هل سيُطعّم "الميكانيزم" بغطاء شيعي وسني؟

في خضم النقاشات الجارية حول تشكيل لجنة "الميكانيزم"، تبرز تساؤلات جدية حول إمكانية تعيين شخصيتين تمثلان الطائفتين الشيعية والسنية، وهو ما تشير إليه مصادر مطلعة على المشهد السياسي في حديث لوكالة "أخبار اليوم"، حين قالت: الامر ليس مجرد تفاهم شكلي، بل خطوة استراتيجية دقيقة تهدف إلى إضفاء "غطاء إسلامي" على مسار المفاوضات.

وتلفت المصادر إلى أن المفاوض (السفير سيمون كرم) الذي عينه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وفقاً للقانون، بعيدا عن هيمنة الثنائي الشيعي، ينظر إليه أساسا كمدير لمسار المفاوضات، بعيدا عن الانخراط المباشر في التحالفات السياسية التقليدية.

وفي هذا السياق، يحتمل أن يلجأ الرئيس عون إلى اختيار شخصية لا تحظى برضى الثنائي الشيعي، على غرار تعيين كرم، إلا أن التواصل السياسي، وفق المصادر نفسها، سيبقى محصورا بالمسار الرسمي عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي سيكون محور التنسيق والتفاهم بين الأطراف المختلفة.

وفي السياق عينه، تلفت المصادر الى أن إدخال شخصية سنية إلى "الميكانيزم" يُشكل في الوقت نفسه رسالة داخلية وخارجية مفادها أن التشكيلة لا تقتصر على توازن شيعي داخلي فحسب، بل تسعى إلى منح العملية التفاوضية بعداً أوسع يطمئن القوى الدولية والمجتمع اللبناني على حد سواء.

كما يضيف، أن هذه الخطوة تحمل في طياتها محاولة لتخفيف الاحتكاك السياسي الداخلي وخلق إطار وساطة يمكن البناء عليه في حال ظهور أي توترات أو خلافات مفاجئة بين الأطراف الرئيسية.
وتختم المصادر: المرحلة المقبلة ستكون بحق مرحلة مفاوضات بامتياز، حيث يُنظر إلى أي تصعيد ميداني محتمل على أنه جزء من أدوات الضغط الاستراتيجية لخدمة هذا المسار التفاوضي، وليس كخروج عن سياقه أو التشويش عليه.

شادي هيلانة – أخبار اليوم