجمُّع من أجل السيادة" والمدير التنفيذي لـ"رؤية العوربة" ومدير المعهد الجيوسياسي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا نوفل ضو على أن "تلك المشكلة لا تُحَلّ بنظرية تحالف الأقليات".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "يتوجب على سوريا والحكم فيها أن يخرجا من منطق الثورة الى منطق الدولة، وذلك بموازاة وجوب أن يقوم كل الذين يخافون من منطق الثورة بالمساهمة في بناء الدولة السورية".
وختم:"أعتقد أن هذا هو الحلّ الوحيد المُتاح في هذه الفترة. وأما منطق إنشاء تحالف أقليات من علويين وأكراد ودروز ومسيحيين ويهود لمواجهة الأكثرية السُنيّة في المنطقة، فهو بدوره لا يختلف بشيء عن التطرُّف والتعصُّب".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|